محمد حمدي
ينشغل الوسط الجماهيري الرياضي كثيراً باخبار المنشآت الرياضية والملاعب الكبيرة التي توشك على الاكتمال أو تلك التي وصلت الى نسب معقولة بالرغم من تقادم السنين بعيداً عن الموعد المفترض لاكتمال العمل بها، لأسباب كثيرة جداً يتعلّق بعضها بعمل الشركات أو للأزمات المالية المتلاحقة التي ألمّت بنا مع تراكم الاحداث والأهوال الذي أدّى الى نسف المشاريع والملاعب باكملها كما حصل مع ملعب الأنبار على سبيل المثال.
مع كل تلك الاحداث، تتوالد الملاعب والمنشآت تباعاً كما في ملاعب كربلاء والنجف والبصرة والكوت وميسان التي انجزت بالكامل وملاعب المدينة والزوراء في بغداد وكركوك والميناء في البصرة التي باتت على بُعد خطوات بسيطة من الافتتاح وأخريات يجري العمل بهما، ومن المُمكن أن نقول أن نسبة الانجاز فيها تعدّت النصف ، ولكن بالمجمل لا يمكن أغفال أن النهضة الرياضية في مجال البنى التحتية قد حصلت وظهرت الى العلن بدليل تضييف البصرة ومدينتها الرياضية عدداً من الاحداث الرسمية ومثلها كربلاء المقدسة أيضاً.
مناسبة الحديث هو وجود همّة حقيقية لتسريع وتائر العمل والانجاز وتذليل الصعاب من قبل وزارة الشباب والرياضة التي تحثّ الخطا للانجاز وإكمال المشاريع ليس الملاعب فقط، بل القاعات الرياضية والمسابح الأولمبية والأخرى التي تتعلّق بالخدمات الفندقية والطرق الرابطة أيضاً، وإذا ما أردنا تقليب صفحات الماضي ومحاولة الربط بفترات سابقة من قبل بعض المواقع الإخبارية والأخرى على السوشيال ميديا وتسويق الأخبار والاحداث بجانب سلبي جداً فإن ذلك يؤثر على نفسية الجماهير وانعكاسها بالضد مع من يجتهد ويحاول ويفعل كل شيء حتى تكتمل ملاعبنا ومنشآتنا الرياضية على أكمل وجه وتكون موازية لما موجود لدى الدول الأخرى.
بالأمس القريب كانت هناك جولة إعلامية لوزارة الشباب والرياضة لمتابعة أحدث فقرات العمل في ملعب الزوراء الذي يوشك على الاكتمال، ومن بين فقرات التغطية تنظيف المقاعد والممرّات وإاظهار العشب الطبيعي لفترة الاستزراع الشتوي وقد ظهر الملعب جميلاً، وعلى درجة جيدة من الجاهزية، ولكن للأسف تناولت إحدى الفضائيات التقرير بصورة سلبية جداً وبأحاديث واستنتاجات بعيدة كل البُعد عن الواقع وبمعلومات مُضلّلة جداً صادرت جهود من يعمل وشكّكت بنزاهة وحرفية الآخرين وسرعان ما تناقلتها بعض المواقع وزادت عليها، والأغرب من ذلك أن هذه التقارير سوّقت لوكالات أنباء لدى دول الجوار!
إن ما جرى ويجري ويقيناً انه سوف لن ينقطع ما زالت تلك الاصوات المسمومة متواجدة ولا تهدف الى الإساءة لمؤسّسة رياضية بعينها بقدر محاولات الإساءة الى اسم العراق لاسباب معروفة ولن تطال جانباً دون آخر فقد سبقها استهداف الاشخاص والرموز أيضاً من نجوم منتخبنا الوطني السابقين والحاليين أيضاً بذات الشاكلة النشاز!
أزاء ما يجري وما نشاهده يجب أن يكون ردّ الفعل حاضراً ليس من الإعلام المؤسّساتي فقط، بل من الإعلام العراقي بصورة عامة وبتفاعل جماهيري، وهنا لا نريد المجاملة أو رسم صور التفاؤل بالخيال وتشويش ذهن الجمهور، ولكن نطلب الموضوعية والمهنية فقط في التعاطي مع الاخبار التي تثير الجماهير ولها مساس كبير معه ومنشآتنا الرياضية هي مُلك للعراق ورياضة العراق وجماهيره، ولا يمكن القبول بأن يتم استهدافها بهذه الطريقة.