إياد الصالحي
لم تعد تنفع المحاولات الترقيعية لرئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال لمعالجة مأزق أسود الرافدين في المجموعة الآسيوية الأولى التي تخوض تصفيات الدور الحاسم المؤهّل الى مونديال قطر 2022 من خلال مبادرات (ترضية خواطر) عقب التعادلات الأربعة أو الخسائر بمعنى أدقّ لنقاط مهمّة قتلت طموح الجماهير بضمان فرصة الظهور الثاني لمنتخبنا في تاريخ كأس العالم.
لماذا يتغافل رئيس الاتحاد عن تسبّبه بهزّ كيان المنتخب في مرحلة حرجة استغنى خلالها عن المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش وتعاقد مع مدرب لا يفقه عن كرتنا إلا اسم بلدنا، وسلّمه مصير المنتخب ليعبث به في سلسلة من التجارب الخائبة حتى أخرجه رسمياً من التنافس على البطاقتين الأولى والثانية في المجموعة، يتغافل عن كل ذلك ويدعو المدرب مع اللاعبين إلى مأدبة عشاء فتحت شهيّته لحديث مطوّل عبّر فيه عن تفاؤله بإمكانية اجتياز المحنة في مواجهة كوريا الجنوبية وداعياً الجميع للتركيز على تحقيق نتيجة إيجابية وتناسي ما حصل أمام سوريا وقبلها!
ما دلائل ثقة رئيس الاتحاد بأن (الشمشون) الكوري سيكون فريسة سهلة للأسود؟ وهل الثقة مستمدّة من نقطة اللقاح المعنوي التي حصلوا عليها في سيئول؟ ألا يدري أن غليان الكوريين سيكون في أعلى درجاته في الجولة السادسة لمطاردة المتصدّر الإيراني وتعويض نقطتيه الضائعتين في ملعب الأخير بعد أن سمح له بالتعادل في الدقيقة (76) وتغيير الصورة الفنية السوداوية أمام الأبيض الإماراتي برغم هزيمته من ركلة جزاء؟!
أما الاحتفاء بعيد ميلاد المدرب المساعد زيليكو بتروفيتش الـ 56، ومباركة حارس المرمى علي ياسين بمولوده الجديد فهي مبادرات إنسانية ضمن إطار العلاقة الاجتماعية لأعضاء بعثة المنتخب، لكنّها لن تكون مع وجبة العشاء حلولاً سحريّة مثلما يذرُّ رئيس الاتحاد رمادها في عيون الجماهير، كأنه يتوهّم بإبعاد أنظارها عن تحمّل مسؤولية تقهقر المنتخب وضُعف مستواه وعجز مدرّبه عن رؤية فرج الطريق المونديالي المُظلم حتى لو رفع له الشعب العراقي 40 مليون شمعة!
يا رئيس الاتحاد .. خُذ النصيحة ولا تبالغ في العِناد، ليكن عشاء أدفوكات هو الأخير ما بعد مباراة كوريا الجنوبية، فهناك أربع مباريات صعبة في العام 2022 ثلاث منها خارج الأرض، أمام إيران (27 كانون الثاني) ولبنان (1 شباط) والإمارات في قطر (24 آذار) وسوريا (29 آذار) والرجل رفع الحرج عنك وعن أعضاء الاتحاد بقوله (متى ما وُجَدتم مدرّباً أفضل منّي فبإمكانكم اتخاذ القرار المناسب) وهي رسالة ليست مشفّرة، بل صريحة ويُكابر أن يُجاهر بحقيقتها نظراً لمكانته الاعتبارية كمدرّب من نخبة أوروبا يرفض الاستسلام طواعية، وعليكم أن تفهمومها ولا تهملوها.
الحل الوطني الناجع بعيداً عن أي حسّاسية، يقتضي الشجاعة والحكمة والقناعة بدور المدرّب المحلّي في المرحلة المقبلة لاستعادة الحالة التنظيمية للفريق وتوزيع الأدوار بين مَن يستحقّ اللعب كأساسي أو احتياط أفضل من حالة الفوضى وانعدام الوزن وفقر المعلومة عن اللاعبين الجاهزين، وهذا يتطلّب معايشة مدرّب مع أغلب العناصر المتواجدة في آخر مهمة للمنتخب، وأعني الجنرال باسم قاسم الذي قاد الأسود في منافسات خليجي 23 بالكويت للفترة (22 كانون الأول 2017 – 5 كانون الثاني 2018) ولديه ستراتيجية قيّمة كشفها للإعلام في غير مناسبة تؤمن بعدم إقصاء اللاعب المحترف، ولابد أن يكون هو الخيار الآني للاتحاد ويقدّم له الدعم الكامل مثلما فتحت الحكومة الخزينة لأدفوكات بمشورة من رئيس الاتحاد كونه وزيراً للشباب والرياضة أيضاً، ليتكاتف الجميع على مساندة قاسم الذي يشاركه عدد آخر من المدربين صواب ترشيحهم للمهمة، لكن تواجده مع عديد اللاعبين يضاف لهم بعض المحترفين في أوروبا وغيرها سيعزّز من نجاحه.
ترشيح المدرّب الوطني يرتبط بعامل مهم وهو منحه حرّية العمل من دون تدخّل رئيس الاتحاد الذي مضى على آخر عمل تدريبي له مع فريق الوكرة القطري سبع سنوات أبتعد خلالها عن ميدان التدريب وانصَرَف إلى شؤون عمله التجاري الحُر ثم الإداري بمسكه حقيبتي الوزارة والاتحاد منذ عام تقريباً!