إياد الصالحي
نعلم أنها الأيام الأخيرة من مهمّتكم الصعبة في تسيير أعمال مجلس الوزراء مُنذ الخامس من أيار عام 2020 إلى حين تسلّم الحكومة الجديدة مسؤوليتها الشرعية المُنبثقة من صناديق الاقتراع في العاشر من تشرين الأول عام 2021، ولهذا أرتأينا أحاطتكم عِلماً بأن الجوانب الإنسانية العظيمة التي بادرتم إلى تكريسها ضمن أولويّات متابعتكم لشؤون المواطنين لاسيما المُضحّين في قطّاعات مختلفة من المجتمع، دفعتنا لتذكيركم بمِحن إعلاميين لم يهتمَّ بهم وزراؤكم، ولا أي مسؤول في حكومتكم، برغم خدماتهم التي تجاوزت الأربعة عقود وأكثر!
حضرة رئيس مجلس الوزراء وراعي الشعب، يواجه داخل حمد شيخ المصوّرين التلفازيين الرياضيين تهديد فقدان السمع كونه لم يجد ما يؤمِّن له تكاليف التداخل الجراحي العاجل بعد أن باع كل شيء ثمين في بيته من أثاثٍ وأجهزة، وأنفقَ ما ادَّخره لوقت الشدَّة، ووجدَ أنه مُطالب بتوفير أضعاف ما تمكّن سدادهُ سابقاً كي تواصل مشارط الاطباء إسعافه قبل حلول شهر كانون الثاني 2022، وهو غير قادر على ذلك، واليأس يقوّض أمله بالنجاة.
داخل حمد طرق باب الكابتن عدنان درجال أكثر من مرّة عملاً بعائدية تخصّصه الإعلامي في شؤون الرياضة، ومشاركته إنجازات أبطالِها، لكن يبدو أن أصوات الضُعفاء والمحتاجين لن تجد خطوط الاتصال بوزيركم الرياضي المشغول في كيفية بقاء حقيبته الوزارية تحت يده لفترة طويلة، ويبحث عن مخرج لورطة مدرّب لا يعرف منتخب العراق إلا عند لقاء البعثة في فنادق الدول الشقيقة والصديقة! ولهذا لجأنا الى خطّك الإنساني المفتوح لكل العراقيين.
حمد لمن لا يعرفهُ، هو أحد ذراعي عميد الإعلام المرئي الوطني والعربي مؤيد البدري الذي أسهم في نجاح برنامجه الخالد (الرياضة في أسبوع) بلقطاتهِ المُبهرَة لأنشطة مختلفة من دوري الكرة وبقية منافسات الرياضيين ببراعة خبير فذّ تعامل مع كاميرته بإحساسٍ عالٍ ورؤية واقعية وصدقية مهنية يحتفظ أرشيف القناة الرياضية العراقية بعديد الأشرطة النادرة من أعماله.
داخل حمد صديق النجوم بعفويته ونزاهته وخُلقه الرفيع، يمثّلُ جيلاً من الإعلاميين العاملين في الصحافة والإذاعة والتلفزيون الذين مرّوا بظروف عصيبة طوال سنيّ خدماتهم للمهنة، ورافقوا خلالها منتخبات وأندية حقّقت منجزات كبيرة في محافل العرب وآسيا، وسجّلوا مشاركات إيجابية في غير دورة قارية وأولمبية، وقدّموا شخصيات رياضية على طبق الشهرة أيام تمثيلهم الفرق الوطنية يواصلون العمل اليوم بإدارة مواقع مسؤولة في وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات، تنكّروا فضل حمد وزملائه عليهم، وعاملوه بجحود، وأهملوا استغاثاته، ولم ينصفوا تاريخه، وتناسوا لهفتهم لاستدارة كاميرته الى وجوههم أيام ممارستهم ألعابهم، قبل أن تطال رؤوسهم قمّة غرورهم وتنظر عيونهم باستنكاف إلى حاجته وغيره ممّن يعانون الابتلاء بالمرض!
دعنا نخبرك يا رئيس مجلس الوزراء عن أمر لا يقلُّ أهمية عن مدّ يد العون لحمد، فالإعلامي العراقي ابن السلطة الرابعة هو المِهني الوحيد بين جميع المِهن العاملة في بلدنا مُطالب بتدبّر أنقاذ حياته بنفسهِ إذا ما دهمه خطر صحيّ، فلا المؤسّسة التي يعمل فيها قادرة على دفع تكاليف علاجه خارج سقف التأمين الصحي البالغ مليوني دينار باستثناء تلك المغطّاة صُحفها وفضائياتها من ميزانية الاحزاب، ولا النقابة الراعية لحقوقه مستعدّة أن تتكفّل بمعالجته بعشرين أو خمسين ألف دولار أو أكثر - هنا نتحدّث عن أمراض صعبة تهدّده بفقدان حياته أو نظره أو سمعه - ولا هو شريك فعلي في الرياضة ينال المُنح حسب قانون 6 لسنة 2013، ويتمتّع بـ (فزعة) الوزارة والأولمبية والاتحاد والنادي مثلما يهرع كل مسؤولي هذه المؤسسات لمعالجة إصبع لاعب شاب في أحد مشافي العاصمة بغداد أو دول الجوار أو أوروبا!
لا حلّ يا رئيس مجلس الوزراء سوى الإيعاز إلى مكتبكم الإعلامي بفتح نافذة مباشرة وفقاً لآلية تحفظ كرامة إعلاميين مات عدد كبير منهم بعدما وهنت قلوبهم وتوقفت كِلياتِهم وتفاقمت أمراضهم المُزمنة فأغمضوا عيونهم للأبد خجلاً من تعرّضهم لعجرفة ومهانة بعض المسؤولين، أرجوك ضع آلية تعجّل بانقاذ حياة الصابرين منهم باعتبارهم مصابيح العراق المُضاءة في أحلك الظروف لكشف زوايا مُعتمة عن الشعب والحكومة يعزُّ على الوطن أن يُطفأ الواحد تلو الآخر!