ترجمة:عدوية الهلاليلم يكتب التاريخ الا من قبل المنتصرين لكن نابليون بونابرت الذي خرج من معركة واترلو مهزوما لتعيش بعدها فرنسا ضعيفة لوقت طويل كتب في مذكراته عن هزيمته وعن المغامرة الامبراطورية التي اقدم عليها ويشعر الفرنسيون بآثارها حتى الان.
يدرك الكثير من الفرنسيين ان عودة بونابرت من جزيرة البا في آذار من عام 1815 كانت بداية لفترة الايام المئة التي مارس فيها الحكم للمرة الاخيرة قبل نفيه بشكل نهائي الى جزيرة سانت هيلانة ..ويذكرون كيف استقبل بشكل ايجابي من قبل السكان خاصة وان نظام حكم لويس الثامن عشرلم يكن مقبولا لديهم.هذه الحقائق وغيرها تضمنها الجزء الرابع من كتاب ( التاريخ الحديث للأمبراطورية الاولى ) للمؤلف تييري لينتز الصادر مؤخرا.مدير مؤسسة نابليون ذكر في كتابه كيف ودعت فرنسا التي نزفت دما لمدة عشرين عاما من الحروب المستمرة امبراطورها السابق الى منفاه .وكيف وافقت على مضض ودون حماس على عودة لويس الثامن عشر الى العرش رغم محاولاته التخفيف مما يكرهه الفرنسيون فيه كانانيته وجبنه وبدانته !!كان لويس الثامن عشر قد حاول بطريقته الملكية والمتساهلة الجمع بين قيم النظام القديم وتلك الخاصة بعام 1789 لكنه بدا بالتدريج باستخدام العنف واذلال الجيش الذي بقي مخلصا لقائده المنفي او من خلال فرض الضرائب على الشعب ..ورغم عدم شعبيته ورفض الشعب له ، الا ان ابناءه لم يكونوا راغبين في عودة نابليون على  اعتبار انهم اجتازوا فترته بكل مافيها من حلاوة ومرارة ..لكن ذلك لم يقف عائقا امام الاحتفاء بعبقرية بونابرت سواء في غرينوبل او في ليون من قبل الاقلية التي تعارض نظام حكم لويس الثامن عشر مادفع بوناربت الى مواصلة اطلاق الخطابات التي تعبر عن تعلقه بشعبه ووطنه مع اعطائها الصبغة الدينية. لقد وصف لينتز المشهد الاستثنائي لاعتقال بونابرت ببراعة اذ واجه الامبراطور السابق الجنود القادمين لاعتقاله بناءا على اوامر الملك بشجاعة قائلا لهم وهو يفتح قميصه : " اطلقوا النار على امبراطوركم اذا كان لديكم الشجاعة الكافية " ، لكن الجنود انزلوا بنادقهم والتحقوا بقائدهم! ويظهر الكاتب هنا مدى تاثير شخصية بونابرت على افراد جيشه اذ لم يثنه المرض والتعب وبدانته المفرطة عندما تقدم في السن عن التمرن لخوض القتال مع جيشه الذي كان ينوي مواجهة البروسيين والانكليز ..بهذه الطريقة ،ستمثل معركة واترلو الفصل الاخير في (الالياذة النابوليونية) في كتاب ليتنتز حيث تعرض لها بالشرح والتحليل الوافيين اذ رغم هزيمته في ارض المعركة من قبل خصم تفوق عليه في العدد الا انه سيظل يشغل الاجيال القادمة بقوة اسطورته.