عرض: حواس محمودصدر حديثا عن دار آراس للطباعة والنشرباربيل، كتاب "حوارات في الثقافة المعاصرة" للناقد والإعلامي العراقي جمال كريم ، وضم الكتاب حوارات مع شخصيات ثقافية وأدبية وفنية كردية وعربية وهو بهذا الجمع الجميل لكوكبة النخبة الجميلة يحقق الأخوة العربية ثقافيا وعمله هذا يعتبر مرجعا لكل من يريد ان يعرف مكنونات وحيثيات وأسباب العملية الإبداعية لكل من المتحاورين ضمن الكتاب
يبدأ المؤلف حواره مع وزير الثقافة الاسبق باقليم كردستان الكاتب السياسي فلك الدين كاكايي بعنوان " جماعة كركوك تشكلت على مرحلتين وفاضل العزاوي كان يميل الى التيار الاسلامي " في جواب عن سؤال للمؤلف يقول كاكايي : جماعة كركوك لم تبدأ مرحلة الحداثة منذ البداية بل مرت بمرحلتين على الأقل ، الأولى هي تكوينها وظهورها تدريجيا منذ عام 1956 ، 1957 ، ثم اتت مرحلة دعوتها الى الحداثة تاليا ، في مرحلة ثانية بعد عام 1963- 1964 والجماعة كانت تتألف من جليل القيسي ، فاضل العزاوي ، سركون بولص ، جان دمو ، مؤيد الراوي ، يوسف الحيدري ، زهدي الداوودي ، أنور الغساني ، وأسماء أخرى ، لم يكن كاكايي داخل سرب هذه الجماعة ولا خارجها بل كان قريبا منها عن طريق بعض رموزها -بحسب اجابة الكاكائي نفسه -اما الشاعر والكاتب حسن سليفاني رئيس اتحاد الادباء والكتاب الأكراد بدهوك فيقول : كانت مدينة الموصل عريقة بالثقافة وفيها اسماء ادبية كبيرة في مجالات القصة والرواية والشعر والمسرح ، حقا كانت مدينة حية تتغذى على انفاس الأدب ، الأدب النقي بعيدا عن التزلف والتملق في اواسط السبعينيات وحتى أواخره ، ما كانت المدينة تودع شهرا دون عرض مسرحي جاد وربما تكون فرقة جامعة الموصل للمسرح احدى العلامات الفارقة في الحياة الثقافية النشطة آنذاك ، كنا مجموعة أدباء شباب ( يونس أحمد ، محمد البياتي ،وليد الصراف ، محمد بدر الدين البدري ، بشار بن عبد الله ، بدل رفو المزوري ، كرم الأعرجي ، فيصل القصيري ، نزار عبد الستار ، هاشم الأتروشي ، شريف آميدي وآخرين ،) نحاول ان نحتك بالحياة الثقافية التي كنا نخشاها بحق أما القاص والروائي الكردي أنور محمد طاهر فيجيب عن سؤال حول بداياته ومحيطه الديني : نعم نشأت في بيئة دينية ولكنها كانت سمحة فأجدادي منذ اكثر من ثلاثمائة وستين عاما كانوا يقومون بتدريس القرآن وعلوم الدين وتعاليم الاسلام في مساجد القرية القريبة من المدينة والتي أصبحت فيما بعد داخل دهوك ، وما أن فتحت عيني على الدنيا حتى وجدت الكتب والمخطوطات من حولي ، وشغفت بها كثيرا ، وقد أشرت الى تلك المرحلة في عدد من قصصي ورواياتي ، وبامكان القارئ الحاذق ان يكتشفها بين فصول وسرديات اعمالي فيما أجاب الشاعر لطيف هلمت عن احد الأسئلة قائلا : استطيع القول إنني بدأت بكتابة القصائد الشعرية الصوفية الثورية حيث اطلعت على الكثير من تجارب بعض الشعراء المتصوفة وبخاصة الحلاج الذي اتسمت مواقفه بالرفض ، انا احسب شعريا على الجيل السبعيني لأنني نشرت أول ديوان في مطلع سبعينيات القرن الماضي ، وهو ديواني المنبوذ الذي رجم بالحجارة حتى أن احدهم في مدينة السليمانية وعند أحد ارصفتها سألني هل هذه المجموعة الشعرية لك قلت نعم فوصفها وصفا غير لائق أما الروائي والإعلامي العراقي زهير الجزائري فيقول ان كردستان علمتني حب الطبيعة ومواجهتي للاستبداد والمستبد كانت محور معظم نتاجاتي الأدبية ، أما الشاعر هاشم شفيق فيقول : ان ثقافة اليسار اهلتني لدخول العالم ، أما الكاتبة المصرية فريدة النقاش التي التقاها المؤلف في اليمن فتقول : اتمنى ان ينقد المثقفون الذين ايدوا الاستبداد انفسهم بقوة ومرارة ، وأما عازف العود المنفرد احمد مختار فيقول العراق يحمل موروثا ثقافيا ومعرفيا وحضاريا عميقا ، هذا وتضمن الكتاب حوارات مع كتاب وفنانين آخرين ومنهم الكاتب والناقد الكردي كمال غمبار ، والفنان الكردي الراحل محمد عارف ، والناقد الحداثي الكردي احمد رضا ، والقاص والروائي احمد خلف ، والنحات الفنان نداء كاظم ، وجمال حيدر ، والمسرحي الراحل كريم جثير ، والفنانة كريمة هاشم ، إضافة إلى حوار أجراه المؤلف في العاصمة البحرينية المنامة مع الفنانين عباس يوسف وعبد الجبار الغضبان والذي جاء بعنوان: من الشتات الثقافي العراقي في الذاكرة البحرينية.وجاء في مقدمة الكتاب التي كتبها الروائي العراقي شاكر الانباري: اذا كان ما يلفت النظر في كتاب الناقد والإعلامي جمال كريم " حوارات في الثقافة " فهو الصراحة في الإجابة مما يعطي القارئ انطباعا بوجود حرية كبيرة لدى المتحاورين الذين أجابوا عن الأسئلة وهذه ظاهرة جديدة في الثقافة العراقية ، حيث كانت ولسنوات طويلة تعاني من الخوف من التصريح ، أو تناول الأمور من الجوانب كافة ، وهذه واحدة من الايجابيات في هذا الكتاب هامش: الكتاب : حوارات في الثقافة المعاصرة المؤلف : جمال كريم الناشر : آراس للطباعة والنشر ط1 2010 الصفحات : 171
حوارات فـي الثقافة المعاصرة
نشر في: 14 يونيو, 2010: 04:59 م