TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عمار طعمة وعقدة النساء

العمود الثامن: عمار طعمة وعقدة النساء

نشر في: 3 نوفمبر, 2021: 11:34 م

 علي حسين

أرجوكم لا تسألوا النائب عمار طعمة لماذا يكره النساء ؟ ، وكيف أن حزبه الفضيلة لايزال يصر على تشريع قانون "زواج القاصرات" بدلاً من قانون محاسبة السرّاق!.

السيد عمار طعمة، ومع احترامي الشديد لشخصه، ظل موجودا تحت قبة البرلمان العراقي منذ عام 2006 وحتى الانتخابات الأخيرة التي فقد بها كرسيه "الذهبي" فأعلن أن مفوضية الانتخابات سرقت منه ملايين الأصوات التي لا تزال تهتف بحياته ومنجزاته التي حققها لأهالي ذي قار. النائب السابق لا يزال يعتقد نفسه منذوراً لمهمة واحدة: الإطاحة بقانون الأحوال الشخصية الذي أصدره عبد الكريم قاسم، وماذا عن الخراب ومدن الصفيح والأموال المنهوبة؟ ، جميعها مسائل يمكن أن تؤجل إلا الثأر من المرأة ومن أي قانون يحميها من العنف والطلاق..

للأسف غفلت عن السيد عمار طعمة منذ أشهر، لكنه وهذا شيء " مفرح " لم يتركنا دون أن يفجر قنابل "ظريفة" لإيهام البسطاء بأن ما يجري في العراق هو تخريب للأخلاق، فأعلن رفضه لإقامة أي مهرجان غنائي في محافظات العراق.. لماذا ياسيدي؟ لأن الغناء منافٍ للآداب العامة، ويتعارض - الغناء طبعاً، وليس السرقة أو تهجير الأبرياء- مع قيم الشعب العراقي المسلم ويتطلب موقفاً، ولا ينسى السيد النائب، الذي ضاع منه كرسيه، أن يذكرنا بأن الدستور والقانون يحظر إقامة فعاليات غنائية منافية للآداب والأخلاق .

هل انتهت "قنابل" السيد طعمة؟ بالتأكيد هناك الكثير في جعبته وكان أكثرها تشويقاً ظهوره في برنامج تلفزيوني ليعلن أن قانون العقوبات الذي وقع عليه رئيس الجمهورية يتضمن فقرة تعاقب الزوج الذي يضرب زوجته حتى لو وجدها في الفراش مع عشيقها.. تخيل عزيزي القارئ.. سياسي يدعي الفضيلة والتدين ، يمتهن الكذب والخديعة ويختلق قوانين لاوجود لها إلا في مخيلته طبعا دون ان يحاسبه أحد ، النائب السابق هو ابن المنطق الذى طارد به حزبه شباب البصرة لأنهم وضعوا أقفالاً للمحبّة على أحد الجسور واتّهمهم جهابذة الفضيلة آنذاك بالانحلال والانحراف، هو ابن المنطق السياسي الجديد الذي يرى في مظاهر الدولة المدنيّة إثارة للغرائز ومخالفة للدين، لكنه يصمت ولا يجيب على عن الفساد الذي استشرى في معظم مؤسسات الدولة، وكانت الوزارات التي تسلّمها حزب الفضيلة على قائمة الأكثر فساداً.

المشكلة أيها السادة أنّ القيم الفاسدة هي التي تريد ان تتحكم بالبلاد ، وتضع نفسها في موقع التشريع، وهذا هو الخطير في أحوال هذه البلاد، فالفاسد والمرتشي والانتهازي يريد تشريع القوانين لحماية السلطة الفاسدة، ولهذا نجد عمار طعمة ينفعل لمجرد أن هناك قانوناً يريد أن يمنح المرأة حقوقها المشروعة ويمنع عنها الأذى ، ولم ينفعل حين هجرت عشرات العوائل من قرى ديالى .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram