TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطة ضوء: سوق سوداء..أم.. ؟

نقطة ضوء: سوق سوداء..أم.. ؟

نشر في: 13 يونيو, 2010: 08:47 م

كاظم الجماسيمع اقتراب موعد تشكيل حكومة (وطنية)، تشهد السوق السياسية العراقية نشاطا ملحوظا في حركة بيع وشراء الاسهم، مثلما تشهد بوادر حملات اعلانية جديدة لترغيب الزبائن لأن يمنحوا اصواتهم لاصحاب الاسهم الاوفر حظا..
ومع حداثة خوضنا كعراقيين لتجربة النهج الديمقراطي، فأن عددا كبيرا من ساستنا (الكرام) ارتكبوا الكثير من المغالطات الدعائية واجزلوا الوعود لتحقيق المطالب المشروعة لمنتخبيهم في الدورة الماضية من دون ان ان يفوا بوعد من وعودهم تلك، الامر الذي خلق فجوة ثقة بين المواطن والسياسي، اتسعت وتعمقت بنحو لايمكن اغفاله او السكوت عنه.ففي الوقت الذي يظهر فيه المسؤول عن لقمة عيش المواطن وقد فاضت على وجهه ملامح الكدح المتواصل ليل نهار، ليس من اجل اشباع ملايين الجياع، الواجب الذي اناطته به اوراق اقتراعهم، بل من اجل تسمين العجول المحيطة به، عملا بموعظة (الاقربون اولى بالمعروف)، في الوقت ذاك تتلوى بطون الجياع تعصرها مرارة الخيبة والخذلان..وفي الوقت الذي يسير فيه المسؤول عن امن المواطن وحمايته (الاقربون) بموكبه السلطاني في شوارع بغداد المكتظة ، محاطا باكثر من حزام امني، آمنا راضيا غير مرض، تبعثر عواصف التفجيرات اشلاء المئات من أناس هذا الوطن المبتلى ، لكأنما بات محتم عليها التبعثر جزاء لاجتماعها في صناديق الاقتراع التي صنعت من ذلك اللامسؤول مسؤولا..وفي الوقت الذي تتناطح فيه قرون بعض وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، في كسب ود المسؤول فلان والاخر علان، ممن يريق دبق المال سائلا لتجتمع عليه حشرات تلك الوسائل الاعلامية لاهجة بحمد من لايستحق سوى الذم والنبذ الى مزابل التاريخ،  ينبري بعضهم الاخر لحمل (لواء الدفاع عن الوطن والمواطن) عن طريق المزايدات التي لاتثير سوى امتعاض الوطن والمواطن، مدفوعة بآلية الترويج الرخيصة لمقاصد جهوية ضيقة، و بالطبع، مازال الحيز الذي يشغله الاعلام النزيه، شأنه اليوم شأن كل الازمان الغابرة، حيزا مقيدا بحيطان الزيف  العالية، وصوته ،على الرغم من صدقه في التعبير عن مصالح الكثرة الكاثرة من المواطنين، محجوبا بصعصعة وجعجعة الاعلام المدفوع الأجر سلفا ..لمن يستعرض، وبنحو متريث، مشهدنا (السيا إعلامي) طوال زمن الدورة الانتخابية الماضية، سيلمس لمس اليد بضع معطيات، ربما كان اهمها تشكل عتبة وعي حقيقي لدى العراقي الذي تكبد الكثير من مغالطات اعلام مختلف الجهات التي امسكت بزمام امور عيشه اليومية، وبات يسخر بطريقته العراقية المعهودة(الحسجة) او غيرها، من اباطيل وحذلقات ذلك الاعلام، الامر الذي راح يدعم وضوح الفرز والاختيار لديه بين من يمثل مصالحه اليومية وتطلعاته المستقبلية، وبين من وضع تلك المصالح والطموحات موضع المزايدة ومن ثم، بعد تمكنه، تنكر لها بالكامل..ومن المعطيات الاخرى ايضا، ان العراقي، على الرغم من فداحة خسائره طوال السنوات الأربع  الماضيات وما قبلها، ادرك ما للديمقراطية من ثراء انساني كبير كفيل بتحقيق كل ماكان محروما منه سواء على صعيد العيش او الكرامة، وايقن اخيرا، على الرغم مما يطفو على السطح من دعوات مريضة خاسرة تنادي بعودة الاستبداد،  مستثمرة خيبات الامل المباشرة عند بسطاء هذا الشعب، ايقن العراقي انه يمضي الى الامام، في توكيد حقه بمستقبل افضل عبر اختياره القوى الشريفة، التي ناضلت حقا، طوال  عقود، في سبيل تحقيق حرية وكرامة الوطن والمواطن.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram