عامر القيسي الكثير من الامور حسمت، نظريا في الأقل، بعد حدثين مهمين، الأول: اعلان الاثنين المقبل موعدا لافتتاح أولى جلسات البرلمان الجديد، والآخر، هو اعلان التحالف الوطني، الذي حسم قضية مَنْ هي الكتلة الاكثر عددا في البرلمان. وبرغم ان هذه القضية سيخاض فيها كثيرا،
ويتصدى لها القانونيون والسياسيون والمحللون والمواطنون العاديون، الذين ينتظرون على أحر من جمر المفخخات ان تتحول التنظيرات السياسية الى واقع عملي، فحكومة الشراكة الوطنية ينبغي ان يتم الاتفاق على آلياتها وغلق ملفها، بعد ان تنتهي آليات الانتخاب المعقدة لرئاستي البرلمان والجمهورية، واسراع الكتلة الأكثر عددا الى حسم قضية مرشحها لمنصب رئاسة الوزراء. في الأقل لكي يتيح السياسيون للجمهور العراقي ان يتمتع بمشاهدة العروض الفنية لمباريات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، من دون تهديدات بعودة العنف مرّة ثانية. احد المواطنين يسأل: كيف يهددون بعودة العنف وهم مَنْ يقودون العملية السياسية، وهم في البرلمان وفي الوزارات، وفي الشرطة والجيش، وفي كل المؤسسات الحساسة في الدولة؟ ولمن موجهة مثل هذه التهديدات؟ الى بعضهم بعضا أم الى الشارع العراقي الذي اكتوى بنار العنف ودفع فاتورته 100%؟ واذا كانوا يعرفون ان العنف سيعود ويعرفون منابعه وأماكنه وآليات انطلاقه، فلماذا ينتظرونه حتى يأتي بدل ان يتركوا خلافاتهم جانبا، ويذهبون اليه لينتهوا منه باعتباره العدو رقم واحد للجميع؟ اسئلة سهلة لكنها عميقة، وتشير الى الطريقة، التي يفكر فيها المواطن تجاه المسؤول، الذي كلما ابتعد عن الكرسي قليلا، رفع راية العنف وسيلة للضغط والابتزاز، وهي طريقة تشكك، ومن حقها ان تفعل ذلك. بمصداقية الخطاب السياسي المعلن عند بعضهم.نعرف جيدا ان طريق المفاوضات والتبادلات والصفقات السياسية، طريق طويل وعسير، ولكن دعونا نحدث نخبنا السياسية المتصدية للعملية السياسية، ونقول لهم"ياناس"المواطن العراقي تعب، من كل شيء، من التصريحات، ومن حر الصيف وبرد الشتاء، تعب من الاستماع الى كل الوعود، التي تبخرت بعد الانتخابات بدقائق، تعب من الصراع على الكراسي، وهذه النقطة تحديدا ثبتها المواطن العادي البسيط في الاستبيان الذي اجراه مركز المدى لاستطلاعات الرأي العام، والذي جاء في فقرة من نتائجه، ان 55% من المستبينين يعتقدون ان تأخير تشكيل الحكومة العتيدة، هو بسبب الصراع على المناصب وليس لمصلحة المواطن. ان هذا الجو الشعبي لو تعمق أكثر، وتحول الى التعامل السلبي مع الطروحات السياسية والاصلاحية المحتملة، ستكون المهمة اعسر ووقتها أطول، ذلك ان أداة البناء هو المواطن، وحين تكون هذه الاداة غير فاعلة ومتفاعلة، عندها يذهب كل الكلام والمشاريع ادراج الرياح. لاشيء غير القليل من الواقعية السياسية، التي تقتضي تنازلات متبادلة بين كل الاطراف للوصول الى حلول لكل الاشكالات التي تعترض انطلاق العملية الديمقراطية في البلاد...انه كلام مكرر مئات المرات، لكننا لانملك غيره، لكي نقول للنخب السياسية: اننا قد تعبنا من سياسة"ركوب الرأس"التي تحملون رايتها!!rn
كتابة على الحيطان : عندما يتعب المواطن...
نشر في: 11 يونيو, 2010: 08:20 م