TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: انتخابات وقت اللزوم

العمود الثامن: انتخابات وقت اللزوم

نشر في: 10 نوفمبر, 2021: 11:50 م

 علي حسين

لم يعرف تاريخ الأدب، كاتباً شغل الناس والنقاد، مثل غابريل غارسيا ماركيز، لا يزال حاضراً بقوة في ذاكرة الناس، بعد أن ابتدع لنا عالم الواقعية السحريّة. ولكن أليس الواقع الذي نعيش فيه اليوم أغرب من السحر والخيال معا؟ وما هو أغرب من أن يُصرّ البعض على إعادة المحاصصة، والاستغناء عن نتائج الانتخابات؟.. فلا حكومة من دون تراضي الجميع هكذا أخبرنا العديد من الساسة.

عندما كتب ماركيز النسخة الأولى من روايته الشهيرة مئة عام من العزلة ، كانت بأكثر من 800 صفحة، رفضها الناشر وهو يوبّخه: من يقرأ كلّ هذا الكوم من الورق؟ فأعاد كتابتها وهذه المرة بـ600 صفحة فرفضها الناشر مصرّاً على أن لا تتجاوز الأربع مئة. ولم يكن يدري أنّ هذه الصفحات الأربع مئة ستأخذه إلى المجد.

ظلّ نموذج السياسي الحقيقي يشغل ماركيز طوال حياته ، وهو يقول لكاتب سيرته " لقد تعلّمت أنّ الإنسان عليه أن يساعد الآخرين على الوقوف مرفوعي الرأس إلى جانبه.. الإنسان الذي يصرّ على أن ينظر إليه الآخرون مطأطئي الرؤوس لايستحقّ صفة الإنسانية".

يتشابه البؤس مع الخراب، وتختلف أرقام وأحجام خسائر الوطن والمواطن، فيما الناس تدفع ثمن ما تجمّع عليها من روزخونية ارتدوا زي الساسة، خطفوا كل شيء، المال والقانون، والرفاهية، والأمل. تجمَّعوا وخرجوا بخطاب كريه، ففي اللحظة التي يخرج فيها العالم كل يوم إلى السعادة والعدالة الاجتماعية والمستقبل... يصر "ساستنا" على بناء سواتر تمنع الخير عن الناس.

نسمع كل يوم حكايات من الشعوب التي لا يحكمها ساسة "نصابين"، ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولون بحكايات الإصلاح التي لا تريد أن تنتهي، ولهذا لا نتوقف على خبر مثير يقول إن اليابان توزع 900 دولار لللاطفال شهريا دعما لهم لمواجهة جائحة كورونا ، سيقول البعض يارجل لماذا تكتب دائماً بإعجاب عن مدن مثل دبي وسنغافورة، لأن هناك ما يمكن الكتابة عنه.. تأملوا حياتنا، فعمّاذا نكتب؟ تأملوا معي غياب العدل والرحمة، ورائحة الكذب التي تخرج من أفواه المسؤولين، عمّاذا نكتب؟ عن عزت الشابندر الذي الذي اخبرنا ان الحل في اعادة الانتخابات ، أم مجالس النواب منذ 2006 وقد اكتشفنا ان الكثير من اعضائها لا يعرفون بعضهم البعض، ومنهم من فاز بعضوية المجلس وتوارى عن الأنظار، كما في معظم الدورات، وايضا سيحدث في الدورة الحالية ، وإن هناك نوابا يسكنون في دول الجوار حضروا مرة واحدة إلى البرلمان من أجل تأدية اليمين الدستورية واختفوا بعدها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    مقولة ماركيز في شطرها الأخير ، تكون : الإنسان الذي يصر أن ينظر إلى الآخرين مطأطئي الرؤوس لا يستحق صفة الإنسانية ..

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram