محمد حمدي
للبصرة ملامح أخرى ومكانة يدركها كل من عايش بطولة رياضية أو حدث مهم يراد أن يكتب له النجاح على هذه الأرض الممزوجة بالطيبة وكرم الضيافة، وكل ما هو مشرف وإيجابي ليكون ممثلاً عن اسم العراق بجدارة وفخر.
الحقيقة، لست هنا بصدد الدفاع أو الانحياز الى البصرة التي أحبّها وأتفاءل بها كثيراً من معايشة وتجربة سابقة، ولكن الاستحقاق الطبيعي لها هو أن تكون عاصمة رياضية أيضاً وأمنية أن تكون تحفة سياحية بعد إنجاز أكثر من صرّح في المدينة بطابع رياضي أو خدمي، ومن ذات الواقع أرى أنها تتجدّد باستمرار ويأخذ سكّانها طابع التعايش مع البطولات واستيعابها وكان ثمّة تدريب يجري بالخفاء وتبدع به الجماهير بامتياز ، وهو ما نراه اليوم هنا في البصرة في بطولة غرب آسيا للشباب بكرة القدم المجموعة الأولى التي يتواجد بها منتخبنا الشبابي الذي أبدع أشباله الصغار في المباراة الافتتاحية.
إن ما يفرحنا حقاً وسط هذه الأجواء المثالية الآمنة في البصرة، هو تلك الإشادة والإعجاب الذي عبّرت عنه الوفود المشاركة التي أثار أعجابها التحضير المثالي والترحاب بهم وجاهزية المدينة الرياضية، وملعبها الكبير الذي أضفى أحّد أهم عناصر النجاح وهو ما أكده أيضاً وفدي الاتحاد الآسيوي والدولي الى البطولة وتفقّد منشآت البصرة، فوجود المدينة الرياضية هو سرّ ومفتاح نجاح البصرة، وكان من الممكن أن يكون السبب الآخر في وصولها الى القمّة لو ان الفنادق الثمانية قد جهّزت بالكامل لتمّ تجاوز أكثر المفاصل تعقيداً في الإدارة للبطولة، وهي مشكلة الحجز الفندقي والدخول الى قلب المدينة المزدحمة فيما لا تبعد المدينة الرياضية سوى مسافة بسيطة جداً عن مطار البصرة الدولي، وبحساب الدقائق فقد للطريق الرابط بين الأثنين.
سبب آخر يقع على أهمية كبيرة جداً ولابد من الإشارة اليه ويكمن في التغطيات الإعلامية والتنسيق بين اتحاد الكرة واتحاد الصحافة الرياضية ورابطة الإعلام المرئي التي لا نلاحظ أي تكثيف لتغطياتها في البطولة وربما لاسباب تتعلّق بالدعم وتوفير الامكانات لتضييف الموفدين وغيرها وهي من الأمور التي من الممكن تجاوزها بالتنسيق المشترك مع اتحاد الكرة أو اتحاد غرب آسيا الذي من الممكن ان يكون مثالياً في التعامل مع بطولة بحجم منتخبات الشباب وتقام على أرضنا وبين جماهيرنا.
هناك أيضاً الدور الكبير للإعلام والمؤثر وبصورة خاصة إعلامنا المهني في إيصال الصورة الناطقة للبصرة وكل ملاعب العراق ورفع الحظر المفروض على مُدننا وملاعبنا ومنتخباتنا وجماهيرنا ولا مسوّغ لاستمراره، ومن دون التنسيق مع الإعلام سنفقد أحد أهم أدواتنا المؤثرة وثقلها الكبير.
أخيراً اعتقد أن ناصية الوقت ما زالت مؤثرة سواء في أربيل أو البصرة ومن الممكن أن يكون التنسيق فاعلاً لما تبقى من المباريات وصولاً الى المباراة النهائية لتسويق البطولة والإعلان عنها أكثر وما يمكن أن توصلنا له في قادم البطولات التي نتمنّى أن نظفر بشرف تنظيمها ومعها تنتهي لعبة الحظر الى الأبد.