علي حسين تتجه أنظار العراقيين هذا اليوم صوب قبة البرلمان التي ستضم اول اجتماع لمجلس النواب الجديد.. سيسجل التاريخ هذه اللحظة من عمر العراق، حين يثبت الساسة النواب ان ولاءهم الأول للوطن والشعب وليس لاحزابهم اوكتلهم السياسية ومصالحهم الخاصة، فهل النواب المنتخبون ديمقراطيا قادرون على أن ينهضوا بدورهم الحقيقي ويشكلوا حكومة تملأ الفراغ السياسي؟
هل يتحول النواب الى قوة فاعلة ام يكتفون بالجلوس في مقاعد المتفرجين، بينما تستحوذ المحسوبية وعدم الوضوح و مسك العصا من المنتصف و اللعب على أكثر من طرف وإشاعة الخطب التي يفهمها كل طرف لمصلحته؟.. رسائل كثيرة اتمنى ان يسمعها السادة النواب.. اختار اليوم بعضا منها:الرسالة الأولى:ضرورة احترام الدستور والقانون.. والعمل على استمرار عملية التغيير الواسعة التي بدأت بعد عام 2003.والتغيير ليس أسطوانة مشروخة ولا شعارات جوفاء، ولكنه عملية دقيقة تستهدف إطلاق طاقات المجتمع، والحفاظ في الوقت نفسه على إدامة هذه الطاقات ورعايتها.الرسالة الثانية: إعلاء مبدأ النزاهة والشفافية وحسن الاختيار في تشكيل الحكومة وتفضيل العناصر حسنة السمعة والسيرة والسلوك والتي لاتمسها شائبة. لن تكون هناك مجاملة ولا وساطة ولا محسوبية، وبعد السمعة الطيبة يأتي الشرط الثاني وهو اخلاص المرشح للمنصب الحكومي. المواطن بحاجة الى وزراء لا باشوات. الرسالة الثالثة:إعداد برنامج سياسي للحكومة الجديدة يتفاعل مع مشاكل الجماهير.. لا نريد ان نقول ان الدورة السابقة شهدت معارضة بعض النواب وكتلهم السياسية لبعض البرامج والقوانين المهمة التي تستهدف صالح المواطنين. من أهم القوانين القادمة التي ينتظرها المواطن قانون للتأمين الصحي وقانون للتامين الاجتماعي، قانون للاسكان وتعديل قانون التقاعد ورواتب الموظفين، واقرار قانون النفط والغاز، تشريع قانون الاحزاب السياسية الذي سيضع حدا لفوضى العمل السياسي، والاهم قوانين تحفظ للمواطن كرامته. انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان نريده ان يعطي إشارة الانطلاق لموسم مزدحم جداً بالتحديات والإنجازات والرسائل السياسية الواضحة.
العمود الثامن ..رسائل الى مجلس النواب
نشر في: 13 يونيو, 2010: 05:55 م