لم يفلح دوي انفجار السيارة المفخخة الذي أتى على عشرات المحال التجارية وحطم عددا كبيرا من السيارات وسط بغداد الأربعاء في إيقاظ الصبي مصطفى من سباته العميق رغم انهيار سقف ثانوي فوق سريره.
وبينما كان هذا الصبي الذي لا يتجاوز خمسة أعوام يغط في نوم عميق في سريره، انفجرت سيارة مفخخة أمام مسكنه استهدفت موكبا لضابط كبير في أمانة بغداد، أسفرت عن إصابة سبعة أشخاص وخلفت إضرارا جسيمة في المحال والشقق السكنية المحيطة.
ووقع الانفجار في شارع مجاور لفندق ميريديان فلسطين وسلسلة فنادق صغيرة في وسط بغداد، عند الساعة السابعة صباح الأربعاء. وقال أبو علي والد مصطفى وعلى وجهه إمارات التوتر والقلق "عندما وقع الانفجار سقطت السقوف الثانوية على رؤوسنا ونحن لا نزال نائمين".
وأضاف "عندما فتحت عيني لم أر شيئا بسبب الغبار الكثيف ودخان الانفجار، وبدأت أتفقد أولادي وأخرجهم من تحت الأنقاض". وتابع "عندما وصلت إلى فراش ولدي مصطفى رأيت تلة من الأنقاض فوقه، ولما أزلتها شاهدته راقدا بدون حركة، فصرخت لشدة الصدمة ورحت أحركه بيدي وإذ به يفيق".
وقال الأب "تبين أن مصطفى كان يغط في نومه ولم يؤثر فيه دوي الانفجار ولا عصفه ولا حتى الأنقاض التي انهمرت فوقه". وأضاف بغضب "فقدت كل شي ودمرت كل أغراض منزلي، لم يبق فيه شي وحتى سيارتي التي أنهيت إصلاحها أمس دمرت بالكامل".
وأدى عصف الانفجار إلى تدمير عشرة محال وست شقق سكنية واتى على عدد من غرف احد الفنادق فضلا عن العديد من السيارات. ولم تصدق والدة مصطفى وشقيقته الكبرى ان الصبي ظل على قيد الحياة، وقالت ام علي وهي تحاول إزالة الركام "لا يهمني ما جرى لبيتي ما دام أولادي بخير".
أما مصطفى فلحق بابيه بعد إيقاظه لمعاينة الدمار الذي خلفه التفجير وعلى وجهه إمارات الدهشة. وبينما انهمكت الأسر المتضررة في تنظيف الدمار الذي لحق بمنازلها، اندفع عدد من أفرادها بغضب نحو قوات الأمن المنهمكة بالتحقيق لمطالبتها بتعويضات.
وصرخ محمد سامي الذي أصيب وجهه ويداه بجروح "أين المسؤولون؟ الأحزاب تتقاتل في ما بينها ونحن الضحية". وأضاف سامي الذي دمر مسكنه بشكل كامل "نريد أن يأتي المسؤولون ليشاهدوا الدمار بأعينهم، نريدهم ألا يكتفوا بالتصريحات من وراء مكاتبهم".
والشارع الذي وقع فيه التفجير يربط شارعي أبو نؤاس والسعدون، وبقي مغلقا لأكثر من ستة أعوام قبل إعادة فتحه قبل نحو عام اثر تحسن الوضع الأمني نسبيا في بغداد. وتفجير اليوم واحد من سلسلة تفجيرات منسقة ضربت عددا من مدن العراق وأوقعت نحو 15 قتيلا وأكثر من مئة جريح.
ورغم تراجع وتيرة العنف في عموم العراق مقارنة بالموجة التي اجتاحت البلاد بين العامين 2006 و2008، فان أحداث العنف ما زالت مشهدا يوميا في مختلف مناطق البلاد.