محمد حمدي
مكاسب كبيرة تحققت على الأرض اخيراً ستكون لها نتائج وقرائن مهمة جداً بعد الموافقة المزدوجة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الآسيوي باعتماد بغداد مسرحاً لختام بطولة آسيا للشباب بكرة القدم التي ضيّفت مبارياتها أربيل والبصرة.
يقينا فإن هذه الانعطافة الحقيقية لم تكن لتتحقّق لولا عمل دؤوب لمنظومة علاقات واتصالات رفيعة المستوى دعمت ملف العراق بقوّة وحققت لجماهيره ما يريد من عودة المباريات الرسمية الى جميع مدننا من دون استثناء، والتي سيكون ملعب المدينة في الحبيبية المفتاح لهذا الإجراء المنتظر، وربما كان ملعب الزوراء الرياضي الذي اكتمل هو الآخر بنسبة كبيرة جداً وصار جاهزاً لاستقبال المباريات ربّما أحدث مفاجأة هو الآخر أيضاً باستضافة مباراة كبيرة في افتتاحه بعد ختام بطولة مونديال العرب في الدوحة.
وبالرجوع الى الخلف قليلاً نرى بوضوح أن جميع الأعذار لم تعد مقبولة أبداً لاطالة أمد الحظر والمنع والتبجّح بحجج صعبة التصديق أو القبول بها، وكان لملف الحظر والتهميش أن يتآكل عاجلاً أم آجلاً ليس ببعيد، فلا يمكن بقاء هذا الحظر جاثماً على صدورنا وقد تسبّب بنتائج كارثية لمنتخباتنا من جرّاء الأرض البديلة!
المهم اليوم هو هذا التسليط الإعلامي الكبير الذي فرض نفسه من خلال بطولة غرب آسيا وتزامنها مع بطولة كأس العرب التي أقرّها فيفا كأحد البطولات الكبرى المُعتمدة لديه، ومن خلال تسليط الضوء نرى أن الملاعب والمنشآت الرياضية العراقية ومنها ملعبي الزوراء والحبيبية أمست حديث الساعة تتبعها ملاعب آخرى في طريقها الى الاكتمال برقم كبير يشمل أغلب محافظات العراق، وإذا ما أردنا الظفر بالدعم الإعلامي لكسب المزيد من التسويق المربح والمفيد الذي أوصلنا الى أكثر من مبتغى كما حصل مع الملعب، والمدينة الرياضية المُهداة الى العراق من المملكة العربية السعودية ،لذلك كلّه فلابد لنا من استثمار وقت ومكان إقامة بطولة غرب آسيا النهائي في بغداد على أكمل وجه والتواصل مع الماكنة الإعلامية الهائلة الدائرة في قطر اليوم لأجل هذا الحدث تحديداً، وتعريف العالم من حولنا أن بغداد والبصرة وأربيل وجميع المُدن العراقية ليست كما كانت بالأمس إطلاقاً، فالملاعب والبطولات تدخلنا الى عالم آخر مزدهر بالعمل والتجدّد والتجارة والتسويق وعلى الحكومة بأعلى مستوياتها أن تدرك بأن إقامة صرح رياضي كبير يعني نهضة اقتصادية قائمة بحدّ ذاتها ستوفر فرصاً هائلة للعمل وسبُلا للنجاح من حيث نال الآخرون ازدهارهم، ونعتمد تجاربهم أيضاً وتطبيقها بحرفية لأجل الفائدة والتوسّع بهذا الاتجاه الذي صار اليوم دخلاً مُدرّاً للربح يفوق النفط ومشتقّاته بطفرة كبيرة جداً.
نعم سنثني على جهود وزارة الشباب واتحاد الكرة والإعلام العراقي، وكل من أسهم في افتتاح ملعب المدينة وظهوره لاعباً الى الساحة يستضيف المباريات ويفتح اذرعه الى الجمهور كما سيحصل يوم غد الأربعاء خلال مباراة العراق ولبنان في نهائي غرب آسيا للشباب، نريدها احتفالية كبيرة معبّرة ستبقى شاهداً الى الأبد لهذا الصرح الكبير الجميل، وستتفاعل معها جميع أجهزة الإعلام في العالم وأوّلها تلك الدائرة في الدوحة اليوم، وليصل الصوت والصورة الى الاتحاد الدولي ورئيسه والاتحاد الآسيوي والاتحاد الخليجي وكل من له سلطة ومسؤولية في التعامل مع الملف الرياضي العراق.
ليكن ملعب المدينة هو المسمار الأخير في نعش الحظر الذي فرض ظُلماً على ملاعبنا وشبابنا الرياضي وجماهيرنا، وأتمنّى أن اشاهد حضوراً لافتاً ودعوات كريمة توجّه الى المسؤولين والإدارات والشخصيّات الرياضية في الخارج فهُم رُسلنا بهذا الاتجاه، وتعميم المباراة الى كلّ من يريد نقلها تلفازياً بالمجان مادمنا نبحث عن شهادات موثقة لصروحنا الرياضية وجمهورنا الرائع.