خاص/ المدى
مع تزايد المخاوف من انتشار رقعة متحور "أوميكرون"، هبطت أسعار النفط الخام عالميا في التعاملات الاخيرة ليبلغ أدنى مستوياته منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، فيما تنتظر الحكومة العراقية إتخاذ إجراءات غلق الحدود أو إعلان فرض حظر التجوال واتخاذ إجراءات أخرى متعلقة بسوق العمل والدوام الرسمي لدوائر الدولة.
وزارة الصحة تراقب
وقالت عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح، إن "وزارتها لا تزال تراقب عن كثب الوضع الوبائي العالم"، مبينة أن "العراق غير مُستثنى من خطر متحور أوميكرون ويمكن أن تدخل الموجة الوبائية الرابعة في أي وقت".
وأضافت في حديثها لـ(المدى)، أن "المعلومات المتوفرة حول المتحدور الجديد لدى وزارة الصحة غير مكتملة المعالم عن خطورتها وشدتها أو سرعة انتشارها وتأثيرها على الفئات العمرية، ولا يمكن الحديث عن خطورة هذا الوباء ما لم يدخل فعلياً لتقدير وتشخيص الحالات المُصاية".
وأكدت أن "هناك إجراءات مشددة تتعلق بالحظر لمنع انتشار المرض والحد من خطورته، وأن وزارة الصحة مستمرة في تحشيد الجهود الطبية والخدمية قبيل الدخول فيها، مطالبةً الجميع الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية وارتداء الكمامة والتوجه الى مراكز التلقيح لتجنب إتخاذ إجراء الحظر الشامل للتجوال".
آراء اقتصادية
يرى الخبير الاقتصادي علي عبدالهادي، أن "هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على السوق غير العرض والطلب، منها العوامل السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، بالإضافة إلى حجم المخزون الاستراتيجي للدول المستهلكة التي تعتمد على مخزونها من النفط كلما شعرت بخطر ارتفاع اسعاره في السوق".
وأشار عبدالهادي في حديثه لـ (المدى)، إلى أن "انتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا اوميكرون يولد الكثير من المخاوف وردود الأفعال، في مقدمتها فرض الحظر الشامل للتجوال، وهذا سينعكس سلباً على العاملين بالأجر اليومي والدخل المحدود، مما سينتج عنه موجة تضخم حادة".
وأضاف أن "انخفاض سعر النفط في السوق العالمية سيؤثر كثيراً على الاقتصاد العراقي الذي يعتمد إيرادات النفط، مما ينعكس سلباً على الموازنة العراقية وحجم الإنفاق بشكليه الاستهلاكي والاستثماري".
العراق وكورونا
ومن جهته قال عضو مجلس النواب السابق، كاطع الركابي إن "العراق يتأثر مع كل موجة كورونا أو ظهور متحور جديد، ما ينعكس على معظم القطاعات وتحديداً على أسعار النفط، حيث خزينة الدولة العراقية بشكل كبير على ريع القطاع النفطي".
وأضاف أن "انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية يضع الحكومة العراقية أمام حرجٍ كبير، كونها الفترة الماضية (فترة تفشي فيروس كورونا)، شهدت تراجعاً في إدارة اقتصاد العراق مما شكل عبئاً كبيراُ على المواطن العراقي".
العراق يخسر الملايين
وقال الخبير النفطي علاء الاسدي في حديث لـ (المدى)، إن "متحور أوميكرون أنعكس على سوق النفط العالمي، وشكل تأثيراً مباشراً على تعاملات السوق العراقية المتعلقة بصادرات النفط".
وأضاف أن "الأسعار انخفضت 7 دولار تقريباً منذ ظهور المتحور الجديد اوميكرون، مما تسبب بانخفاض الطلب العالمي للنفط إلى ما يقارب 3 مليون برميل يوميا".
وأشار الاسدي، إلى "خسارة العراق ما يقارب 4 دولار لكل برميل نفط واحد، مما يعني خسارة 12 مليون دولار يومياً"، مستطرداً بالقول "خلال الأسبوع الماضي خسر العراق نحو 100 مليون دولار نتيجةً لانخفاض الطلب على النفط بسبب تفشي المتحور الجديد".