 ذي قار/ حسين العامل

كشف سكان قضاء سيد دخيل (20 كم شرق الناصرية ) عن تفاقم ازمة المياه في القضاء المذكور وحرمان السكان المحليين وعشرات القرى من مياه الشرب، وهو ما استدعى تحركا عاجلا من الحكومة المحلية واستنفار حوضيات الجيش والدوائر الخدمية لانقاذ 100 الف مواطن من العطش، وذلك بعد بضعة ايام من اندلاع تظاهرة احتجاجية اقتحم خلالها المتظاهرون مبنى محافظة ذي قار.

وقال مدير ماء ذي قار باسم جار الله الماجد في بيان صحفي تابعته (المدى) إن "شحة المياه التي يعاني منها اهالي قضاء سيد دخيل ناجمة عن جفاف الانهر مما اثر سلبا على عمل المجمعات وادى الى خروجها عن الخدمة"، مؤكدا ان "الجهات المعنية في الحكومة المحلية انتقلت لإدارة الازمة ميدانيا في قضاء سيد دخيل والاشراف على عملية نقل المياه للسكان المحليين عبر السيارات الحوضية".

وكان النائب الاول لمحافظ ذي قار الدكتور محمد هادي قد باشر مهام عمله في قضاء سيد دخيل وذلك ضمن إطار العمل على معالجة أزمة شحة المياه عبر خلية ازمة تشكلت لهذا الغرض.

ويرى المعاون الإداري للمحافظ فيصل الشريفي أن "الحلول المطلوبة تعتمد على إجراءات وزارية وأخرى محلية ومنها زيادة الحوضيات في القضاء وإزالة التجاوزات على جميع الأنهار المغذية لشط آل ابراهيم مع زيادة ساعات التشغيل في مشروع ماء الإصلاح الكبير لغرض سد النقص الحاصل في المياه".

من جانبها أطلقت قيادة عمليات سومر حملة واسعة لإيصال مياه الشرب إلى قضاء سيد دخيل، وذكر اعلام القيادة في بيان تلقت (المدى) نسخه منه، أنه "تنفيذاً لتوجيهات قائد عمليات سومر الفريق سعد الحربية، أطلقت قيادتنا حملة لإيصال الماء الصالح للشرب لقضاء سيد دخيل"، واضاف أن هناك عجزاً كبيراً في الماء الصالح للشرب تعاني منه هذه المناطق بسبب جفاف الانهر وقلة الاطلاقات المائية.

واقتحم المئات من أهالي قضاء سيد دخيل مبنى محافظة ذي قار يوم الخميس (28 تشرين الاول 2021) خلال تظاهرة احتجاجية نظموها للمطالبة بمعالجة ازمة المياه في قضاء سيد دخيل.

وازاء ذلك كشفت الحكومة المحلية في ذي قار يوم الخميس المنصرم عن لقاء بين محافظ ذي قار احمد غني الخفاجي ووزير الموارد المائية رشيد الحمداني لغرض التوصل الى حل ازمة المياه في شط آل ابراهيم .

وذكر محافظ ذي قار في بيان صحفي تابعته (المدى) انه "بحث مشكلة المياه في شط آل ابراهيم شرق الناصرية مع وزير الموارد المائية لغرض ايجاد الحلول لها بشكل آني"، مبينا انه "تم الايعاز لنصب مضخات اروائية لدفع المياه نحو الشط المذكور كإجراء مؤقت على ان تتبعها حلول دائمية لإنهاء الازمة".

وفي بيان لاحق صدر الجمعة اعلنت محافظة ذي قار عن نصب الوجبة الاولى من المضخات الاروائية لتغذية شط آل ابراهيم ورجحت وصول الوجبة الثانية من المضخات في اليوم التالي للمساهمة في انهاء الازمة، مؤكدة السعي لحل ازمة المياه في القضاء بشكل جذري، وبالتنسيق والتواصل مع الامانة العامة لمجلس الوزراء والتي ابدت استعدادها لتقديم الدعم الكافي لإنهاء الازمة.

وبدوره قال مدير الموارد المائية في ذي قار ان "كوادر المديرية باشرت بنصب المضخات الاروائية وان تشغيلها بحاجة الي التيار الكهربائي"، منوها الى ان "محافظ ذي قار اوعز لدوائر الكهرباء بتزويد المضخات بالكهرباء لتباشر بالعمل".

ومن جانبه قال المواطن حسن الابراهيمي لـ(المدى) ان "قضاء سيد دخيل مازال يعاني من شح المياه ونقص الخدمات فمنذ ستة اشهر والازمة تتفاقم وقد بلغت ذروتها خلال الاسبوع المنصرم وتوقفت حتى محطات الماء وحرمت مركز القضاء والقرى المجاورة مياه الشرب"، متهما "المسؤولين والجهات المعنية بعدم الاكتراث لمعاناة الاهالي".

وشكا المواطن ابو حسن الهصاري خلال تظاهرة نظمها الاهالي امام مبنى محافظة ذي قار من تضرر الفلاحين ومربي المواشي من ازمة المياه مبينا ان "حرمان معظم قرى سيد دخيل من المياه اضطر المربين الى بيع مواشيهم وباتوا يشترون حتى مياه الشرب"، لافتا الى ان "فلاحي سيد دخيل فقدوا مصدر رزقهم الوحيد بعد ان حرمتهم ازمة المياه من الزراعة".

وصرخ الهصاري بين جموع المتظاهرين "انا مواطن اريد ماء لأطفالي وارضي والمواشي التي اربيها وهذا من مسؤولية الحكومة وعليها ان تعالج المشكلة على الفور لا ان تلجأ الى الوعود فالمشكلة قديمة وما زالت دون حلول".

وبدوره قال مواطن آخر يدعى حسين الدخيلي ان "شط آل ابراهيم المغذي لقضاء سيد دخيل بمناسيب متدنية ومتذبذبة جدا وهي في كل الاحوال لا تغطي حاجة السكان المحليين"، مؤكدا "حرمان القرى الواقعة في ذنائب الشط من المياه بصورة تامة نتيجة ذلك".

واشار الدخيلي الى ان "المياه باتت تأتي يوما وتنقطع يوما طيلة الشهر المنصرم وانها انقطعت نهائيا خلال الاسبوع الحالي واصبح الشط جافا تماما وهو ما دفع المواطنين للتظاهر والاحتجاج على عدم الالتفات لمعاناتهم وحل مشكلتهم الازلية".

واشار الدخيلي الى ان "ازمة المياه في قضاء سيد دخيل ليست وليدة اليوم وانما هي ازمة تتجدد في كل عام يشهد فيه العراق ازمة مياه"، داعيا "الحكومتين المحلية والمركزية الى تبني حلول عاجلة لإنقاذ السكان المحليين من العطش كونهم اخذوا ينقلون الماء لأغراض الشرب من مركز مدينة الناصرية الذي يبعد عنهم 20 كم".

ووصف الهصاري ما يحصل بالموت الجماعي.

ومن جانبه قال عضو مجلس محافظة ذي قار السابق داخل راضي خلال مشاركته بالتظاهرة "نطالب بان تعود تصاريف المياه في شط آل ابراهيم الى سابق عهدها وتكون بتصاريف 10 متر/ثانية"، مشددا على ضرورة اطلاق المياه ورفع المناسيب بصورة عاجلة.

وكانت مديرية زراعة ذي قار اعلنت يوم الاثنين (18 تشرين الاول 2021) ان وزارتي الموارد المائية والزراعة اقرتا الخطة الزراعية للموسم الزراعي 2021-2022 ، وانها خفضت حصة ذي قار الى نصف خطتها من العام الماضي اسوة ببقية المحافظات العراقية، عازية التخفيض الى اسباب تتعلق بشح المياه وانخفاض الايرادات المائية، داعيةً الى استخدم منظومات الري الحديثة لتقنين عملية السقي.