TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (ادعي بيها العدوك)

هواء فـي شبك: (ادعي بيها العدوك)

نشر في: 11 يونيو, 2010: 08:18 م

عبدالله السكوتيكناية بغدادية، يقولها من أصيب بخيبة أمل من جهة كان يؤمل منها خيرا كثيرا، ويحكى ان المرحوم مصطفى الواعظ، كان يعظ الناس في جامع القبلانية، وكان قد اشترك في ثورة العشرين بتحريض الناس بخطب نارية، فلقي لذلك عنتا من الانكليز بعد انتهاء الثورة،
 فازمع ان يهاجر من العراق وان يجاور مكة المكرمة، وبعد ان باع داره وصفىَّ موجوداته ترك العراق واستقر في مكة، فوجد ان الامور في مكة، لاتجري وفقا لما اعتاده في العراق، حيث ثمن الماء العذب نصف ريال مجيدي للتنكة الواحدة، ولما كان السيد مصطفى مثل اي بغدادي قد اعتاد استهلاك كميات كبيرة من الماء يوميا، فقد استنفد الماء المصروف جزءا عظيما من ميزانيته.ومرض السيد مصطفى، في مكة بالتيفوئيد فصرف مابقي له من مدخرات في مداواة نفسه حتى برىء، فعاد الى بغداد ضعيفا مفلسا، وعندما استقر قام اصدقاؤه بزيارته، وكلما زاره أحد، بادره بالكلمة المألوفة، التي تقال لكل من عاد من الحج، وهي العودة، يعني انه يتمنى له العودة الى بيت الله الحرام، وبدلا من ان يقول آمين، كما هو المنتظر فان السيد مصطفى، كان ينتصب كمن لدغته افعى، وهو يصيح لا، لا، (ادعي بيها العدوك).وكما فعلت الزميلة ايناس طارق حين شدت الرحال الى الفلوجة لتجري تحقيقا عن الاطفال المشوهين وظهر في العدد 1812 الصادر في يوم الخميس 3حزيران 2010تحت عنوان الفلوجة مدينة الاطفال المشوهين، لم تمرض الزميلة ولم تصرف ما ادخرته لكنها رأت الهوايل وعادت حزينة منكسرة لحال الاطفال في هذه المدينة، 2115 معاقاً في الفلوجة بدون مساعدات من اية جهة، وهذا كله ناتج بحسب تصريحات الاطباء، الذين لم يكشفوا عن اسمائهم من الاشعاعات التي خلفتها الحرب على القاعدة، لسنا نحاول استعراض التحقيق ثانية ولكن هذه من اولويات وزارة الصحة وهؤلاء الاطفال امانة برقبة كل من يتصدى للسلطة، ام ان السلطة امتيازات فحسب، اين وزارة الصحة من هذا كله، في اي مستشفى تدخل، لاترى طبيبا تخصصيا يعطيك القول الفصل في حالة من الحالات، لقد سلموا الامر بايد غير ماهرة، يجعلون من المريض حقلا للتجارب، حين تأتي حالة من الهستريا او الشد العصبي، يجتهد الطبيب فيعطي علاج السحايا ومن ثم يشك فيقول سنجرب دواء الصرع، ومن ثم يلجأ الى حصار الالتهابات بادوية متنوعة ويأتي الاخر ليقول لك من وصف هذه الادوية وأحدهم سخر مني وقال: (شنو رايح الفيتر) ؛ نعم هذا هو الحال في العراق وامام مرأى ومسمع العالم المتحضر الذي يبحث عن الأوبئة والامراض المستعصية لعلاجها وتخليص الشعوب منها، وبحسب ما اوردته الزميلة ايناس فان طبيبا اجنبيا قال: لو كانت في بلداننا ثلاث حالات مما يجري في الفلوجة لأعلن ان المدينة منكوبة، ولكننا نقول: (دع عنك نهبا صيح في حجراته) ؛ لا ادري ما الذي فعله العراق ليستحق هذه العقوبة، التي يشترك فيها الكثير الكثير، منها الدول المجاورة والصديقة والبعيدة والقريبة، الكثير ماتوا نتيجة اخطاء في التشخيص او اعطاء علاج بالخطأ ؛ في الثمانينات نال العراق جوائز في التطور الطبي والعلاجي فيه ووصل الى مرحلة متطورة في الطب ؛ ما الذي جرى ليموت طفل عمره سنتان بسبب صداع اصابه، أهم القتلة الذين افرغوا العراق من محتواه؟، ام انها خطط مرسومة للعودة بهذا البلد الى الوراء، ربما هذا وربما ذاك ونحن بين الاثنين لانملك الاالبكاء والعويل ومجالس العزاء التي صارت تقريبا يومية، عاصفة ترابية تحصد ارواح العراقيين وسيارة مفخخة تفعل كذلك، وينادي احدهم (دكتور لحك عليه راح ايموت) فيجيب الدكتور: (خلي ايموت اريحله).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram