بغداد/ المدى اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي كان الحدث الابرز قبل عقد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد، لكون اللقاء جاء بعد ثلاثة اشهر من التصريحات المتبادلة بين الزعيمين بأحقية كل منهما بتشكيل الحكومة المقبلة.
وقد علق المتابعون لسير العملية السياسية الكثير على هذا اللقاء لكون اتفاق الطرفين سيساعد البرلمانيين على عقد جلسة أولى هادئة وناجحة لمجلس النواب الجديد ويثري نقاشاته وسيمثل بداية الحل لتشكيل الحكومة وعدم اتفاقهما سيؤدي الى عراقيل جديدة في عملية تشكيلها خاصة ان الكثيرين يرون ان التأخير في ذلك سيؤدي الى تدهور الاوضاع في البلاد بشكل يهدد حالة الاستقرار النسبي الذي شهدته البلاد خلال العامين المنصرمين ويؤدي كذلك الى التاثير في الكثير من الملفات التي تنتظر التنفيذ في المرحلة المقبلة ومن اهمها انسحاب قوات الاحتلال الامريكي من البلاد. اللقاء الذي عقد في مقر رئاسة الوزراء بحضور كل من طارق الهاشمي وحسن العلوي ومحمد علاوي عن القائمة العراقية وحسين الشهرستاني وخالد العطية وحسن السنيد وسامي العسكري وياسين مجيد وصف بانه كان وديا وايجابيا على الرغم من ان ملامح هذا اللقاء لم تتضح بعد لتحفظ الطرفين عن الحديث صراحة عما دار في الاجتماع اوالقضايا التي بحثها الزعيمان. بعد اللقاء عقدت لجنة التفاوض بين القائمتين (العراقية ودولة القانون) اجتماعاً في منزل القيادي في العراقية رافع العيساوي ضم كلاً من سلمان الجميلي وحسين الشعلان ومحمد علاوي وعبد الكريم السامرائي وجابر عواد الجابري وعز الدين الدولة وحيدر الملا عن العراقية، و عن دولة القانون خالد العطية وصادق الركابي وخالد الأسدي وحسن السنيد وسامي العسكري. العيساوي اشار من جهته الى"أن الاجتماع يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات ، التي تهدف إلى تذليل العقبات أمام مساعي تشكيل الحكومة المقبلة، إضافة إلى مناقشة التحضيرات العامة لعقد جلسة البرلمان غداً الاثنين ومحاولة تجاوز المشكلات، التي واجهت البرلمان في دورته الماضية". علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وصف لقاء المالكي وعلاوي بالجيد جدا، مشيرا الى ان الأجواء كانت ايجابية وودية وان هذا اللقاء سيفتح باب الحوارت المقبلة وربما يشكل دفعة لها ويعطيها مزيدا من الجدية والبحث بالتفاصيل".واضاف"أن اللقاء انتهى بعد ان استغرق اكثر من نصف ساعة، مبينا أنه تم الاتفاق على ضرورة مشاركة الجميع في بناء العراق والمشاركة الحقيقية بالعملية السياسية وبناء حكومة شراكة وطنية يشترك فيها الجميع"، موضحا"ان المجتمعين أكدوا انهم قادرون على انجاح واقامة حوار وتفاهم بين الاطراف كافة".المستشار الاعلامي في المكتب الصحفي لرئيس القائمة العراقية رحيم الشمري من جهته اوضح في تصريح له"ان"وفد العراقية قدم خريطة طريق بشأن التفاوض بين القائمة العراقية والتحالف الجديد"، مشيرا الى ان"اجتماعات ستعقد قريباً بين الطرفين في سبيل انهاء أزمة تشكيل الحكومة".على صعيد آخر بعثت القائمة العراقية برسالة مفتوحة الى المحكمة الاتحادية بعد ساعة من انتهاء اللقاء المذكور بشأن تسلم المحكمة طلبا من ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي لتسجيلهما بكيان جديد باسم التحالف الوطني عادّة ذلك خارج اختصاصها.وقالت العراقية في الرسالة، التي وجهت الى المحكمة الاتحادية ان"الكتلة العراقية والشعب العراقي تفاجأ بتسلم المحكمة الاتحادية طلبا لتسجيل التحالف الوطني لديها مما لايدخل ضمن اختصاصات المحكمة المنصوص عليها في الامر التشريعي رقم 30 لسنة 2005 النافذ". وحذرت القائمة العراقية في رسالتها من أن"عدم الالتزام بالدستور من اية جهة كانت، قد يترتب عليه أزمة سياسية تؤثر في مصداقية العملية السياسية وثقة المواطن بها".واعربت القائمة العراقية عن تطلعها بأن"ينأى القضاء بنفسه عن الصراعات السياسية، وألا يكون سببا في تعقيد العملية السياسية لان أسمى اهداف القضاء هو الحصول على ثقة الشعب واثبات استقلاليته، التي هي من أهم منجزات العملية السياسية".ويصف المراقبون للشأن السياسي العراقي لقاء المتنافسين على منصب رئاسة الوزراء، بانه لقاء (ساعة الصفر) الذي جاء في (الوقت الضائع)،حيث لو تم عقد مثل هذا اللقاء بعد اعلان نتائج الانتخابات مباشرة بدلا من الاجراءات والتصريحات المتشنجة بين القائمتين لكان من الممكن له ان يسهم في تقدم العملية السياسية كثيرا بعيدا عن الأزمات و مضيعة الوقت وهدر المال العام. وبرغم تأخراللقاء فمن الممكن ان يسهم بحلحلة الازمة، التي قد تعصف بالمشهد السياسي في حال استمرار الخلاف على أحقية المنصب خاصة بعد انبثاق تحالف يضم أغلب القوى الفائزة في الانتخابات الأخيرة، التي ستتمكن بسهولة من تحقيق الاغلبية في البرلمان الجديد، الذي سيعقد اولى جلساته اليوم الاثنين.
لقاء (ساعة الصفر) بين المالكي وعلاوي ..هل يكون المفتاح لتشكيل الحكومة؟
نشر في: 13 يونيو, 2010: 09:25 م