عمـار سـاطع
بعيداً عن نتيجة التعادل، الصعبة، التي حققها أسود الرافدين أمام المنتخب العُماني في أولى مواجهاته ببطولة كأس العرب العاشرة لكرة القدم الجارية أحداثها في دولة قطر الشقيقة، إلاّ أن الأهم هو أن فريقنا، أثبتَ أنه منتخبٌ يمرض ولا يموت، بعد أن نجح في العودة الى أجواء اللقاء، ولو بشكل متأخّر، واستطاع من خلال التوليفة المتجدّدة والتشكيلة المنسجمة أن يخطف نقطة في غاية الأهمية، وسيكون لها وقعاً مختلفاً على واقع المجموعة الأولى!
أفضل الالتقاطات التي تم تشخيصها في انطلاق مشوارنا العربي، هو أن المنتخب الوطني تمكّن من خطف نقطة مهمّة، وهو يلعب بعشرة لاعبين، إثر طرد لاعب الوسط ياسر قاسم، بعد تلقيه البطاقة الثانية، وكان مُتراجعاً بهدف، وارتكبت عناصرنا جملة من الأخطاء المؤثرة في مناطقنا الدفاعية، فيما كانت القراءة الفنية مميّزة من قبل المدرّب زيليكو بيتروفيتش، الذي تجاوز الضغوطات وأفلح في مسعاه حرصاً منه على إبقاء فريقنا في مواكبة أجواء البطولة، وفقاً لشعار، التعادل أفضل من الخسارة!
الأهم.. هو أن فريقنا الوطني عادت له الروحيّة المفقودة والنفسيّة المنتشية، بل أنه قدّم مباراة هجوميّة، وكان قاب قوسين أو أدنى من خطف هدف على أقل التقديرات، بعد أن وقفت عارضة مرمى عُمان أمام تسديدات لاعبينا الذين عرفوا كيفية التعامل مع أجواء المواجهة، مع إن الغريم لم يكن صيداً سهلاً، لكن أداء لاعبينا والانضباط التكتيكي العالي والالتزام بالواجبات المُناطة لكل لاعب أظهرت أن هناك هويّة حقيقيّة لمنتخب يريد أن يدافع عن سُمعة الوطن، بعيداً عن التفكير باخفاقة المونديال!
وفي الحقيقة أن حالة التحدّي الفعليّة للاعبينا، كانت بفضل اختيار المدرّب الذي جدّد روحيّة المنتخب من خلال اعتماده على لاعبين واعدين يريدون أن يثبتوا للجميع أنهم العماد الفعلي والحقيقي للمنتخب الوطني، وإن العودة الى اختيارات لاعبين كبار، لن يُجدي نفعاً، وهو ما حصل فعلاً، فكان اختيار المدافع المتمكّن مناف يونس وإعطاء الثقة لأحمد فرحان والمميّز حسين عمار وعودة القنّاص علاء عباس واليافع حسن رائد والخبير بشار رسن والماكر محمد قاسم، والمتجدّد مصطفى ناظم والقائد أمجد عطوان، ومن خلفهم الحارس الوقور فهد طالب، وحتى البدلاء أضافوا الكثير الى المواجهة، خاصة أيمن حسين الذي تسبّب بركلة الجزاء والمتفوّق منتظر محمد والشاب حسن عبد الكريم، الذي أثبت من خلال أول مباراة دولية قولي له أنه، يملك الكثير والكثير!
المنطق الفعلي يؤكّد أن المدرّب بيتروفيتش، جازف بشكل كبير، ومنح ثقته المطلقة للاعب الموهوب حسن عبد الكريم، ووضع آمال المنتخب بقدميه في إعادة النتيجة الى نقطة التعادل، خاصة وأن اللحظات كانت حرجة والوقت قاتل، لا بل أن تسديد ركلة الجزاء، المُعادة، كانت حقّاً من أصعب فترات اللقاء، خاصة وأن نقطة التعادل تؤثّر كثيراً على واقع منتخبنا في المجموعة الحديدة، بمقابل الخروج بسجلٍّ خالٍ من أولى المواجهات المهمّة، في ظلّ التنافس الذي ستشهده المجموعة والتقلّبات المتوقّع حدوثها!
في اعتقادنا أن أمام لاعبي منتخبنا الوطني فرصة مثاليّة، وهم أهلٌ في خطفها، بل وكسبها، من خلال مواجهتهم المقبلة أمام المنتخب البحريني، وأمام لاعبينا فرصة بكسر العقدة أمام الغريم الذي لم نتجاوزه في أربع مباريات، بتصفيات مونديال 2022 وفي بطولة الخليج وبطولة غرب آسيا، إذ أنّ لا عُذر أمام لاعبينا في لقاء البحرين المرتقب، برغم أن المنتخب البحريني خرج من خسارة الافتتاح أمام قطر، ويريد البقاء ضمن الركب، وسيبذل ما يملكه من إمكانيات بهدف الإبقاء على حظوظه في بطولة العرب!
نقول.. أن منتخبنا الوطني أمام واقعٍ جديد.. وهو سيلعب في بطولة العرب، لتناسي ما حصل في تصفيات كأس العالم من التراجع الخطير والاخفاقة الكبيرة من حيث الأداء والنتائج، بينما ستكون فرصة المشاركة بكأس العرب تحت عنوان المشاركة بهدف التجديد وبناء الجيل الكروي للمستقبل، بمقابل الدفاع أيضاً عن سُمعة الكرة العراقية كونه العملاق الحقيقي للمنتخبات العربية بأربع ألقاب فعليّة.