محمود النمر في اطار تسليط الضوء على المسرح الرقمي ما بين النظرية والتطبيق ،ضيف اتحاد الأدباء الناقد المسرحي د. محمد حسين حبيب للحديث عن هذا الموضوع الذي اثار الجدل لدى الأوساط الثقافية مابين مؤيد ومعارض،والحديث عن الحقائق في مفهوم الرقمية والتفاعلية وكيفية دمج الثقافة في هذا التطور التكنولوجي الذي اكتسح العالم المعرفي واستطاع ان يطور ثقافتنا في التلاقح مع ثقافات العالم .
قدم الجلسة الناقد زهيري الجبوري قائلا:ان مايقوم عليه الحاسوب في مجال الانترنت وخير ماينتج لنا هي ثقافة التواصل والتلاقح الثقافي والتبادل الحواري وما الى ذلك من مكان الى مكان من اقصى العالم الى اقصاه ،وضيفنا د. محمد حسين حبيب الذي يعد من ابرز رواد هذا المجال ،وله مساهمات عديدة منذ فترة طويلة قد شارك في مؤتمرات داخل وخارج البلاد . بعدها تحدث د.محمد حسين حبيب عن الخطوات الاولى لتطور الكومبيوتر وصولا الى ماهو عليه الان وكيفية تمكين هذه الشبكة من اختزال الزمن الثقافي والمعلوماتي ،مشيدا بهذا الجهاز العجيب الذي احتوى العالم بما يمتلك من طاقات تقنية تكاد تستحوذ او استحوذت على جوانب كثيرة وكبيرة من المعطيات وكذلك تمكنت من صهر واستقطاب المعلوماتية ودمج الكثير من المصاعب التي كانت تواجه الانسان باعطاء نتائج عالية الجودة وقال : ان مصطلح (جمهورية التكنولوجيا ) بدأيظهر ويتردد هنا وهناك،وان التكنولوجيا الرقمية بمفهومها المتداول وهو –دمج النص والاعداد والصوت والصورة وبقية العناصر المختلفة في الوسائط السابقة – اخذ يهيمن على معرفيات العصر شئنا ام ابينا،وان (الانترنت) اصبح واقعا لامحال برغم كونه –واقعا افتراضيا – استطاع أن يكسر حاجزي الزمان والمكان،وان التوقعات الغالبة اجمعت على ان اليوم الذي ينتهي فيه استخدام –الورق والحبر – كوسائل اتصالية معرفية بات وشيكا على الظهور.واضاف الى التطور النوعي التفاعلي في الرواية والتشكيل والمسرح او ما يسمى –بالمسرح الرقمي الذي هو موضوعنا الاساس قال :ان هذا التجريب في التأليف المسرحي يعد شكلا مغايرا ،فهو يقوم اولا بالغاء شخصية المؤلف الاساس ويمكن لأي قارىء ان يكون مؤلفا آخر بمجرد الدخول لموقع احداث المسرحية الالكترونية ويساهم في تكملة الاحداث التي لاتنتهي،كأن يختار شخصية اخرى في المسرحية نفسها ويحاول ان يوسع مديات حركتها النصية وهكذا تستمر العملية بلا توقف. وقال المسرحي والاعلامي بشار عليوي: في السنين الماضية لم يكن الحاسوب متوفرا لدى الجميع ،وبالعودة الى الانترنت والثقافة الرقمية فقد كان مفهوم جديد لدينا ،فموضوعة المسرح الرقمي التي تحسب للناقد للدكتور محمد حسين حبيب الذي سماها – نظرية المسرح الرقمي – وهناك المحاولات التي سبقت هذه النظرية إقتصرت على النص المسرحي ،واؤكد على المفاهيم الاخرى كالقصيدة التفاعلية، المسرح التفاعلي،الرواية او غيرها ،ان لم نمتلك ثقافة رقمية ،لايمكن ان نعي اهمية هذا المسرح على الاشتغال المعرفي .وقال الاديب طارق العزاوي انا لا اتفق مع الدكتور بان عصر الورق سينتهي ،وخاصة في المجال الادبي الوجداني والابداعي ،وليس في المجال الصناعي التقني ،والرقمية ممارسة او حاجة في المجال الصناعي ممكنة، ولكن في المجال الوجداني والابداعي تكون علاقة المبدع علاقة حميمة مع الورق لما تشكله هذه العلاقة مابين القلم والورق والمبدع من حسية تشترك في عملية الكتابة .و حفلت المحاضرة بالكثير من المداخلات التي اثرت الموضوع في النقاشات التي كانت متباينة ،ولكن الحقيقة تبدو ان الفن التفاعلي والرقمي سواء كان في المسرح او السرد او الشعر والتشكيل والسينما او في بقية منافذ الحياة ستشهد انقلابات تقنية عالية جدا تصب في خلق ابداعات كثيرة من خلال هذا الجهاز العجيب الذي سينافس العقل البشري في تشكيل وتأثيث فضاءات واسعة جدا للمعرفة بالرغم من ان الانسان هو المسيطر الوحيد في تثبيت الاطر الكونيية في الكشف والابداع.
متابعة..محمد حسين حبيب والمسرح الرقمي..الثقافة فـي جمهورية التكنولوجيا
نشر في: 12 يونيو, 2010: 04:48 م