TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > طالباني: لم يكن الشهيد حالة تقليدية قابلة للنسيان أمام صعاب تبدو أقرب إلى المستحيل

طالباني: لم يكن الشهيد حالة تقليدية قابلة للنسيان أمام صعاب تبدو أقرب إلى المستحيل

نشر في: 12 يونيو, 2010: 09:22 م

 بغداد/ سهى الشيخليلقد كان شهيد المحراب يؤكد دائماً على التعامل مع واقعيات الشعب العراقي واليوم ربما أصبحنا ندرك أكثر من أي وقت مضى ان التعددية المذهبية والدينية والقومية هي اكبر الواقعيات في الشعب العراقي ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال هذه الحقيقة او تجاوزها او تجاهلها،
لان ذلك لا يؤدي الا الى المشاكل التي نحن في غنى عنها، نحن نريد نظاماً عادلاً ليحتوينا ويشملنا برعايته ويدافع عن حقوقنا، لا نريد نظاماً نتنازل عن حقوق مكون لصالح مكون آخر، بل نظام يعطي للجميع حقوقهم".وكذلك "لم يكن الشهيدُ حالةً تقليدية، قابلةً للنسيان، أو الانزواءِ، في لحظةِ يأسٍ أو قلةِ حيلة أمام صعابٍ تبدو في تلك اللحظةِ أقربَ إلى المستحيل". "والمطلوب اليوم المزيد من الصبر، لان المسيرة ما تزال كبيرة ونحن على أبواب استحقاق وطني لتشكيل الحكومة الجديدة، على أساس حكومة شراكة وطنية واذا نجحنا بذلك نكون قد وجهنا سهما الى أعداء العراق".كل هذه الكلمات ألقيت في الحفل التأبيني المركزي الذي أقامه المكتب الخاص لسماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أمس للذكرى السابعة لاستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، يوم الشهيد العراقي، بحضور المسؤولين والقيادات السياسية والأمنية في البلاد، كان على رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبا رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، وممثل رئيس الجمهورية جلال طالباني فخري كريم وممثل رئيس إقليم كردستان روز نوري شاويس ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وإبراهيم الجعفري رئيس تيار الإصلاح الوطني .كما حضر الحفل التأبيني عدد كبير من السادة الوزراء ووكلاء الوزارات وأعضاء البرلمان وسفراء العراق في الخارج وسفراء وممثلي الدول في البلاد وممثلي القوائم والكتل العراقية وجمع غفير من الكوادر والنخب والمواطنين.حيث ألقى الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وكبير مستشاريه الأستاذ فخري كريم كلمة رئيس الجمهورية جلال طالباني في الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (قدس سره) وفي ما يأتي نص الكلمة:بسمِ اللهِ الرحمن الرحيمالسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهفي مثلِ هذا اليوم، نستعيدُ ذكرى فجيعةٍ صدمت شعبَنا، وألمّت بجناحٍ هامٍّ من حركتِنا الوطنية، فأفقدته مؤسسَه وقائدَه وملهمَه الروحي والفكري، شهيدَ المحراب، آيةُ اللهِ العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره).وعلى مرّ السنواتِ السبعِ الماضيات، كنا نتأمل مآثرَ وتوصيفاتِ الشهيدِ فنستعيدها عبرةً واعتباراً، مفكراً ملهِماً لرفاقِ دربه، وطنياً مشدوداً بوشائجِ الكفاح مع القوى الناهضةِ لإنهاء الطغيانِ والطاغية، متطلعاً لعراقٍ يتسعُ للجميع، مفتوحا على الأمل، وواعداً بالسعادة لمواطنيه ...لم يكن الشهيدُ حالةً تقليدية، قابلةً للنسيان، أو الانزواءِ، في لحظةِ يأسٍ أو قلةِ حيلة أمام صعابٍ تبدو في تلك اللحظةِ أقربَ إلى المستحيل، وهكذا لم يكن استشهادُه وجريمةُ استهدافه، في التدبير وفي المكان والتوقيت، مجردَ صدفةٍ شاءت الأقدارُ أن تأتيه المنيةُ فيها، تمثيلاً وتوقيتا ومساحةً مضيئةً للتأمل والعبادة والاندماجِ الكلي في مهابةِ الإيمان المطلق ..لقد دبر المدبرون لكي يجتمعَ ذلك كلُّه في لحظةِ الاستشهادِ، وتعمدوا أن تكونَ جريمتُهم رسالةَ فتنةٍ، تغيبُ في غياهبِها العقولُ، لتنساقَ وراء غرائزِ الثأرِ من ذاتِها المنقسمة إلى ما لا يقبل القسمةَ أصلا،.. من الإسلامِ بكل مصادرِ الإيمان وغنى الاجتهاد فيه .. بثوابتِهِ وأحكامِه وتجلياته المنزلة، مشفوعةً بالانفتاحِ على الحياةِ ونواميسِ التطور.ولم تكن صدفةً أيضاً، أن التدبيرَ الظلاميَّ قد باءَ بالفشل، فالمحرابُ يضم رفاتَ عليٍّ (عليه السلام) إمامِ السماحةِ والعقيدة المتسامية على الذات حتى وهو يرى القاتلَ يقتحم مهابَته في لحظةِ خشوعٍ لا مراءَ ولا ادعاءَ فيها، فيتعالى على الانتقامِ، ولا يتذكر وهو يواجه آخرتَه سوى وأدِ الفتنةِ في مهدِها...ونبقى اليومَ مع عبرةِ الشهادة..، وما أحوجَنا إليها ونحن نواجهُ ما يتطلب منا شجاعةَ الاثرةِ، وجسارةَ من يستشرف المستقبلَ، فيرى نفسَه في ما يتحقق من معجزاتٍ في البناء والحياةِ الكريمة للعراقيين الذين كانوا في كل العهود ضحايا وأسرى وموضوعا للاستبدادِ والتهميش... فتضيقُ عندنا صغائرُ الذات، لتذوبَ فيما يفتح كوةً من الأملِ للعراقيين متجاوزين تبريرَ الاختلافِ على المصالح الفئوية والذاتية، ببلاغة الادعاء بتمثيل منافع الأمة، والأمةُ تئن من الحيف والإجحاف والعوزِ لأبسط ما يحققُ لها شروطَ إنسانيتِها، وهي ترى في وضح النهار نهبَ ثرواتِها وتبديدَها بالفساد المستشري والاستئثارِ غير المشروع بالمغانم.تصادف الذكرى السابعة لشهيدِ المحراب،عشيةَ الاستحقاقِ الوطني، الذي يرمز لانتصار شعبِنا على الإرهاب وقوى الظلام، ويتوقف على انجاز مهامه، ونحن مغمورون بالإلهام في قدرتِنا على ذلك، تكريسُ إرساءِ العراق الاتحادي الديمقراطي التداوليِّ الموحد، بتوافقِ مكوناتِه ومشاركتِها النشيطة في إدارةِ الدولة وتوطيدِ ركائزِها، والانسلاخُ الكلي عن إرثِ الاستبداد بكل توجهاتِ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram