TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > من يريد تقسيم العراق؟

من يريد تقسيم العراق؟

نشر في: 30 أكتوبر, 2021: 11:31 م

 د. اثير ناظم الجاسور

منذ العام 2006 وبدأ الحديث عن تقسيم العراق لثلاث أقاليم (شيعية – سنية – كردية) مع احاطتنا بمشاريع أهمها كان مشروع بايدن الذي تصدعت به رؤوسنا لغاية اللحظة، مع العلم ان التغيير الحقيقي في شكل ومضمون الدولة يأتي من خلال إرادة دولية إقليمية مستبعدين كل البعد الإرادة الداخلية

التي بالضرورة هي التي تعمل على تهياه الأرضية لأي مشروع او قناعة داخلية بالتغيير، جملة من الاحتمالات والفرضيات التي وضعت بالمقابل جملة من الأسئلة التي ترسخت في العقل الجمعي العراقي وأصبحت الإجابة عنها بديهية مفادها ان المؤامرة على العراق حتمية تاريخية ولابد من تقسيمه سواء كان هذا التقسيم من خلال تحويله على فدرالية او كونفدرالية او اضعافه من الداخل والتحكم به ضمن ديموغرافية مناطقية او تقسيمه لثلاث دويلات قومية وطائفية.

وقد طال الحديث عن هذه المؤامرة التي لا ينفك المثقفين والسياسيين وأصحاب الفكر بالحديث عنها تحديداً تلك الخارجية التي اما ان تأتي من خارج الحدود او توظفها القوى الكبرى من خلال ادواتها الإقليمية الخ ... من التكهنات والتنبؤات، لكن المشكلة التي نعاني منها هي اساساً قائمة على فكرة أحادية غير قابلة للتصحيح إلا وهي مصلحة من في السلطة، بالتالي فان قياس حجم المؤامرة التي ترسخت في العقل الجمعي من قبل السلطة وادواتها جعلت من التقسيم شبح يطارد الافراد الماسكين بهويتهم الواحدة (الهوية الوطنية) او أولئك الغير قادرين على تغيير قدرهم وحياتهم داخل بلدهم، سيما وان التقسيم بات حتمياً من خلال طبقات المجتمع بعد ان تم التمييز بينهم وبين الصف الاول (أبناء وعائلات النخب الحزبية) اللذين استطاعوا ان يتسلقوا إلى مرتبة النبلاء ويجعلوا من باقي الطبقات عبيداً مع اختلاف المسميات.

لكن الحقيقة واضحة إذا ما أردنا ان نكون أكثر واقعية ونتحدث بالمنطق دون اللجوء لمسالة من مع من، فالعراق تحكمه مجموعة من الأحزاب لا تحتاج إلى مشروع بايدن ولا إلى تطبيع حتى تقرر متى يتم التقسيم من عدمه لان الحقيقة ان العراق يُقسم من اول يوم لتشكيل حكومة جديدة انتهاءً بأول يوم اعلان عن بدء موعد جديد للانتخابات، وكل أربعة أعوام يًقسم العراق مناطقياً ومذهبياً وقومياً، ان وعي المجتمع بات ضرورياً لمجابهة خطر السلطة التي تحاول ان ترسخ مفهوم الهوية الفرعية التي استطاعت من خلالها ان تضع معايير جديدة للحكم داخل العراق، فالقوائم الانتخابية تقسم على الهوية الفرعية وتوزيع المنصب والوزارات والوكالات والمديريات والهيئات المستقلة الخ ... كله على الفرعية التي يحاول من في السلطة تعزيزها وتقويتها، كل ما يجول في تفكيرهم قابل للتقسيم دون ان يرف لهم جفن، حتى فكرة الموت يأخذ التقسيم فيها حيزاً كبيراً فهو الحقيقة الوحيدة التي لابد من ان تتعود عليها انظارنا ومسامعنا، فالأحزاب الحاكمة لا تحتاج لمشروع او مؤامرة في سبيل تقسيم العراق والأخير لا يحتاج ان يكون دويلات صغيرة تتقاتل فيما بعد على الموارد، ولا يحتاج الشعب ان يؤرق تفكيره ويعود إلى الوراء من اجل التقصي والتعمق في المؤامرة الكبرى عليه فكل الأدوات المستخدمة من قبل الأحزاب الحاكمة سواء الفائزة منها والخاسرة هي تعمل على التقسيم الداخلي وما على الشعب إلا السمع والطاعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram