يوسف فعلدق الحكمان الآسيويان الاوزبكي ابراماتوف والياباني نيشيمورا ناقوس الخطر اللذان قادا مباراتي الافتتاح في المونديال الأفريقي بين جنوب أفريقيا والمكسيك وفرنسا والاورغواي، ما قدماه من مستويات تحكيمية باهرة كانا فيها بين ألمع نجوم اللقاءين وفي الوقت نفسه كشف مستواهما عن الهوة الواسعة التي تفصل حكامنا عن حكام الصفوة الآسيوية .
واستطاع الازوبكي ابراماتوف بفضل ثقته العالية بإمكاناته العالية من سحب البساط تحت أقدام أفضل لاعبي (بافانا.. بافانا) وابناء الازتيك من خلال قيادته الناجحة وقراراته الصائبة وقربه من موقع الخطأ وتعاونه المثمر مع مراقبي الخطوط ، وعدم تأثره بأصوات (الفوفوزيلا) التي تصم الآذان وتثير الضجر لدى اللاعبين، وجعل ذلك الحكام الآسيويين في خانة كبار الحكام في العالم وبدد شكوك المراقبين قبل انطلاق البطولة بعدم قدرته على قيادة مباراة الافتتاح الى بر الأمان لأهميتها والتسليط الإعلامي الكبير على أحداثها . بينما كان الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا في أفضل حالاته الفنية وفي الموعد وقدم دروسا تحكيمية رائعة يقتدى بها عندما فرض شخصيته على لاعبي المنتخب الاورغواياني الذين يعدون من اخشن لاعبي العالم ، لكن نيشيمورا كان يهندس قرارته في جهاز حاسوب فكره ويطلقها بثقة كبيرة من دون خوف ،ونجح بدرجة الامتياز في قيادة المباراة ودوّن اسمه في سجلات المونديال بعد ان اخرج البطاقة الحمراء الأولى في البطولة ، واجبر تألق الصفارات الآسيوية إلى مدح أدائها من لجنة التحكيم في المونديال الأفريقي وأرسلت إشارات مفادها إن الطريق معبد أمامها لقيادة مباريات أكثر قوة وصعوبة في الأدوار المقبلة .وأسهمت تلك النجاحات على إن اختيارات الاتحاد الآسيوي للعبة كانت دقيقة ولعبت دورا كبيرا في إعلاء شأن التحكيم الآسيوي في اكبر المحافل الكروية ،وان طريق المجاملات الذي كان سائدا في التسميات السابقة انتهى مفعوله بعد ان لطخت سمعة أباطرة الملاعب في اكبر القارات .وازاء تلك المستويات الرائعة للحكام الآسيويين والتطور الهائل في مجال التحكيم للقارة للصفراء، لابد من ان تنهض لجنة الحكام في اتحاد الكرة من سباتها وتدرس بموضوعية أسباب هذا التألق المبهر لحكام القارة وكيفية الفائدة من تلك التجربة من خلال التعاون مع لجنة الحكام الآسيوية التي يرأسها الإماراتي يوسف السركال، وإيجاد الطريقة المناسبة التي تسهم في الارتقاء بمستوى الحكام والنهوض بمستوياتهم إلى واقع أفضل ولا نتصور إن اللجنة الآسيوية تبخل على اتحاد الكرة إخفاء أسرار هذا النجاح ، وعدم البوح بها لاسيما ان عدداً من أعضاء اتحاد الكرة تربطهم علاقات وثيقة مع السركال يمكن ان تسهّل مهمة نجاح التجربة وتطبيقها على حكامنا .بالمقابل على لجنة الحكام ان تتعامل باحترافية مع مسألة تطوير قدرات الحكام من خلال الابتعاد عن المجاملات بمنح الواجبات التحكيمية في المباريات المحلية ، وتجاهل قدرات عدد من الحكام الجيدين الذين لا تربطهم علاقات ووشائج قوية مع لجنة الحكام ،وكذلك غياب المحاضرات والدورات التطويرية لحكامنا التي كشفت مباريات المونديال أننا مازلنا نحث الخطى للوصول إلى العتبة الآسيوية ،أما الدخول في منافسة مع أفضل حكام العالم فإننا كمن يحرث في الماء! على لجنة الحكام العمل بجد وثبات لتطوير قدرات الحكام بدلا من الاهتمام بالمناوشات الجانبية والدخول في مهاترات اسقاط الآخر وتبادل الاتهامات بعد أن كشفت مباريات المونديال الأفريقي المستور عن المستوى الحقيقي للحكام وضحالة أفكار الخطط المستقبلية للنهوض بواقعها نحو الأفضل بما يتناسب وسمعة كرتنا في القارة الصفراء.Yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة .. نيشيمورا كشف المستور
نشر في: 13 يونيو, 2010: 06:04 م