TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صاروخ صديق !!  

العمود الثامن: صاروخ صديق !!  

نشر في: 29 نوفمبر, 2021: 10:48 م

 علي حسين

حيثما أجد موضوعاً عن رئيس البرازيل الأسبق، لولا دا سيلفا أقرأه. صحيح أننا لن نحظى في يوم من الأيام بمثل هذه الشخصيات، لكننا جميعاً نتذكر عبد الكريم قاسم الذي رفض أن يجلس في قصر رئاسي. فقط مشتمل بسيط في البتاويين.

خلال فترة حكمه استطاع لولا دا سيلفا الذي عمل في طفولته صباغاً للاحذية وبعدها عاملاً في مصنع للحديد ان يغير حياة الملايين من ابناء شعبه ، وعندما قرر أن يقاتل الفقر، لم يجعلها معركة ثأرية بل جعلها حرباً من أجل فقراء البرازيل، لم يطل "لولا" على شعبه ليلقي الخطب بل طالب بالعمل والاجتهاد وإشاعة المحبة بين الناس. وجعل شعاره إغناء الفقراء لا إذلال البلاد.

كلما كتبت عن تجارب الأمم وقصص الشعوب، أجد في اليوم التالي من يعاتبني، لأنني أترك هموم هذه البلاد، وأنباء "صاروخ" النجف الذي أطلق على مركز الرافدين وأتحدث عن سياسي "كافر" ولا أتضامن مع الذي أطلق الصاروخ، الذي يعتقد أن الأمر منافسة "إعلامية" شريفة!! .

يبدو ما يجري في بلاد الرافدين نوعاً من أنواع السيريالية التي لم تخطر على بال المرحوم "سلفادور دالي"، ونوعاً من مسرحية عبثية لم يكتب مثلها صاحب الوجه المتجهم صمويل بيكيت، ففي بلاد تطلق فيها الصواريخ في وضح النهار، وتسرق أموال الشعب من دون أن يقدم مسؤول إلى القضاء.

بعد خمسة عشر عاماً من الديمقراطية، حصلت أحداث "سارة" في بلاد الرافدين. أبرزها أن مقتل شباب التظاهرات أمر بسيط في نظرالسياسيين ، ولم تعد مسألة الإصلاح مهمة ولا ملاحقة الفاسدين، المهم أن الجميع يعتقد أنه الأحق بالجلوس على كرسي البرلمان.

انتخاب الرئيس "لولا دا سيلفا" عام 2002 شكّل انتقالة مهمة في حياة البلاد، وخاصة عندما أطلق في مطلع عام 2003 برنامجه الشهير "الجوع صفر"، أي "القضاء على الجوع" ظلّ لولا في الحكم حتى عام 2010 عندها شعر أهالي البرازيل بنوع من الخيبة، لأنّ الدستور لا يسمح لـ"رئيسهم المحبوب" بالبقاء رئيساً للبرازيل، قدّم صورة أخرى للزعامات في العالم، أعطى لشعبه، درسا من ان السياسة ليست منصبا حكوميا ، وانما هي خدمة للناس ، وبينما يصرّ البعض على الاستمرار في الجلوس على الكرسي حتى النفَس الأخير، مشى "لولا" حتى اليوم الأخير من حكمه مؤمناً بالدستور رافضاً أن يغيّره لصالحه فيبقى رئيساً مثلما تمنّى معظم أهالي البرازيل.

للأسف البعض من سياسيينا لا يريدون لهذا الشعب أن يدخل مثل سائر البشر، عصر الحياة والرفاهية، والخروج من ذلّ الخوف وفقدان الأمن والأمان.. يااعزائي الناس تريد أن تقرأ أرقام النموّ ومعدّلات التنمية، فقد ملـُّوا من أرقام السرقة وتزوير الشهادات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. عدي باش

    سياسيونا (الأشاوس) يفهمون السياسة كنهج ل(التشبث بالسلطة ) ، و ليس تداولها السلمي ،

  2. Anonymous

    لذلك لا يتورعون عن إستخدام الغالي و (الدرنفيس ، إذا إقتضى الأمر) للوصول إليها !!!

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram