محمد حمدي
لا يعلو حديث الرياضة اليوم عن حالة الاحباط والتوجّس التي تعيشها جماهيرنا، والخوف من المغادرة المبكّرة لتصفيات مونديال الدوحة 2022، ومرد ذلك الى النتائج السلبية الضعيفة التي لم نستطع أن نجني من خمس مباريات سوى أربع نقاط مع خيبة أمل من أداء لا يناسب سُمعة ومكانة الأسود وتخبّط اتحادي مرير ضاع معه ضوء الحلول في آخر النفق المُظلم مع ظهور متقلّب وتشكيلات غير متجانسة، وكان الفريق يُعد لبطولة كبيرة قبل ثلاثة أيام من انطلاق التصفيات فقط.
وممّا يزيد من حالات الاحباط التي نعاني منها هي تلك الأنباء المتواترة من الدوحة والتي تفيد، بل وتجزم بفقدان خدمات أربعة لاعبين بغاية الأهمية في مباراة اليوم التي يصطدم منتخبنا فيها بنظيره الكوري الجنوبي في لقاء تحديد المصير، بالدور النهائي من تصفيات كأس العالم 2022، ضمن الجولة السادسة من منافسات المجموعة الأولى التي تضم إيران، لبنان، الإمارات، وسوريا وما زالت فرق المؤخّرة يساورها الشكّ في امكانية اللحاق بآخر الركب.
ومع إننا لم نذق طعم الانتصار حتى الآن بعد مرور خمس جولات بالتصفيات النهائية، وتعادلنا في الجولة الماضية مع سوريا بنتيجة (1-1) بطعم الخسارة ، يوم الخميس الماضي على ملعب ثاني بن جاسم في الدوحة، بينما فازت كوريا الجنوبية على الإمارات (1-0) في ملعب سيئول بمدينة جويانج.
كل تلك التكهّنات التي تتوقّع انتكاسة أخيرة للهولندي العجوز أدفوكات وعودته متقهقراً الى مراعي بلده، سوف لن يكتب لها أن تحصل وحتى مع غياب اللاعبين الأربعة المصابين أو المعاقبين بالانذارات، اعتقد ان كل تلك الحواجز المُظلمة ستكون سبباً لاستبسال منتخبنا الوطني وتحقيقه لأول نتيجة إيجابية في التصفيات والكسب وعندها سيكون للحديث بقية وكلام كثير في التحوّلات والعودة بقوة لسكة الانتصارات والتعويض، ربما هناك من يعترض على منطق الحساب والوضع على الأرض وهي حسابات صحيحة، إلا في كرة القدم وما حصل ويحصل معنا دائماً من الكسب في شقّ الأنفس وبأحرج المواقف التي تتطلّب الاعجاز أحياناً هو دليلنا، ولنا في ذلك شواهد كثيرة جداً ببطولات أكثر ومواقف أصعب.
لا طريق أمامنا للاستمرار سوى من مباراة اليوم أمام المنتخب الكوري الذي لا يعيش أفضل حالاته والعكس صحيح وقد شاهدناه مهزوزاً ليس لديه ما يقدّمة منذ مباراته الأولى هناك في كوريا أمام منتخبنا الوطني مع أنه لم يخسر أي مباراة في التصفيات الحالية ويطمح الفريق في الحصول على أحد المركزين الأول أو الثاني في المجموعة من أجل الحصول على بطاقة التأهل إلى النهائيات للمرة العاشرة على التوالي، لكن ظهوره جاء ضعيفاً للغاية وباعتراف جميع من شاهده حتى الكوريون انفسهم، كل هذا الحديث من جانب ومن الجانب الآخر ندرك أكثر من أي وقت مضى أن استهداف الارتقاء للمركز الثالث (المؤهّل إلى الملحق) هو الحلّ الوحيد أمامنا بعدما تعقّدت مهمّة الوصول إلى صدارة المجموعة أو حتى الوصافة إذا ما تراجعنا بسقف الطموحات ومسايرة من لا يتوقع منّا الانقلاب في النتائج بنسبة كبيرة جداً، وفي جميع الاحوال فإن ذلك الهدف لا يتحقق إلا بالفوز على كوريا فلنضع ثقتنا بالفوز وبقدرات نجومنا وننتظر الأداء المشرّف.