مهدي الهاجات رغم ان متطلبات تأمين الحياة العصرية ضمن تداعيات الانفجار السكاني وخاصةً في منطقة الشرق الأوسط والأقصى ، وقبل كل شيء بحاجة إلى تأمين مصادر هائلة للطاقة ، وهذا يُعطي أفضلية لبناء المحطات النووية التي تكون مصدرا عظيما وهائلا للطاقة ، إلا أني لا أُحبذ بنائها وانتشارها في أي مكان من العالم ، وأُفضل أن أستنير بضوء قنديل !!.
حيث أن هكذا محطات تكون بمثابة قنابل نووية موقوتة ، تُفجرها صواعق الأخطاء والسَهّو أو العَوارض ، وبانفجارها سَتَتسبب بمحو سمات الحياة عن مساحات هائلة من هذه البسيطة ، وكوارث بيئية وبشرية تبقى توابعها ربما لقرون و قرون !!. من خلال هذا العنوان أود أن أبين المعنى وبشكل عام للطاقة النووية ، فالطاقة النووية هي طاقة هائلة جداً تَنتج عن كسر الأواصر التي تجمع بناء الذرة ، وتتمثل هذه الطاقة بإشعاعات تُنْتِج درجات حرارةٍ هائلة ، وبنفس الوقت تحوي هذه الإشعاعات توابع إشعاعية قد لا يشعر بها الكائن الحي لكن لها عوارض مُميتة ومُشَوهة للتكوينات الحَيّة التي تَتعرض لها !، أي أنه حتى ضمن العمل الآمن للمُفاعلات المَحمية والمُغلقة ، تكون لها أخطار شديدة على الكائن الحيّ !، وفي حال انفجار مفاعل أو قنبلة نووية ضمن مجال مفتوح وغير مَحمي إضافةً إلى الدمار الشامل الذي سَتُسببه ، سوف تنتشر أشكال مختلفة من هذه الإشعاعات وتبقى تُهدد الحياة لسنين طويلة ، والذي سيُتابع ما حدث بعد تفجيرات ناكازاكي وهوروشيما وحادثة شيرنوبل سَيَتيقن من هذا!!. إيران ورغم حرب أل 8 سنوات الطاحنة ضد العراق ، فقد تضاعف عدد سكانها وبلغ ما يزيد على 75 مليون نسمة !، و يُبين هذا أن هذه الدولة التي دخلت ماراثون التطور والتنمية التقنية ، سيزداد عدد سكانها ربما بفترة أقل من ثلاثة عقود !، وهنا بات من الواجب المُلِح عليها أن تُخطط لتأمين مصادر للطاقة تسد حاجتها المُتنامية بشكل كبير ، وكما أسلفت فأن بناء المفاعلات النووية سيساعدها في مساعيها ضمن هذا المجال ، إلا أن صبغتها السياسية والعقائدية وموقعها وحجم إمكانياتها في المنطقة والعالم بات يُقلق أغلب الدول الكبرى ، هذا ضمن حساباتهم المَصّلحية ،، فقبل ما يزيد على سنتين بدأت حملات التعبئة الإعلامية ثم الإجرائية ضمن المحافل الدولية ضد إيران من خلال برنامجها النووي!، التي تدعي إيران أنه للاستخدامات المدنية ، وبعض دول الغرب وعلى رأسهم أمريكا يَدَعوّن أنه لبناء سلاح نووي قد يُستخدم للتهديد وقلب موازين القوى وخاصةً في المنطقة ؟، ومن بعض أشكال التعبئة والتَحّشيد ضد برنامج إيران النووي هو التصريحات التي يطلقها الساسة الأمريكيون المُتشددون حيث أنهم وربما من خيالهم ، يرسمون سيناريوهات ومفردات لأعمال إرهابية أو مُباغتات بضربات عسكرية قد تقوم بها إيران ضد أمريكا أو إسرائيل ، ومنهم من يَحث الإدارة الأمريكية على القيام بضربة عسكرية إستباقية ضد إيران وخاصةً ضد مُنشآتها النووية التي هي تحت الإنشاء، لقد لفتت انتباهي وأثارتني هذه التصريحات: هذه ترجمة لتصريح فرانك جفني المُبيّن منصبه أدناه ، ضمن مقابلة أجراها معه جم مايرس عن القناة الإعلامية الأمريكية ((Newsmax.TV في السادس عشر من شهر نيسان الماضي ،، صرح رئيس خبراء الأمن القومي فرانك جافني ، أن إيران بات باستطاعتها امتلاك السلاح النووي في أي يوم من الآن ، كما حذر ،، من المتوقع أن النظام في إيران لا يَتردد في استخدامه . وأضاف جافني وهو الرئيس والمؤسس لمركز المصالح الأمنية لأمريكا ، أن العقوبات التي سَتَُفرض على إيران ستفشل في النهاية ، عليه يجب إعطاء الأهمية المطلوبة وبجدية لإعداد ضربة عسكرية !!.نلاحظ من الأسطر أعلاه أن السيد جفني بات مُتيقن من أن إيران تستطيع التسلح نووياً وفي نفس الوقت يحذر من أنها لن تتردد باستخدامه !!! ، ولو تابعنا تفاصيل هذا اللقاء لوجدنا أن السيد جافني بنى تَيَقْنه على هذه الحيثية وقال : إيران تعمل بهذا المجال بجد منذ أكثر من 20 سنة ، أن الذي لا يترك ذهني هو أن أمريكا تمكنت من اختراع وصنع السلاح النووي وتطوير كافة مستلزماته فقط خلال 3 سنوات و استخدمته مرتين كسلاح عسكري حاسم !!، وكنا حينها لم نمتلك المعرفة العلمية الكافية لهذا المجال ولم تكن لدينا تقنيات الحاسب الآلي أو أي من التقنيات المتطورة كما هو الحال الآن في توفرها في أغلب أطراف العالم ، وأضاف جافني ، أن إيران وضمن هذه المُعطيات المساعدة ، كان لها 17 سنة إضافية للوصول إلى نقطة ما توصلت لها أمريكا في تلك الظروف ! ، وعليه أعتقد أنها ستحصل على هذا السلاح في أي يوم ، أو في أقصى حد ربما بعد شهر أو شهرين ، وسأستغرب كثيرا ًلو ستستغرق سنة لوصولها لهذا الهدف !.أما عن حيثيته أن إيران لن تتردد في استخدام السلاح النووي ، فجاءت ضمن قوله : إن النظام الإيراني ُملتزم بقناعة بعقيدته الروحية ومن أعلى أهدافه هي إعادة الأئمة اثنيّ عشر ، والمهدي المُنتظر وشخص المسيح ، ووفق قناعة هذا النظام الدينية ، فإن السبيل لتحقيق هذا ، يجب خلق حالة روحية تشبه معجزات الأنبياء ، وبرأيي أن من الحماقة تصور أن بإمكاننا إقناع هكذا نظام بعدم الاستمرار في هذا النهج حتى النهاية ، ولا أعرف ربما سيقتنعون بعد نشو
الملف النووي الإيراني... مصداقية العالم على المحك
نشر في: 13 يونيو, 2010: 04:45 م