TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض ..أيام القيظ والكهرباء

كلام ابيض ..أيام القيظ والكهرباء

نشر في: 11 يونيو, 2010: 05:35 م

كريم محمد حسين هاهي أيام القيظ تنقضّ على المواطن في خضم أزمات متعددة لها علاقة وطيدة بيوميات هذا المواطن المتأزم والمحاصر بكل أنواع البلاء، من خدمات متعثرة ومياه شحيحة وملوثة وبطالة تزحف يوما بعد يوم لتلتهم أجيالا في انتظارها ، ناهيك عن أزمة تشكيل الحكومة وماتتركه من آثار نفسية
وانعكاسات على الواقع اليومي للمواطن، وتبقى كل المشاكل في وادٍ وأزمة الكهرباء والصيف العراقي الجحيمي ومشاكل أصحاب المولدات الذين أصبحوا يستمتعون بمعاناة الناس المحاصرين بالوعود والحلول الضبابية من قبل وزارة الكهرباء، حتى يتبادر الى ذهن البعض أن هناك اتفاقا بين وزارة الكهرباء وأصحاب المولدات المصرّين على التلاعب المقصود والتجاوز اللا محدود على القوانين والأعراف والمواطنين، وسط غياب واضح للمجالس البلدية المعنية بشؤون الناس القاطنين ضمن الرقعة الجغرافية لهذ المجلس او ذاك، أما وزارة الكهرباء فهي الأخرى تغرد بعيدا بخطوات وخطط خمسية وعشرية لتتمكن حينذاك من حل أزمة العراق العظيمة، ألا وهي التيار الكهربائي الذي صار حلما للعراقيين جميعا ، فأين السلطات والوزارات التي تـُجْهـِز على موازنة الدولة برواتبها المخيفة؟ أين كل هؤلاء من تجاوزات أصحاب المولدات؟ ومن الذي يوقف جشعهم وصلفهم وتماديهم في تحدي القانون والاستيلاء على أعمدة الكهرباء ووضع أسلاكهم عليها كيفما اتفق حتى باتت تبدو كشبكة عنكبوت، ناهيك عن منظرها الذي يوحي بعراق عشرينيات القرن الماضي، من المسؤول عن كل هذه الفوضى؟ وأين مؤسسات الحكومة وقنوات أحزابها الفضائية التي تغرد خارج سرب حياة مواطن ٍ بات مثقلا بكل الهموم، ولسان حاله يقول: ( فضّوها )، وجـِدوا حلا ، وأوقفوا هذا الانفلات الذي يحصل من الجشعين والمرابين ومن مؤسسات الدولة التي هي الأخرى صارت عبئا على المواطن والدولة، والشواهد كثيرة لهذا الانفلات، فيوميا نشاهد ونسمع ونرى مديرا لمؤسسة او موظفا كبيرا او مواطنا جشعا يتجاوز على المال العام ويستغل وظيفته ليمرر صفقاته على حساب ملايين الناس الذين يعانون من الأزمات التي تولد الإحباط والنكوص والارتداد والشعور بعدم المسؤولية واللامبالاة تجاه البلد ومقدراته ، لذا نتمنى على كل من له يد طولى في معالجة إشكال او أزمة أن يقدم للناس ويسعى للحلول السريعة لإنقاذ ماتبقى من المواطن، وإلا سيبقى هذا المواطن يلعن اليوم الذي ذهب فيه لينتخبكم ، فيا ولاة أمورنا ندعوكم اليوم الى السعي الحقيقي لإنقاذنا  والعبور باتجاه الحلول وترك حمى المناصب والجاه والنفوذ، فالمواطن يدعوكم لإيقاف نزيف الموارد التي يهدرها على خدمات عادة ما تقدمها الدولة وحكوماتها المتعاقبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram