TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وماذا عن الـ 80 %

العمود الثامن: وماذا عن الـ 80 %

نشر في: 4 ديسمبر, 2021: 11:05 م

 علي حسين

لا أعتقد أن هناك بيتاً فى العراق مشغول البال بما يجري من مفاوضات حول تشكيل الحكومة وانعقاد البرلمان، لم يعد أحد يشك للحظة في أن الانتخابات تحولت إلى صراع مغانم أكثر من كونها عملية ديمقراطية تسمح بتداول سلمي للسلطة .

يرفع الكثير من الساسة شعار أن لا شيء سيتغير. إلا أن الواقع يقول إن كل هذا الصراع على مفردة "أغلبية" أم "توافقية" لن يعمي الأبصار والبصائر عن الحقيقة الناصعة.. حقيقة أن هناك ما يقارب الـ"80%" من هذا الشعب لم يهتم للبرلمان واعتبر الأمر مجرد عطلة رسمية تعلنها الدولة أسوة بالعطل التي نعيش في ظلها.. عَّطلة في كل شيء، التنمية، الصحة، العدالة الاجتماعية، الرفاهية، الخدمات.. فماذا يهم إذا أضيفت لها عطلة اسمها "الانتخابات" لا يراد لها أن تنتهي؟.

إذا سألت رأيي فيما يجري، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف لماذا؟ وأيضا لا ندري سر هذه المعارك التي ننام ونصحو عليها، والتي تكشف كل يوم زيف الديمقراطية العراقية.

أتساءل: لماذا يصرّ البعض من ساستنا ومسؤولينا على أن يتحول إلى خطيب "مفوّه" عندما تسأله عن الخراب الذي يمر به العراق، فيصرخ بوجهك: لا حل إلا بأن يتولى الحزب الفلاني مسؤولية البلاد فيما أخر يطالب بأن يتسلم الحزب العلاني مسؤولية هذه الوزارة، لأن هولاء وحدهم القادرون على السير بهذه البلاد إلى بر الأمان.. الساسة "المتحاصصون" يتصورون أن العيش في ظل حكاية كنز علي بابا، أفضل من بناء دولة مؤسسات، ما هو هذا المنجز الكبير الذي نباهي به شعوب العالم؟، وماذا يعني إيهام المواطن البسيط بأن النجاحات التي حققها حسين الشهرستاني ومثنى السامرائي، شكلت صداعاً للإمبريالية؟، ماذا يعني أن على العراقيين أن يتحملوا الفشل المتواصل كل أربعة أعوام؟، وهل هناك نظام سياسي حقيقي يعتبر الخراب والأزمات وآلاف الضحايا دليلاً على النجاح؟، وكيف يريدون من العراقيين أن يؤمنوا بأن الخراب، إنما هو إنجاز يعادل بل ويتفوق على غياب الأمن وسرقة ثروات البلاد؟.

أن نصرّ على إعلاء شأن المحاصصة حتى مع الفاشلين، فهذه سمة الخراب لا فتح أشرعة المستقبل. نحن ياسادة في مأساة اسمها "فاشلو المحاصصة" الشعوب تعطي لي كوان ومهاتير محمد، ولولا دا سليفا والمرحوم الشيخ زايد ونختار رجال المحاصصات.. نطارد الكفاءات بكواتم الصوت، ونتظاهر من أجل أن يبقى الفاشلون.

أسوأ أنواع الكوميديا هي الضحك على المتفرجين، لا على الأحداث، في هذه الأيام أثقلت صفحات "كوميديا الانتخابات " التي تعلوا كل يوم مجالس سياسيينا حول "كنز علاء الدين " المدفون في المنطقة الخضراء، وأسوأ أنواع العاملين في السياسة، هم الذين فقدوا الإحساس بروح المواطنة، لأنهم سوف يفعلون ما يشاؤون أو ما تشاء لهم المحاصصة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram