TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كائنات فضائية

العمود الثامن: كائنات فضائية

نشر في: 8 نوفمبر, 2021: 12:02 ص

 علي حسين

تصاب الذاكرة الوطنية بالعطب، إذا وجدت نفسها في بيئة طائفية سيئة، ومن سوء حظ هذه البلاد التي سميت بلاد الرافدين، أنها تعيش اليوم في زمن الطوائف، بعد أن عاشت سنوات في زمن الحروب، اليوم هناك من يقدم حياته ثمناً لكي يعيش العراق بأمان واستقرار،

ولكن هناك من يتنكر لهذه البلاد، ومن يصر على إهانتها، وأخيراً هناك من يصفق وهو يسمع أحد الخطباء، يتهم نبوخذ نصر بأنه سبب بلاء العراق!!، فما معنى أن تكون هذه البلاد متحفاً تاريخياً؟، لسنا في حاجة إلى تراث ولا حضارة، ولا أحجار تخبرنا أن هناك إنساناً عاش على هذه الأرض وعَمّرها منذ آلاف السنين، ألم يخبرنا "فيلسوف الجنّ والإنس" كاظم الحمامي بأننا أحفاد كائنات فضائية؟، والحمد لله تحققت نظريته على أرض الواقع، فها هي الكائنات الفضائية تطلق الطائرات المسيرة على رئيس الوزراء، وهذه الكائنات الفضائية نفسها تقتل المتظاهرين.

في صباي عثرت على كتاب مثير للمصري أنيس منصور بعنوان "الذين هبطوا من السماء"، يتحدث فيه عن كائنات فضائية اختلف العلماء حول وجودها وحقيقتها، لكن البعض نسب إليها بعض الظواهر الغريبة، ورغم أن لا دليل علمي أثبت وجود هذه الكائنات إلا أنها ظلت تعيش في أذهان الكُتاب، ويتلاقفها القراء بشوق فتحقق أعلى المبيعات، وعندما قرأت كتاب أنيس منصور تخيلت أن هذه الكائنات تحيط بي من كل جانب، حتى بعد اكتشافي أن مثل هذه الكتابات تعتمد على خيال الكاتب، ولهذا بصمت بالعشرة هذه الايام على ما كتبه انيس منصور عن الذين هبطوا علينا بمركبات فضائية وانا اشاهد جميل الشمري يظهر علينا من على شاشة التلفزيون، أنيقاً باسماً، وهو يتهم جهات فضائية بقتل شباب الاحتجاجات

أما المواطن فالشيء الوحيد المسموح له، هو أن يضحك على حاله. ذلك لاننا نعيش في عصر عبد الكريم خلف الذي ظل يردد عينا اسطوانته المعنونة " الطلرف الثالث " الذي قتل المتظاهرين ، وسرق المليارات ، ونسف ابراج الكهرباء ،والمثير ان هذا الطرف الثالث كان يرتدي طريق "طاقية الإخفاء".

أخطر ما جرى للعراق منذ ثمانية عشر سنة، هو هذا العبث بمفهوم الدولة، فرأينا تعريفاتٍ مختلة وفاسدة للديمقراطية، فيمكن أن تتظاهر من أجل مقاعد البرلمان، ولكن لا يحق لمواطن أن يتظاهر في سبيل إصلاح أحوال العراق.. لم يكن كل ما جرى ويجري مصادفة، أو وليد أخطاء آنية، وإنما كل ما جرى في ظل حكومات المحاصصة، كان مدروساً ومنهجياً ومقصوداً.

سيتهمني البعض بالعمالة ، وبأنني أنفذ أجندة أجنبية هدفها تشويه سمعة " كاظم الحمامي " والوقوف ضد مشروعه في بناء مصنع عراقي للسفن الطائرة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Anonymous

    هو اللي يقتل القتيل ويمشي في جنازته لسه عايش؟

  2. Anonymous

    اجمل مافي هذا الواقع المزري والمؤلم الذي نعيشه اننا كبلد حضاري وصناع تأريخ لازلنا نصنع التاريخ فما يحدث في بلاد الرافدين اليوم لايحدث في مكان اخر … الكاتب والمبدع الكبير الاستاذ علي حسين منذ ٢٠١٠ ولغاية اللحظة لازلت الكاتب المفضل عندي تحياتي لكِ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram