علي حسيناعتقد ان العراقيين نساء ورجالا يستحقون الجنة لسبب اساسي لانهم يتعرضون للكذب والنفاق والخداع السياسي كل يوم وعلى مدى سنوات طويلة، ولم ينقرضوا، ولم يصبهم الجنون اوالاكتئاب.واعتقد ان العراقيين يتمتعون بقدرات خاصة تجعلهم رغم (الاعيب الساسة) محتفظين بسلامتهم العقلية والنفسية.
شيء مافي جينات العراقيين تمنحهم مناعة ضد ما يسمعونه من خطب السياسيين وأحاديثهم وما يبثونه من فايروسات، وهذا ليس مستغربا.. فشعب صمد لأكثر من ثلاثة عقود ضد حملات (القائد الضرورة) وخطاباته ووصاياه، وظل محتفظا بحيويته لن يعجز عن مواجهة مجموعة من السياسيين يقولون غير ما يبطنون. اقول هذا الكلام وأنا اتابع المعارك السياسية التي تبثها القنوات الفضائية كل يوم، والجدل الدائر حول تشكيل الحكومة.وفي الحقيقة لا اجد من الكلمات ما يسعفني للتعبير عن المشاعر التي تنتابني وانا اقرأ واشاهد البعض من الساسة.. استفزاز، واندهاش، وضيق واسى، وحزن واسف. تلك كانت توليفة المشاعر المركبة المتداخلة التي تعكر مزاجي ومزاج العراقيين كل يوم.. يعتقد الساسة ان الديمقراطية وفرت لهم المناخ الملائم لالقاء خطبهم الرنانه، ونسوا ان الديمقراطية صعبة وتحتاج جهودًا شاقة ومضنية وعملاً بالليل والنهار، في زمن تخيم فية الانتهازية والوصولية على غالبية المهتمين بالعمل السياسي والحزبي. ان الديمقراطية تحتاج المؤمنين بها والمستعدين للتضحية من أجلها، وليس المنتفعين والباحثين عن المزايا والوجاهة والقنوات الفضائية. معضلة الديمقراطية عندنا هم ساسة الفضائيات الذين هم بالفعل وبال علي الديمقراطية، لأنهم يستخدمون الديمقراطية لضرب الديمقراطية والقضاء عليها. حتى الآن لم تترسخ قواعد الدولة المدنية التي تستطيع أن تحمي نفسها بنفسها، والسبب وراء ذلك هو الانتهازية السياسية للبعض من السياسيين. المشكلة صعبة ومعقدة، خصوصًا أننا نعيش (.زمن الشطارة السياسية). - المشكلة تنذر بالانفجار، لأن الناس يعشقون ثقافة الصراحة والوضوح، فيما بعض الساسة يعشقون ثقافة الخديعة واللعب على الحبال (ساسة الفضائيات) سيسحبون البساط من أولياء الله الصالحين، فقدرتهم بارعة في شفاء المرضى واراحة المهمومين ومناصرة المظلوم والمسكين. فقط ضعوا المايكرفون امامهم وسترون!!
العمود الثامن: زمـن الشــطارة
نشر في: 11 يونيو, 2010: 05:57 م