اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عن البابا مرة اخرى

العمود الثامن: عن البابا مرة اخرى

نشر في: 6 ديسمبر, 2021: 12:08 ص

 علي حسين

أُبشّركم أنّ هناك محاولات "مستميتة" لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فنحن في زمن لمّ "الكراسي"، ومثلما سمحنا لـ"أبو مازن" أحمد الجبوري بأن يصبح قائداً "صنديداً"، ولعالية نصيف أن تصنف ضمن قائمة أقوى "النساء" صراخاً،

وأن يحدثنا نعيم عبعوب عن المدن الذكية وهو ينافس طوكيو ويناطح دبي ويسخر من سنغافورة، لكن للأسف اختفى في ظروف غامضة، واختفت معه أحلام إقامة دولة على طراز ألمانيا واليابان، واكتفى عبعوب "مشكوراً" بشراء فيلا في إحدى المنتجعات الأوروبية ليطبق عليها نظريته في غزو الفضاء، بعد أن احتل "اشباهه" كل مفاصل الدولة العراقية.. ولأننا اليوم لا نريد أن نتحدث عن القادة "العظام" سنكتفي بالحديث عن البشر الذين لا يصرون على استعباد الناس وقهرهم تحت شعارات الوطنية والقومية ، بشر مثلنا لا يسعون الى فتح أبواب التنكيل والتهميش والإقصاء والقتل، ويغلقون نوافذ التسامح والمحبة والعفو. ومن هؤلاء البشر الصالحين والبسطاء البابا فرنسيس، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه ويعيش معه العالم كل يوم صورة من صور المحبة . الرجل الذي تجاوز عقده الثامن ، حمل سنينهُ المتعبة وحط الرحال في مخيم للمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية من أجل الدعوة إلى دمج أفضل للاجئين في أوروبا.. ساهدنا البابا وهو يتالم على معاناة الهاربين من بلدانهم. قال إن على العالم أن يعامل اللاجئين بإنسانية أكبر. ربما سيخرج علينا البعض، ممن يضربون كفاً بكف وهم يقرأون أن الرجل الثمانيني قطع مئات الكيلومترات متحدياً فايروس كورونا لأنه يريد أن يواسي المساكين، في الوقت الذي يريد ساستنا أن يثبتوا للعالم أنهم أقوى من مشاهد العطف وأن لا مكان للضعف في هذه البلاد، فالبقاء للأقوى والذي يملك النفوذ والسلاح ومعه الأموال التي نهبت في وضح النهار.

أعرف جيداً أن الكثير من القرّاء الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من الترف لا يهم المواطن البسيط المبتلى بأنباء المستقبل العظيم الذي سيصنعه لنا خميس الخنجر، وبتقلبات حنان الفتلاوي التي تصر على أن نظرية 7 × 7، باقية وتتمدد.

قداسة البابا أرجوك أن تحدّثهم عن الإنسانية والمحبة. ذكِّرهم بكلمة اسمها التسامح، وبمفردة اختفت من قاموس السياسة العراقية اسمها العدالة الاجتماعية، عسى أن يعرفوا أنّ صور البلدان الغارقة بالعبث والخراب لن تستمر طويلا ، وسينتهي زمن السياسي الذي يحمل الوطن في جيبه ، لا في قلبه .

صحيح أنني صدّعت رؤوسكم بالحديث عن التسامح ونسيان الماضي، نعم أنا مع نسيان الماضي وقد اخترت الكتابة عن التسامح الذي يصنعه رجال دولة حقيقيون لا تجار صفقات في الغرف المغلقة، للاسف المواطن العراقي دفع ويدفع ثمن غياب المسؤولية الوطنية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram