بصدور صحيفة الزوراء في 15 /6/ 1869 ننسى أو نتناسى او قد لاندري ان هناك صحيفة صدرت في العراق واسمها (العراق) اقدم من الزوراء باكثر من نصف قرن.وسبب ذلك كما اعتقد عدم توفر نسخ من تلك الصحيفة ولم تبذل جهود حقيقية للعثور عليها. والصحيفة التي اقصدها هي (جورنال العراق)
 وقد وردت عدة اشارات في عدد من الكتب ان الوالي العثماني داود باشا الكرجي هو الذي انشأها عندما تسنم منصب الولاية عام 1816.ما ذا يعني ذلك؟ان اول شيء يثبته صدور صحيفة في العراق عام 1816 ان عمر الصحافة في العراق حتي الان هو 189 عاما وليس 136 عاما حسب تاريخ صدور الزوراء والشيء الثاني هو ان الصحافة في العراق اقدم من الصحافة في الدول العربية الاخرى ومنها مصر التي تؤرخ صحافتها بصدور اول صحيفة عام 1828 عندما اصدر محمد علي باشا الوقائع المصرية أي ان صحيفة العراق او (جورنال العراق) قد صدرت قبل الصحيفة المصرية باثني عشر عاما.وبين يدي الان عدد من الكتب والدراسات تشير الى صحيفة العراق وتنقل هذه الكتب ما ورد في كتاب (سجل الوقائع اليومية لمدينة بغداد سنة 1830 لمؤلفه المستر انطون ن. جروفس المطبوع في لندن سنة 1832 وعنوانهA Journal of Residence at Baghdad during the year 1830 وتشير كل هذه الكتب الى ان تلك الصحيفة (كانت تطبع في مطبعة حجرية، وتنشر باللغتين العربية والتركية، وتذاع بها وقائع القبائل وانباء العراق واخبار الدولة العثمانية وقوانين البلاد واوامر ونواهي الوالي والاصلاحات الواجب اجراؤها واسماء الموظفين الى غير ذلك من الحوادث الخارجية، وكانت تعلق نسخ منها على جدران دار الامارة ليطلع على ما فيها من يهمه الوقوف على اخبار الدولة وتقدمها)هذه المعلومات وردت في:1- كتاب تاريخ الصحافة العراقية للسيد عبد الرزاق الحسني الجزء الاول2- كتاب صحافة العراق نتاج رفائيل بطي الجزء الاول3- مجلة النجم الصادرة في الموصل في 30/ 9/ 1934العدد السابع مقال للسيد رزوق عيسي بعنوان تاريخ الصحافة في العراق.4- ذكر الباحث العراقي السيد رزوق عيسي صاحب مجلة المؤرخ انه عثر على معلومات عن صحيفة (جورنال العراق) في كتب الرحالين ومنهم جروفس و فريزر و تيلر وسجل اليوت المخطوط و اسفار رتش و بكنكهام و بورتر و روسو5- بحث للسيد هاشم النعيمي بمناسبة العيد المئوي للصحافة العراقية.6- كتاب موجز لتاريخ الصحافة في العراق للسيد فائق بطي.وارى ان من واجب الباحثين والمؤرخين القيام بالبحث عن أي معلومات عن هذه الصحيفة في المخطوطات العراقية أو المخطوطات التركية و السجلات الرسميـــة للدولة العثمانية وكذلك في سوريا ولبنان. صحيح ان البحث سيكون مضنيا لكنني اعتقد ان القضية تستحق ذلك.واود ان اشير إلى ان عدم وجود نسخة من الجريدة لا يعني ابدا عدم صدور هذه الجريدة فمن غير المعقول ان الرحالة الانكليزي وغيره ممن وردت اسماؤهم هنا قد اختلقوا وجود صحيفة لم تصدر.من داود باشا؟ولابد لنا ونحن نتحدث عن الصحيفة ان نذكر مؤسسها داود باشا وحياته وثقافته لنحكم ما اذا كانت له مثل هذه الاهتمامات .فالرجل يعد من اكابر الولاة الذين حكموا بغداد وقد ابقى ذكرا لا ينسى فهو من مواليد 1774م ووصل بغداد عام 1780 أي ان عمره كان 6 سنوات وعاش في العراق معظم حياته وهو من المماليك الذين جلبهم سليمان الكبير وهم اطفال ليربيهم و يعتمد عليهم في الكبر. ونظرا للمواهب التي يتمتع بها هذا المملوك فقد قرأ وكتب واتقن فن الاسلحة وفاق بذلك اقرانه ونال رضا سيده فتقدم في الوظائف حتى نال وظيفة (خازن) ثم صاهر الوالي مما جعله اقوى نفوذا من غيره. وفي عام 1816 تولى السلطة واليا علي بغداد فقضي على المماليك البارزين وصفا له الجو وتطلع الى الاستقلال بالعراق من الدولة العثمانية ولكن تفشي الطاعون ادى الى فشل خططه. ويقول المؤرخون انه كان عالما واديبا وشاعرا نظم باللغتين العربية والتركية واجرى اصلاحات ادارية في مختلف شؤون البلاد خلال فترة حكمه التي امتدت 15 عاما من 1816 الى 1831 وهي الفترة التي حكم فيها مصر محمد علي باشا الذي اصدر اول صحيفة في مصر.