TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > عيون العراقيين تتجه الى جنوب افريقيا

عيون العراقيين تتجه الى جنوب افريقيا

نشر في: 11 يونيو, 2010: 09:46 م

  بغداد/ وكالاتقديما قيل «كل الطرق تؤدي الى روما»، وعشاق كرة القدم في العالم بشكل عام وفي العراق بشكل خاص يقولون اليوم ان الطرق كلها، بل كل الانظار، تتجه الى جنوب افريقيا، اول بلد في القارة السوداء ينال شرف تنظيم العرس الكروي، الذي يجمع الاجناس والالوان والثقافات والألسن من جهات الارض الاربع. ولأن العاشق لا تمنعه عن معشوقته سدود، فان المغرم بكرة القدم سيبقى على مدى شهر ملتصقا ومتابعا الحدث الكبير برغم القنوات «المشفرة» واحتكار النقل الحصري.
ويتساءل عالم النفس العراقي قاسم حسين صالح عن سبب الهوس بكأس العالم لدرجة أن طلبة الجامعات طلبوا تقديم الامتحانات النهائية ليتفرغوا لمتابعتها؟ ولماذا البشرية تنشدّ لمتابعة 22 شخصا يتقاذفون كرة بأرجلهم في نشاط يعتمد على مهارة وليس فيه ما يعدّ منجزا «بشريا» يتسم بالابداع، وليس فيه نظافة واناقة وجمال العاب رياضية أخرى كالجمناستك؟ أطرح السؤال وانا نفسي انشدّ واستمتع بها، وأرى أن ما جعلها بهذا التفرّد أسباب سيكولوجية تخص الطبيعة البشرية وما ورثته من تاريخها، الذي يعود الى مرحلة الصيد قبل ملايين السنين. وما بين مباراة كرة القدم وعملية الصيد شبه كبير، فالصياد يجري وراء الطريدة، ينفعل، ويصوّب، ويسدد، وأن هو اصطادها جرى له احتفال واستقبل استقبال المنتصر. والآلية السيكولوجية نفسها تعمل في لاعب كرة القدم والجمهور، وهذا يعني أن حاجة الانسان الى «التغلّب"وقهر الخصم قديمة في الطبيعة البشرية، والفرق في طريقة التعبير عنها، التي تطورت من الصيد الى المصارعة الحرّة... الى كرة القدم التي أخضعها التطور المدني لقوانين تضبط الصراع. ويرى صالح أن العراقيين ينفردون بأسباب إضافية خاصة بهم. فقد حصلت ظاهرة غريبة لمتابعتهم قبل اسابيع مباريات برشلونة والريال، لدرجة أن بائع لبن وزع اللبن مجانا بعد فوز فريقه الريال! برغم أنه من «البياع!». وطاف شوارع مدينة بغداد موكب دراجات هوائية لمناسبة فوز فريق برشلونة! ووعد مدرّس رياضيات باقامة دورة مجانية للطلبة اذا فاز الريال. وانطلقت العيارات النارية في سماء بغداد لحظة احرز الريال هدفا، فيما هللت بمكان آخر حين ردّ برشلونة بهدف. ولا يعود ذلك الى غياب المنافسة الحقيقية بين الفرق الرياضية العراقية كما يرى رياضيون، انما السبب الحقيقي هو توالي الخيبات على العراقيين وتكرار الاحباطات، التي تولّد لدى الجماهير المحرومة حاجة البحث عما يشفي غليلها من مجيء «البطل المخلّص». فضلا عن أن مشاهدة مباريات كأس العالم تفعل في المضنوك ما يفعله المخدّر في المحبط الهارب اليه من واقع خشن. فكيف بالمواطن العراقي! تفاصيل ص3

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram