اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الديمقراطية الافتراضية للمدونات الالكترونية في مواجهة السلطة

الديمقراطية الافتراضية للمدونات الالكترونية في مواجهة السلطة

نشر في: 12 يونيو, 2010: 04:54 م

د. صفد حسام الساموكيمثل الاتصال الالكتروني منظومة جديدة تختلف عن المنظومة المشهدية التي كان يجسدها التلفزيون، وتحقق مجالاً شبكياً يتحول فيه الفرد باستمرار ما بين موقعي الإرسال والتلقي، وتنصهر في داخله العوالم الفردية وتمثل شبكة الويب فضاءً جماعياً يشترك المستخدمون في إنتاجه...
 وهو بهذا المعنى يمكن النظر إليه على انه نموذج تواصلي جديد، لا يتعلق بعملية بث مركزية كانت تقودها السلطة، لاسيّما في دول العالم الثالث لسنوات طوال، ولكن يتفاعل داخل حالة ما، يُسهم كل فرد في اكتشافها بطريقته أو تغييرها أو الحفاظ عليها كما هي، وصولاً الى ما يمكن وصفه بالموطنة الرقمية والديمقراطية الافتراضية.الذات الجماعية الناشطةتوصلت دراسات عربية معاصرة إلى ان الانترنت بوصفه العنصر الرئيس في المنظومة الشبكية التفاعلية قد احدث تغييرات بنيوية وفسح المجال على وفق ذلك بقيام تعددية إعلامية افتراضية، أسهمت بالتالي بما يمكن النظر إليه على انه تعزيز الديمقراطية الافتراضية، التي لا يمكن لنُظم السلطة مواجهتها بوسائلها التقليدية ومن خلال أدواتها الروتينية في إحكام قبضتها على السلطة.ويذهب الفرنسي بيار ليفي إلى: إن انبثاق المنظومة التفاعلية الالكترونية يعني نهاية الجمهور وولادة الذات الجماعية الناشطة، وهذا هو الحل البديل لمجتمع المشهد الذي كان يجسد التلقي الساكن غير الفاعل، ولا يهم إن كانت المضامين المتداولة في هذه المنظومة علامات أو إيقونات أو رموزاً.. وما يمتاز به هذا النموذج، عن الأول التقليدي غير المتكافئ الذي كان يخدم النخب التي تتحكم في إنتاج الخطابات العامة، ولا يضمن التبادل والتفاعلية بين المرسل والجمهور، إن النموذج الجديد الذي تُسهم التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، وبخاصة الانترنت، ومتغيرات العصر في تشكيله، كونه غير مركزي يُيسر للأفراد إمكانيات إنتاج الخطابات والمشاركة في الاتصال العمومي، وما يميزه أيضاً انه لا يتعلق فقط بالكثرة المعلوماتية، ولكن بتعميم القدرة على الكلام للأفراد، ويسهم في تشكيل فضاء عمومي أكثر انفتاحاً، إذ لم يُعد التواصل العمومي يقتصر على النخب السياسية والثقافية من أحزاب وجمعيات وغيرها.ونعتقد انه من دون أدنى شك، بان ولوج المتلقي العادي بموجب النموذج التواصلي الجديد في في العملية الديمقراطية الافتراضية أضحت ميسّرة ما أتاحه النموذج الأخير من إمكانيات هائلة ومتاحة في مجالات التعبير عن الفكر والرأي، والوصول إلى جموع المتلقين وطرق أبواب السلطة وإسماعها لتلك الآراء والأفكار بقوة، من خلال استخدامات مختلفة، منها ان التلفزيون نفسه الذي كان يمثل المنظومة المشهدية التقليدية الساكنة التي امتلكتها لعقود نظم السلطة، صار فضاء تواصلياً فاعلاً بين الأفراد يتحاورون بوساطته وداخله، وهو ما دفع إلى إنتاج برامج جديدة، تقوم على مبدأ إحداث فضاءات للحوار والنقاش وإبداء الرأي، من منطلق إن للمتلقي حق الكلام في المسائل العامة.كما أتاح التدوّين الالكتروني لفئات وجماعات خارج النخب الحاكمة إيصال صوتها للآخرين، عبر مواقع الصحف الافتراضية الجديدة والمواقع الإخبارية والمنتديات والقوائم البريدية والمواقع الشخصية لبعض السياسيين ورجال الدين والأفراد العاديين، ومكنتهم من أن يكونوا كتّاباً وصحفيين ومنتجين للمعلومات، وليسوا مستهلكين لها فقط، متجاوزين قيود وعوائق استخدام وسائل الإعلام التلفزيونية كلها، وكان وصول عدد المدوّنات إلى 70 مليون مدوّنة، قد دفع إلى تسميتها بإعلام المواطن (Citizen Media) ، وهو ما يساعد على إيجاد نوع من المواطنة الرقمية والتجول في مجال الديمقراطية الافتراضية (Virtual Democracy).وقد زادت من أهمية التدوّين الالكتروني في المجال الديمقراطي استعانة كبريات الصحف والمحطات الإخبارية بهذه المدوّنات أو استئجار مدوّنين بارزين، وكان من نتاج ذلك تعزيز وظائف الإعلام الديمقراطية في المجتمعات، وهو ما ساعد في توسيع دائرة مسؤولية الفرد في صناعة القرارات الوطنية، وفي إدارة شؤون البلاد، كما إن نشر المعلومات وتبادل الأفكار والحوار حول القضايا المهمة من شانه أن يثير حماس الناس للمشاركة في الحياة العامة، وان يدفعهم للتفكير في الحلول السليمة لمشاكلهم العامة.وتشير الدراسات الحديثة إلى أن استخدامات الانترنت وفقاً لهذا النموذج في الدول التي تصنف بأنها غير ديمقراطية ساعدت في كسر الطوق على بعض الجماعات السياسية، مما دفع البعض إلى التسليم بان التكنولوجيا الحديثة لوسائل الاتصال ومنها الانترنت أصبحت عدو النظم السياسية التي تنتهك حقوق الأفراد، لان وسائل الإعلام التقليدية تدعم الحكومات وليست الأفراد، ولكن الانترنت أصبح يعطي القوة للأفراد  والجماعات.... وان مدوّنات الانترنت تمتلك القدرة على نشر أي تفسير سياسي، دون الاضطرار للتعامل مع حراس البوابة في الإعلام التقليدي، مما جعل التدوّين السياسي يؤثر على الحياة السياسية العامة في المجتمعات.... كما أضحى عالم التدوّين يساعد في بناء أفراد يمتلكون مستويات عالية من الديمقراطية والمشاركة السياسية.rnالمدونات.. عربياًالمدونة هي أحدى أشكال المنظومة التفاعلية الالكترونية الأكثر أهمية، وتتجسد في موقع شخ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram