 أربيل/المدىبينما كان وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع العراقية يجري مباحثات في اقليم كردستان بشان التوغل الايراني، عاودت المدفعية الايرانية قصفها للقرى والمرتفعات الحدودية في الاقليم، بعد توقف دام يومين، الامر الذي دفع برلمان كردستان الى دعوة مجلس الامن الوطني لعقد جلسة طارئة لبحث الازمة، معتبرا ما يحدث انتهاكا للقانون الدولي.
المدفعية الايرانية قصفت ليلة الخميس الماضي منطقة بالكايتي التابعة لقضاء جومان شرقي محافظة أربيل، كما قامت القوات الايرانية بإطلاق النار عشوائيا على تلك المناطق باستخدام الرشاشات الثقيلة، بحسب مصادر اعلامية في الاقليم.وقالت تلك المصادر ان القوات الايرانية اطلقت النار على الرعاة في أطراف قرية ويزه التابعة لقضاء جومان، ثم بدأت بقصف مدفعي مكثف على المنطقة استغرق أكثر من ساعة.وفي ساعة متأخرة من مساء أول أمس عاودت المدفعية الإيرانية قصف المنطقة، واستمر القصف نحو ساعة.وكان القصف قد توقف على مدى يومين بعد ان ابلغت حكومة الاقليم احتجاجها للقنصل الايراني في أربيل وتأكيد وزارة الخارجية العراقية انسحاب القوات الايرانية من أراضي الاقليم. وكان عدد من سكان القرى قد عادوا الى مناطقهم، التي تعرضت الاسبوع الماضي الى القصف، لكنهم وحتى يوم امس بدأوا بالنزوح مرة اخرى.وتقوم المدفعية الايرانية والتركية بين فترة واخرى بقصف المناطق الحدودية في اقليم كردستان.وتقول السلطات الايرانية ان القصف يستهدف مسلحي حركة PJAK المعارضة، فيما تقول السلطات التركية ان قصف مدفعيتها يستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض.من جانبه، دعا برلمان اقليم كردستان الى عقد إجتماع طارىء لمجلس الأمن الوطني العراقي لبحث تداعيات القصف الايراني للقرى الحدودية لاقليم كردستان وإتخاذ ما يلزم من إجراءات لردعه وإنهائه.وقال كمال كركوكي رئيس برلمان اقليم كردستان، في بيان صحفي اطلعت عليه"المدى"إن مثل هذا القصف الذي طال المناطق التابعة لقضاء جومان وقلادزه بعمق نحو 15 كيلومتراً، وما رافقه من توغل للحدود الدولية بعمق كيلومترين، يشكل تهديداَ لإستقرار الإقليم وتنامي حالة اللاإستقرار في العراق وخلق بؤرة توتر في المنطقة عموماً.وتابع كركوكلي:"هذا التصرف على وفق قواعد القانون الدولي يصب في خانة أعمال العدوان، ويعد إنتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني وإتفاقيات جنيف 1949، وخرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة، وإعتداءَ على سيادة العراق، ما يفرض على المجتمع الدولي (وعلى الأخص الأمم المتحدة والحلفاء) التحرك السريع لوقف هذه الأعمال وإجبار القوات الإيرانية على الإنسحاب الفوري وتعويض المتضررين".ودعا كركوكلي الحكومة العراقية، وعلى الأخص رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، الى إدانة هذا الإعتداء وتحمل المسؤولية الدستورية والقانونية للدفاع عن حدود العراق ومواطنيه وممتلكاتهم، وممارسة ضغط دبلوماسي مكثف على الحكومة الإيرانية لوقف أعمالها العدوانية، والدعوة إلى عقد إجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني العراقي لبحث تداعيات هذا العدوان وإتخاذ ما يلزم من إجراءات لردعه وإنهائه.وقال:"في الوقت نفسه نطالب حكومة إقليم كردستان العراق، بتسخير جهودها والتعاون مع الحكومة العراقية لإنهاء هذا العدوان وإغاثة المتضررين على وجه السرعة، ونطالب الحكومة الإيرانية بوقف هذه الأعمال كونها لاتخدم العيش السلمي المشترك وتؤدي الى الإضرار بعلاقات البلدين، ويتضرر منها الشعبان".وبيّن ان هذا الموقف الرسمي سيوجه الى جلال طالباني رئيس الجمهورية والسيد علي السيستاني ونائبي رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه روز نورى شاويس وبان كى مون أمين عام الامم المتحدة ورئاسة اقليم كردستان ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية وعلي لاريجانى رئيس البرلمان الايراني ورؤساء البرلمانات العالمية ومجلس الشيوخ الامريكي والكتلتين الجمهورية والديمقراطية في الكونغرس الامريكي وقائد قوات التحالف في العراق وسفارات وقنصليات الدول في العراق واقليم كردستان.