TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: (حجي جرايد)

العمود الثامن: (حجي جرايد)

نشر في: 14 يونيو, 2010: 04:58 م

علي حسينتتهم الصحافة عندنا بأنها بعيدة عن المصداقية وان ما تنشره مجرد تزويقات لفظية لا أساس لها من الصحة حتى ان العراقيين اطلقوا على الأخبار الكاذبة والمفبركة عبارة (حجي جرايد).المواطن الذي يتمسك باتهام الصحافة بالكذب ينسى، او ربما لا يعرف، ان الصحافة لا تصنع الأخبار وإنما تنقلها،وعندما يكون النقل عن المصادر الأصلية المسؤولة تقول فان صدق الخبر او كذبه لا يكون مسؤوليتها وانما مسؤولية المصدر، فالمرض ليس في الصحافة وانما في المصادر.
 في كثير من بلدان العالم المتقدمة لا يجرؤ مصدر مسؤول على التصريح بما ليس حقيقة ثابتة، ولا يسمح لنفسه بان ينشر ما ليس واثقا منه، وليس ذنب الصحافة عندنا انها في مجتمع لم ينجح في إلزام مسؤولية بهذا السلوك إلى حد ان كلمة (تصريح) أصبحت مادة يتندر بها الناس في البيوت والمقاهي والطرقات. فما ذنب الصحافة حين تنقل عن وزير الكهرباء ان عام 2008  سيشهد انتهاء  مشكلة الكهرباء وينسى الوزير أن عامين مرا على تصريحه  الرنان والكهرباء في تراجع مستمر، ماذنب الصحافة حين يصدر مجلس الوزراء بيانا رسميا يعتبر عام 2009 عام المشاريع الكبرى واصلاح البنى التحتية ويمر العام وندخل في أواخر العام الذي يليه والمواطن لم ير او يسمع ان مشروعا أقيم في منطقة من مناطق البلاد. الذي يحتاج العلاج اذن ليس الصحافة وإنما الحكومة والأجهزة والمؤسسات والمسؤولون والكتل السياسية التي تسمح بالمبالغة،والكذب وقلب الحقائق ومحاولته صبغها بأكثر من لون.ليست الصحافة من كوكب آخر او مجتمع آخر غير مجتمعنا، ولن نجد صحافة مقيدة في مجتمع حر او صحافة حرة في مجتمع مقيد..صحافة كل مجتمع صورة له لأنها من صنعه، ما ننكره على صحافتنا يجب أن ننكره على مجتمعنا الذي امتلأ بالأكاذيب والمخادعة والغش. ما ذنب الصحافة ان خرجت مانشيتات الصحف اليوم تقول ان جلسة البرلمان الأولى شهدت الاتفاق على تشكيل الحكومة..سيبتسم المواطن ويقول في سره (حجي جرايد).ومع تحياتي لزملائي الصحفيين في عيدهم، حتما سيقرأون اليوم تصريحات المسؤولين تدافع عن حرية الصحافة وتوزع الاراضي والمكرمات على الصحفيين.. واطمئنهم انها مجرد (حجي جرايد).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram