إعداد/ كأس 2010 حقق المغرب انجازاً فريداً من نوعه عندما بات أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور الثاني من نهائيات المونديال منذ انطلاق المسابقة عام 1930 بعد الفوز التاريخي على البرتغال 3-1 في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الأول .
وحقق المغرب انجازه على الارض التي كانت الأولى التي وضع عليها قدميه للمشاركة في النهائيات عندما تأهل للمرة الأولى عام 1970 حيث استضافتها المكسيك.الدور الثاني لمونديال 86 يدين المغرب بتأهله الى فريقه الذي كان أفضل ما أنجبت الملاعب المغربية في مقدمتهم العملاق بادو الزاكي وعزيز بودربالة ونور الدين البويحياوي ومصطفى الحداوي ومصطفى البياز ولاعبو فريق الجيش الملكي الذي كان يعيش ازهى فتراته في منتصف الثمانينيات محمد التيمومي وعبد المجيد اللمريس ولحسن الوداني وعبد الرزاق خيري، إضافة الى المدرب الأخير الذي كان مدربا للمنتخب أيضا البرازيلي المهدي فاريا.وأكد العديد من المراقبين قبل انطلاق المباراة الحاسمة ان "المغرب عازم كل العزم على بلوغ الدور الثاني ولم لا تصدر مجموعته".وفاجأ المنتخب المغربي كل المراقبين بعروضه الجيدة في مباراتيه الأوليين ضد اعتى المنتخبات على الصعيدين الأوروبي والعالمي على التوالي بولندا وانكلترا وأرغمهما على التعادل السلبي، وكانت مباراته الأخيرة مع فريق أقوى هو المنتخب البرتغالي.وصمد زملاء الحارس العملاق بادو الزاكي 17 دقيقة أمام المد الهجومي للبرتغاليين وحافظوا على نظافة شباكهم لينطلقوا نحو مرمى داماس ويسجلوا ثلاثة أهداف منها هدفان لعبد الرزاق خيري الذي فرض نفسه نجما في مدى 7 دقائق.وسجل خيري هدفيه من تسديدتين قويتين ورائعتين لم يتركا أي حظ للحارس داماس في الدقيقتين 19 و27 على التوالي.وكانت البداية قوية للبرتغاليين الذين بحثوا بجدية عن التهديف للاطمئنان على بلوغهم الدور الثاني لكنهم وجدوا أمامهم خطاً دفاعيا قويا ومن خلفه الحارس الزاكي الذي فرض نفسه نجماً في منطقته وابعد كل الكرات سواء العالية او التسديدات البعيدة.وأعلنت الدقيقة 19 عن أول الأهداف المغربية من هجمة منسقة انهاها خيري بمجهود فردي وتسديدة من 20 متراً في الزاوية اليمنى للحارس داماس الذي لم تنفعه ارتماءته الانتحارية.ونزل الهدف كالصاعقة على اللاعبين البرتغاليين الذين ما فتئوا ان استفاقوا حتى تلقوا الهدف الثاني من هجمة منسقة أيضاً وصلت الكرة الى كريمو في الجهة اليمنى فهيأ الكرة الى خليفة الذي مررها عرضية داخل المنطقة فسددها خيري على الطائر صاروخا لم يقو داماس على صده (26).وعمت فرحة عارمة اللاعبين على أرضية الملعب وكذلك الجمهور الذي آزر الأسود على ملعب (3 آذار) في مدينة غوادالاخارا، لكن اللاعبين حافظوا على تركيزهم ولم يتهاونوا لأن الصفارة النهائية لم تطلق بعد.وتابع المغرب المباراة كأن النتيجة متعادلة وتمكنوا من إنهاء الشوط الأول بتقدمهم بهدفين نظيفين.ونزلت البرتغال بكل ثقلها في الشوط الثاني بغية تدارك الموقف في الدقائق الـ45 المتبقية، وطالب لاعبوها حكم المباراة الايرلندي الشمالي سوندي بركلتي جزاء بعد إسقاط فوتري وسوزا داخل المنطقة في الدقيقتين 54 و58 على التوالي.وأمام السيطرة البرتغالية على المجريات قاد الثنائي المتألق بودربالة والتيمومي هجمة منسقة وبعد لعبة مشتركة بينهما مرر التيمومي كرة عرضية الى كريمو الذي انطلق وسط مدافعين وهيأ الكرة لنفسه داخل المنطقة وسددها بذكاء الى داخل الشباك معلناً الهدف الثالث (62).واختلطت أوراق البرتغاليين الذين شعروا بأن حلم بلوغ الدور الثاني بات بعيداً لكنهم واصلوا ضغطهم وسجلوا هدف الشرف في الدقيقة 80 عبر ديامانتينو من هجمة منسقة أنهاها بتسديدة ساقطة مستغلا خروج الحارس الزاكي لملاقاته.وشكلت الخسارة كارثة كبرى للبرتغاليين بصفوفهم المرصعة بالنجوم في مقدمتهم فوتري وأوليفيرا وماغالايس وسوزا وباشيكو.
ذكريات عربية..المغرب.. أول العرب تأهلاً إلى الدور 16 فـي تاريخ المونديال

نشر في: 11 يونيو, 2010: 05:42 م