TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: سلاح المونديال السحري!

باختصار ديمقراطي: سلاح المونديال السحري!

نشر في: 20 نوفمبر, 2021: 11:13 م

 رعد العراقي

نتائج المنتخب الوطني المتدنّية في التصفيات المؤهّلة الى نهائيات كأس العالم 2022 أثارت الكثير من ردود الأفعال وقوّضت الآمال للوصول الى شواطىء الدوحة وضمان الظهور الثاني للكرة العراقية بين كبار منتخبات العالم بعد انقطاع دام أكثر من 35 عاماً سجّلت فيه كل إدارات اتحاد الكرة التي تعاقبت لقيادته فشلاً ذريعاً في إلتماس طريق التأهل وإن كانت تحت ذرائع وأسباب مختلفة إلا أنها تمحورت حول عنوان واحد (غياب الإرادة والتخطيط)!

الحقيقة ..إن هناك قصور فكري في استيعاب فكرة تواجد اتحاد بشخوص تحتّ مسمّيات مختلفة منحت الصفة القانونية لإدارة الكرة العراقية بتفويض جماهيري مقترن بعملية انتخابية يفترض أن تكون الهيئة العامة مؤتمَنة لحدود حجم الولاء الوطني والأمانة الأخلاقية التي تتحلّى بها عند منحها الثقة لتلك الشخوص، القصور الفكري يتعلّق باحترام تاريخ الكرة العراقية أولاً واحترام عقول الجماهير ثانياً في كل خطوات وطموح عملها وتدرك أن ما يميّزهم عن الآخرين هو بقيمة نتاج العمل وحجمه وليس بالشعارات الفارغة أو الأمنيات المخدّرة.

وبعباراة أخرى أكثر وضوحاً فإن الطموح المفترض الذي تستند إليه معايير النجاح لأي اتحاد كرة منتخب يتجاوز أمنيات الحصول على لقب خليجي أو عربي أو حتى آسيوي بعد أن تزيّنت خزائن الاتحاد بالكثير من تلك الألقاب وبات تكرار الحصول عليها استحقاقاً عادياً مفترضاً لا يحسب إنجازاً بمعناه الحقيقي ولا يمكن أن يشكّل هدفاً يتفاخر به البعض لاثبات جدارته وأحقيته في التحكّم بمقدّرات كرة القدم العراقية.

لا يمكن أن تقتنع الجماهير الكروية بغير الحديث عن تأهل المنتخب الوطني لنهائبات كأس العالم أوّلاً، بل والوقوف على الخطوات الجادّة للظهور في تلك النهائيات كفريق منافس في مجموعته، وليس مجرّد عابر سبيل، عند ذلك فإن من حقّ الاتحاد أن يسجّل عمله ضمن مفهوم الإنجاز، وكل ما تسبقه من خطوات مهما تعدّدت على المستوى المحلي والخارجي ساهمت في الوصول لهذا الهدف هي مفردات يفترض أنها تحقّقت وفقاً لقاموس (التخطيط).

مع هذه الرؤية، وإمكانات البلد الاقتصادية، وخزين المواهب الكروية الشابة، فإن مسافة التقرّب من الوصول للعالمية هو المقياس المنطقي للحكم على مدى نجاح أو فشل أي اتحاد بغضّ النظر عن المسمّيات من دون ذلك ستبقى كل محاولات اقتناص بطولة هنا أو هناك ضمن النطاق العربي أو القارّي ما هي إلا بالونات خدّاعة تُبهر العيون وتتلاشى عند أوّل استحقاق أمام دول آسيوية بعينها لا تتنازل عن مقعدها في كأس العالم.

ما نمرّ به الآن من غليان جماهيري واحباط نفسي كان من المفترض أن يدفع باتحاد الكرة للتحرّك سريعاً باتجاه ترميم قواعد مكانتهِ الاعتبارية التي تتعرّض لهجمات عنيفة قد تستغل من قبل المتربّصين به كغطاء للإطاحة به سريعاً عبر إجراءات فورية من خلال إبعاد المنتخب الوطني عن الضغوط وتفريغه بصورة شبه تامّة للتحضير لما تبقّى من مباريات في التصفيات بعيداً عن وسائل الإعلام باستغلال فترة السبعين يوماً قبل مواجهة إيران المرتقبة أملاً في اقتناص المركز الثالث والمضي نحو التشبّث بآخر فرص الوصول إلى كأس العالم.

أمّا المشاركة بكأس العرب، فكان من المُفترض أن يُزجَّ المنتخب الأولمبي بقيادة التشيكي ميروسلاف سوكوب فيها لتكون فرصة مهمة لاستقطاب العناصر الشبابية التي تخدم المنتخب الوطني، وبذات الوقت تصبح تلك المشاركة إعلاناً رسمياً بأولى مراحل الإعداد للاستحقاقات المقبلة تحت قيادة كادر تدريبي واحد يمنح الثقة وتوفر له الإمكانيات للمضي نحو خلق منتخب المستقبل وقطع كل المحاولات للإطاحة بسوكوب لاستلام المهمّة بدلاً عنه تحت ذريعة فشل المدرب الأجنبي مع كرتنا!

باختصار...لا ترموا منديل الاستسلام وخوضوا الصعاب وأضيئوا آخر نفق الوصول الى كأس العالم 2022 مهما اشتدّ ظلامه، أما للاتحاد فنقول اعصبوها برأس سوكوب فأمامكم منتخباً أولمبياً بأعمار شابّة حقيقية وجهاز فني متمكّن يُمثّل عهداً جديداً للكرة العراقية استطاع الظفر ببطاقة التأهّل الى نهائيات آسيا من أرض البحرين بجدارة يمكن أن يكون السلاح السحري الذي تقاتلون به للوصول الى كأس العالم القادمة 2026 بدلاً من إثارة الجماهير الغاضبة باطلاقكم دعابة الصبر على سُباتكم العميق لتحقيق حلمهم في 2030 حصراً!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram