TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تجديد حبس العراق!!

العمود الثامن: تجديد حبس العراق!!

نشر في: 30 أكتوبر, 2021: 11:54 م

 علي حسين

قال لي صديق عزيز، ما هذه الأكوام من الكتب؟، هل ستقضي عمرك تتنقل من شوبنهور إلى طه حسين؟ ضحكت وأنا أقول له، برغم مئات الكتب التي تراها فإنني حتى هذه اللحظة،لا أفهم بماذا "يرطن" ساستنا!

منذ سنوات والناس تبحث عن مسؤول مختلف يمنحونه أصواتهم، وهم مطمئنون إلى أنهم استثمروها في المستقبل، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين يتعاملون مع الانتخابات على أنها عدّاد سيارة أجرة لا يعمل إلّا لصالحهم، لقد مللنا من مسؤول يخرج علينا كل يوم يذكّرنا بأنه "المنقذ"، أنظر إلى هذا الكتاب، وأشرت إلى "خطابات السلطة" الذي كتب فيه جون لوك أنّ "الحاكم هوالذي يحقق نفعاً مستقبلياً للناس" والآن أجبني، ماذا سيكتب مسؤولونا، لو قرروا كتابة مذكراتهم ويومياتهم؟، هل سيتحدثون عن حجم الخراب الذي قطعته البلاد خلال السنوات الماضية؟، يا صديقي أليس مذهلاً ومثيراً حين نقلب مذكرات بناة التجارب الحديثة، فنجد كيف أن التحول في سنغافورة صنعه إخلاص وتفاني رجال بوزن "لي كوان"، وأن كوريا الجنوبية تحولت من الفقر إلى بلد ينافس اليابان في عقر دارها، بفضل نزاهة مسؤوليها وحبهم لوطنهم.

تعال يا عزيزي وإقرأ ما كتبه باني الهند الحديثة، نهرو، عن سياسيي التهريج، في كتابه لمحات من تاريخ العالم: "كانت خطب بعض الساسة انفجارية تهديدية، يبدو أصحابها دائماً في حالة تحدٍّ ودعوات للنزال"، هل تابعت معركة الانتخابات؟.

في كتاب جميل وممتع تـُرجم إلى العربية بعنوان " قصص لم تروِها هوليوود" يعلمنا المؤرخ الاميركي هوارد زن أن الشعوب هي التي تصنع قدرها وليس الساسة.. "إذا كنت مواطناً يجب عليك أن تعرف الفرق بين السياسيين وبينك.. الفرق بين ما يجب عليهم القيام به، وما يجب عليك القيام به.. لذلك يجب أن لا ننجرف نحو حالة من الطاعة والقبول المطلق لما يفعله الحكام. إن مهمتنا هي عدم إعطائهم شيكاً على بياض أو أن نكون مجرد مشجعين وهتـّافين لهم في منازلاتهم.. يجب علينا أن لا ننظر إلى العالم من خلال أعينهم، ونقول حسناً لا بدَّ أن نطيعكم.. كلا يجب أن نجهر بآرائنا بجرأة".

ويذكر هوارد أنه تعلم أن يظل حالماً "نعم نحن نحلم، نريد كل شيء جيداً، نريد عالماً يسوده السلام، نريد عالم العدل والمساواة، لا نريد الحرب، نريد مجتمعاً أخلاقياً، ومن الأفضل أن نتمسك بهذا الحلم بقوة، لأننا إذا لم نفعل ذلك، فسوف نغرق أكثر وأكثر نحو القاع".

تعلمنا تجارب الشعوب أن معارك الاستحواذ وتالكراهية تنتصر مؤقتاً، فالفوز الدائم لأهل المحبة والطمأنينة ومحبة الاوطان .

والآن هل تلومني ياعزيزي لأنني أدفن رأسي مع ماركيز وسقراط بعيداً عن تقلبات مشعان الجبوري الثورية ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram