الخيال هو نعمة من عند الله - سبحانه وتعالى - ومن حق كل مواطن أن يتخيل كيفما شاء، فالخيال لا يمكن ضبطه وإحضاره، ولا يمكن حبسه في زنزانة ولا يقدر أي معتوه أخرق أن يتهمه بالكفر أو العمالة أو يقذفه بتهمة الجنون.. وعليه فقد تخيلت أننا نحن البشر نعيش زمن القرود ودولتهم. وعندما تكون للقرود دولة فليس لزاماً على البشر الرقص للقرود.. لندع القرود ترقص للقرود.. أما البشر فعليهم الحفاظ على إنسانيتهم التي خلقهم بها الله.. وطبعاً هناك نظرية كافرة تقول إن الإنسان أصله قرد، صاحبها عالم كبير.. إلا أن جدتي - رحمها الله - عندما كانت تحكي لي الحواديت في طفولتي.. قالت لي ما هو عكس النظرية تماماً..
قالت: «القرود كانوا ناس زينا تماماً.. لكنهم أغضبوا ربنا - سبحانه وتعالى - فسخطهم الله وحولهم إلى حيوانات بهذا الشكل».. والآن ونحن في هذا الزمان عندما أتأمل القرود بشتى أنواعها أجد أن مؤخراتها صلعاء بلا شعر يسترها، وغالباً ما تكون حمراء اللون، وأرى على وجوه القرود، إناثاً وذكوراً، لحية كثيفة تغطي الوجه، وأسأل نفسي، وأيضاً أسأل الذي لا يسأل إلا في طلب العفو والمغفرة.. سبحانك ربي.. لماذا كانت القرود على هذه الصورة المفضوحة؟!
ثم أستغفر بسرعة وأندم فالله - سبحانه وتعالى - لا يسأل عن مشيئته.. وهي المشيئة نفسها التي جعلت من القرود حكاماً في بلاد ضاق أهلها بوطنهم وربما كرهوه، بلاد ترى الوطن مجرد فريسة يجب أن تطارد وتقتل وتؤكل.. هنا لابد أن ينزل الله عقابه على هؤلاء القوم الظالمين.. وبدلاً من أن يرسل عليهم الريح التي تعصف بهم أو المياه التي تغرقهم أو النار التي تحرقهم - سبحانه وتعالى - جعل القرود تحكمهم.. «إن عذاب ربك لشديد».
ذهب الخيال بي بعيداً.. كيف تكون دولة القرود؟ وكيف يكون حال قادتها وزعمائها أولاً.. باعتبارهم ولاة الأمور وأصحاب كلمة لا ترد. وكيف يحكم القرود أصلاً وهناك الأسود والنمور والفيلة والفهود.. وحتى الثعالب والذئاب..
وكانت الإجابة عند حكيم القرود بكل أنواعها وفصائلها عندما قال: هل رأيتم أسداً أو نمراً يأكل قرداً أو يطارده؟ نحن أحسن من يقفز.. نحن أحسن من يختفي في حفر الجبال ويحتل أعالي الشجر.. نحن أكلة الموز ولابد أن نحكم ونحاكم ونثأر من الذين سخروا منا.. وأضاف حكيم القرود: لسنا الأقوياء، لكن لدينا الدهاء والمكر والخسة، والثلاثة هم وقود السياسة..
نحن الأتقياء لأن الناس تحب أن ترانا هكذا.. ونحن نكسب كثيراً بإظهار التقوى مع علمنا الكامل بأن الحكم والسياسة لا يعرفان التقوى.. والجميع يعلم أن الحجاج الثقفي كان معلماً للقرآن والحديث وأديباً وخطيباً وهو من جنس الإنسان وليس الحيوان.. ومع هذا قتل من قتل بلا رحمة، وهو الذي قذف الكعبة بكرات النار، وهو قاتل سعيد بن جبير وعبدالله بن الزبير الذي ترك جثته معلقة ومصلوبة..
وهارون الرشيد، وهو من جنس البشر أيضاً، كان يطلب الوعاظ ليعظوه ومن شدة التأثر يبكي حتى تبتل لحيته.. وبمجرد انتهاء الوعظ ومغادرة الوعاظ يعود إلى البطش وقطع الرقاب.. ونحن القرود لدينا التوحش اللازم للهجوم الضاري على كل من يحاول زعزعة حكم قبيلة القرود. وعضة القرد قاتلة.. ولا أحد يزعم أن في هذه البلاد أسوداً وسباعاً ونموراً وفهوداً..
فأغلب كل هؤلاء توسلوا إلينا حتى يصبحوا قروداً مثلنا بعد أن صار الحكم لنا ونحن نختار منهم من هو جاهز للخضوع وتقبيل اليد والرأس.. وقد هرع إلينا من هؤلاء أعداد كثيرة لم نتوقع خضوعها لنا بهذه البساطة.. وأصبح من حق القرود أن تركب الأسود.. وبعد هذا الشرح من حكيم القرود.
بعد هذا التوضيح والشرح من حكيم القرود كان لابد لي أن أحاول التعرف عن قرب على الزعامات المؤثرة والقيادية في دولة القرود.
١- قــرد الجبلاية
بمجرد أن وصلت إليه صعد إلى أعلى الجبل حيث وجد لنفسه مكاناً ومستقراً ومعه أتباعه وحاشيته وصار القرد الأعظم، تماماً كما فعل «حسن الصباح» زعيم طائفة الحشاشين حيث صعد إلى قمة الجبل واحتل قلعة «النسر» فتحصن بها..
وهو أول من فرض على أتباعه مبدأ السمع والطاعة.. وهو الذي سرق عقولهم بدخان الحشيش وجعلهم يعيشون الجنة وهم أحياء على الأرض عن طريق الخداع والقدرة على الإقناع.. كان يأمرهم بتعاطي الحشيش حتى تغيب عقولهم وتستولي النشوة على أبدانهم ويسري الخدر اللذيذ في عروقهم ويدفع بهم إلى الوادي الأخضر أسفل القلعة والجبل حيث أشجار الفاكهة وجداول الماء والجواري الحسان ويعيش «المساطيل» الوهم بأن هذه هي الجنة.. وهي فعلاً جنة بالنسبة لرجال لا يعرفون الصحراء ورمالها الساخنة وشمسها الحارقة..
وقبل أن يفيقوا يدفع بهم إلى أعلى الجبل من جديد حيث القلعة الحصينة ويسألهم هل رأيتم الجنة؟ يقولون نعم وعشنا نعيمها.. فيقول لهم: هي في انتظاركم تعيشون فيها إلى الأبد بعد أن تموتوا شهداء.. يهتفون سمعاً وطاعة وأمرك لا يرد.. قال لأحدهم: ارم بنفسك من فوق الجبل.. واندفع الرجل إلى التهلكة منفذاً الأمر ودون تفكير.. لقد رأى الجنة! وعليه أن يدفع بفرق الاغتيالات تغتال الخصوم بلا رحمة ومن يقبض عليه يقتل نفسه.. وكما فرض مبدأ السمع والطاعة فإنه أول من أنشأ فرق الاغتيالات الدموية والسياسية.
قرد الجبلاية الذي يتخذ من حسن الصباح قدوة ويؤمن بمنهجه ويعمل على تطبيقه أضاف إليه وزاد عليه دهاء حكماء صهيون وخطط النازية وقسوة الفاشية بالإضافة إلى نعومة الأفاعي ووداعة الحمائم.. وهو يحكم دون أن يكون الحاكم الظاهر أمام الناس ولديه جيشه الخاص من شباب القرود وهم في تدريب مستمر وأصحاب قوة وبأس وجاهزون للقتال في أي لحظة وقتال كل من يتمرد على مبدأ السمع والطاعة..
أو يناهض حكومة القرود.. أو ينازع أو يعارض أو يسخط.. أو يثور.. أفراد هذا الجيش المدرب والمجهز مستعدون لقتل الأهل والعشيرة والقبيلة تنفيذاً لأمر القرد الأعظم الذي يسكن القلعة في أعلى الجبل.
٢- قــرد السيرك
على عكس جميع القرود المحيطة بالقرد الأعظم «قرد الجبلاية» كان هذا غير لامع رغم أنه قرد أمريكي وليس إفريقياً أو آسيوياً.. وكان القرد الأعظم يسند إليه المناصب والمهام التي يتصارع عليها زعماء قبيلة القرود فيجد قبولاً من الجميع على اعتبار أنه لا يهش ولا ينش وأحسن القرود سمعاً وطاعة ودائماً يفعل ما يؤمر به، كان يشغل منصب الذراع القوية للقبيلة، وهو منصب رفيع لا يشغله إلا الصفوة من القادة..
وعندما جاء إلى هذه البلاد «السيرك العجيب والمدهش» وفيه الأسد واللبؤة والفيل والحصان والحمار ولاعبو الأكروبات والقرد المدهش الذي يبهر الجمهور بألعابه وأيضاً البلياتشو الذي يفجر الضحكات.. وعليه اجتمع قرد الجبلاية بالمجلس الأعلى للقرود، وكان القرار الذي لا رجعة فيه.. لابد أن نكون أصحاب السيرك..
وقال قرد الجبلاية «أكروبات إيه وكلام فارغ إيه.. إحنا اللي بدعنا الأكروبات» ولابد أن نكون أصحاب السيرك.. ولأن الأمر كان عاجلاً وملحاً فقد تم اختيار القرد الذي يشغل منصب الذراع القوية ليكون قرد السيرك بدلاً من القرد الأصلي الموجود في السيرك الذي اختفي فجأة ولم يتم العثور عليه.. وتم تدريبه على أهم الألعاب وحذروه من أن يلعب من تلقاء نفسه.. يلعب حسب التعليمات المرسلة إليه..
ولابد أن يسأل عن أي شيء قبل كل شيء.. وقال القرد سمعاً وطاعة فصار قرد السيرك.
عالم السيرك مبهر وخلاب ومغرٍ، أصابته رجفة عندما شاهد كل هذه الأبهة وهو القرد الذي نشأ وترعرع في غابة عجفاء خالية من الثمار ولا تنبت فيها أشجارها، ولأن قرد السيرك لابد أن يعد ويجهز فقد وجد من يقوم على نظافته وتسوية لحيته وألبسوه رداء السيرك البنطلون المخطط والجاكتة الكاروهات وأيضاً المنباغ الأحمر فأحس بذاته وأكثر من ذاته.. وعندما خرج إلى الجمهور أدهشته شدة الترحيب والتهليل فأخذ يدور حول نفسه وهو يقف وسط دائرة الألعاب ويتفقد هذا الجمهور.
قفز في الهواء قفزة عالية.. أعجبت الناس فصفقوا وهللوا وكبروا فتوهم أنه زعيم. جاءوا له بالحصان كي يركبه ويطوف به وهو يقدم ألعابه إلا أنه رفض وصمم على أن يركب الأسد ويقدم ألعابه فوق ظهره.. قالوا له اتصل بصديق، فتذكر قرد الجبلاية الذي أعجب بالفكرة، وقال له أثق في مهارتك.. أن يركب القرد الأسد واقعة لم تحدث في تاريخ البشرية، ولكن الأسد هذا كان واهناً وفاقداً الهمة وليس له كرامة ويرى اللبؤة زوجته في أوضاع مخلة مع كلاب السيرك ويغمض عينيه.. ولكن للأسف هو أمام الناس أسد..
الإعجاب بالقرد وهو يقدم ألعابه على ظهر الأسد وصل إلى حد الهوس حتى إن واحدة من المتفرجات أصرت على لقائه للتعارف والتعبير عن الإعجاب وعندما التقى بها في عجالة لمح ساقيها المدملجتين وبياضهما الصافي الرائق.. بلا شعور داعب عضوه الذكري.. وإذا بالسيرك كله يهتف ويصيح ويهلل ويضحك.. أروع لعبة قدمها قرد السيرك.. قال مشاهد «لو المنظر ده في السينما كانت الرقابة قصت أمه»..
أما زوجة الأسد التي شاهدت الواقعة فقد ذهبت إلى القرد وغازلته قائلة «أنت رجل والرجال قليل ،أنت تملك ما لا يملكه الأسد» إلا أن القردة «أم ميمون» وصلها الخبر فما كان منها إلا أن تركت بيتها ولازمت بعلها.
٣- قــرد القرود
هو القرد الخازندار.. «توضيح» الخازندار هذه وظيفته ولا علاقة لها بالشارع الذي يحمل نفس الاسم.. أيضاً ليست هناك علاقة بالسيد القاضي أحمد الخازندار الذي قتلته جماعة الإخوان كفانا الله شرهم وأبعد عنا كيدهم وحجب عنا مكرهم، فقد بلغنا أنهم طغوا في الأرض.. ما علينا.. القرد الخازندار هذا هو الخازن لأموال قبيلة القرود الذي يقوم بتشغيلها وتنميتها.. وهو شاطر جداً في هذا المجال لدرجة أن التراب إذا أمسك به صار ذهباً..
وهو الذي يحتكر تجارة الموز طعام القرود المفضل، وأيضاً بقية الأطعمة الأخرى.. وتجارة الأغذية تحديداً هي الأكثر ربحاً بعد تجارة السلاح والمخدرات.. ولكنها الأخطر في عالم السياسة.. قد يصبر المريض على آلام المرض.. وقد يتحمل الجريح عذاب جرحه.. أما الجائع فإنه لا يقدر على تحمل الجوع.. والجوع مذل ويوتر الأعصاب ويدفع إلى الغضب، وعليه فقد قرر هذا القرد التحكم في كل أنواع الطعام..
يفتح الدكاكين الكبيرة التي تستوعب ما يكفي سكان الغابة ودون مجهود يصبح المتحكم فيهم، وغير الطعام يتحكم في كل ما يخص المسكن والملبس والدواء وحتى مدارس القرود الصغيرة.. قرد القرود هذا هو القوي الحصين، وهو ليس أكبر من قرد الجبلاية في الأهمية لكنه لا يقل عنه، وهو قادر على إصدار القرارات والأوامر، ويتم العمل بها دون الرجوع إلى قرد الجبلاية، وقد ظن بعض القرود أن قرد القرود هذا يسعي ويطمع في الجلوس أعلى الجبل مكان قرد الجبلاية..
لكنه لا يفكر في هذا مطلقاً.. ماذا سيجني من وراء هذا وهو التاجر الشاطر غير تقبيل القرود يده.. وهو القادر بفلوسه على أن يجعل القرود وغير القرود يقبّلون يده ومؤخرته الضخمة إذا لزم الأمر.. كان يطمع ومازال في أن يكون قرد السيرك الذي تلتفت إليه الأنظار.. والذي يتحرك في موكب مهاب مدجج بالسلاح وكأنه خارج على رأس جيش يحارب الأعداء ربما في سيناء..
كان ومازال راغبا وطامعاً في أن يكون قرد السيرك حتى يصبح القرد الرسمي الذي يتصرف في أمور الدولة كما يشاء ويرغب.. وصحيح أنه رسميا وعملياً لا يشغل أي منصب في دولة القرود.. إلا أنه دولة القرود ذاتها ومخطط سياساتها ومشعل حرائقها وناشر الفتن.. وانتظروه فهو قادم.. قادم.. لا محالة.
٤- قــرد الحاوي
العب يا ميمون..
يعرف في قبيلة القرود بأنه قرد «بن حنت»، والحنت هو ابن الثعلب، وتقول عجائز القبيلة إن أمه القردة ميمونة قد وطئها ثعلب وقرد في ذات الوقت، وكل منهما اعتلاها بعد الآخر مباشرة فحملت بهذا القرد العجيب المدهش ولا نعلم إذا كان أبوه الثعلب أم القرد أم أنه نتاج نطفة مشتركة.. (اعتذار.. الوطء والاعتلاء كلمتان لم أكن أعرفهما لأني قليل المعرفة ومازلت أتعلم وقد تعلمتهما من أحد الشيوخ في دولة القرود وأصبح استعمالهما جائزاً، وإذا قلت أنا ذاهب إلى حفل نكاح فاعلموا أني ذاهب إلى فرح، فهذه هي لغة دولة القرود).
القرد ابن الحنت هذا من يومه كان يسعى بكل جهده لكي يلفت الأنظار إليه.. وعليه كان أول من تباهى بمؤخرته الحمراء العارية ولم يلتفت إلى تحذيرات أمه بأن في القبيلة من يحب اللواط ويعشقه..
إلا أن عشقه الظهور جعله يقوم بتصرفات شديدة الرعونة فيزعم أنه قادر على فعل أشياء عظيمة لدولة القرود ويراهن على ذلك لكنه يخسر دائماً لأنه هزيل الجسم ولا يعرف فنون القتال، وإذا حاول القفز من شجرة إلى شجرة أخرى سقط على الأرض بينهما.. ولكن لديه قدرة مدهشة على التبرير فيقول إنها سقطة مدروسة، الغرض منها فتح آفاق جديدة لمشروع الوثيقة والتي تستلزم إجراء المزيد من التجارب.. وهو قرد كاذب وإذا اعتزل الكذب اختنق..
أمام هذا العجز البدني كان البديل لديه الحماقة وطول اللسان والعدوانية في الكلام.. باحثاً عن أي منصب في دولة القرود ولكن المنصب لا يأتيه أبداً.. وعليه فإنه يكثر من الكذب.. ويكثر من صنع التبريرات وإهانة خصوم دولة القرود بالوقاحة والفجاجة وقلة العقل، ويبدو أن هذه الأفعال لم تجد قبولاً لدى زعماء دولة القرود، فقد قرروا الخلاص منه.. بإسناد مهمة تصلح له ويصلح لها.. القرد الذي يسرح به حاوي القبيلة.. فهو المدرب على كل الألعاب.. وهو القرد ابن الحنت الذي لا يخجل من عري مؤخرته.. وأحسن من يعمل عجين الفلاحة ونوم العازب وهو البارع في هز المؤخرة.
٥- قـرد الغجر
هو حالة نادرة في عالم القرود.. فهو القرد الوحيد الذي نبتت على رأسه قرون مثل قرون الوعل فصار القرد المحارب.. يتم إطلاقه على أي خصم فيرهب الخصم وينطحه لإظهار القوة والبأس ليس إلا.. لهذا السبب هو مقرب من قرد الجبلاية وأيضاً قرد السيرك وكذلك قرد القرود يحبه.. نشأ وترعرع في مضارب الغجر الكائنة على أطراف الغابة بلا موارد ،فعلمه أبوه القرد الغجري العجوز أن يكون هجاماً خطافاً يخطف أي شيء سواء كان طعاماً أو ملبساً أو حلية..
أيضاً علمه المهارة في الهجوم على خلق الله وبث الخوف في نفوسهم، خاصة أنه القرد ذو القرنين.. وعندما أثبت جدارة انتقل من مضارب الغجر إلى القلعة الواقعة أعلى الجبل فكان أحد رموزها.. وهم بدورهم أحسنوا استغلاله.. فقرد الغجر هذا.. تراه في كل مكان.. تراه فوق منصة.. أو يرسل قروده لهدم منصة.. أو على شاشة تليفزيونية حيث ترى قرنيه قبل أن ترى وجهه وهو الذي يتولى أمر «الخازوق» الذي سيكون (أبوالقوانين) في هذه الدولة التي يحكمها القرود.. وهو شديد الحماس ويختار المشاركين في صنع «الخازوق» حسب المواصفات المطلوبة.. ويغرس قرنيه في صدر كل من يعارض هذا الخازوق.. نسأل الله أن يصنع خازوقه ثم يجلس عليه.. أما نحن فنسأل الله السلامة.
عن "المصري اليوم"