إعداد/ عمار ساطعالحلقة السادسة ربما تكون نهائيات كأس العالم التي أقيمت عام 1958 في السويد، قد سجلت في ملفات هذا المحفل العالمي الكبير على أنها دورة باهتة افتقرت للجماهير وللحماس ولم تكن الافضل بين الدورات التي سبقتها لكنها أفرزت نجما خارقا للعادة تجاوز بالكاد
 عامه السابع عشر وقاد بلاده البرازيل إلى أول لقب عالمي لها. ووصل بيليه الذي أطلق عليه لقب (الجوهرة السوداء)rnوأعتبره كثيرون في ما بعد أفضل لاعب كرة قدم في كل الاوقات إلى السويد لاعباً مغمورا لا يعرفه أحد خارج بلاده لكنه عاد إلى البرازيل بعد  أسابيع عدة من مغادرتها وقد صار أفضل موهبة كروية في كل أنحاء العالم. منح حق استضافة هذه البطولة إلى السويد خلال نهائيات كأس العالم التي أقيمت في سويسرا عام 1954 ولم يحضر الاب الروحي لكأس العالم الفرنسي جول ريميه نهائياتها لأنه توفى عام 1956 .كان بيليه مصابا عندما وصل إلى السويد وانتظر حتى المباراة الثالثة للبرازيل في دور المجموعات ليتمكن من خوض أول مباراة له أمام الاتحاد السوفييتي، وقبل ذلك سجلت البرازيل وإٍنكلترا أول تعادل سلبي في تاريخ كأس العالم. سجل اللاعب الذي ينتمي إلى فريق سانتوس الهدف الوحيد في الدور ربع النهائي في مرمى ويلز وافتتح التسجيل في مباراة نصف النهائي أمام فرنسا في المباراة التي انتهت لمصلحة البرازيل 5 ـ 2. وفي المباراة النهائية التي أقيمت في ستوكهولم أمام 49 ألف متفرج، حققت البرازيل النتيجة ذاتها التي فازت بها على فرنسا 5 ـ 2، وسجل بيليه هدفين أيضا، وكان افتتاح التسجيل من جانب السويد عبر نيلسن ليدهولم في الدقيقة الثالثة، لكن البرازيل ردت بسرعة وحققت التعادل في الدقيقة التاسعة بوساطة فافا الذي نجح أيضا بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة الثانية والثلاثين حيث انتهى به الشوط الأول 2 ـ 1. وجاء بيليه ليسجل الهدف الأول له والثالث للبرازيل في الدقيقة الخامسة والخمسين، أتبعه ماريو زاغالو بالرابع في الدقيقة الثامنة والستين، وبعد 12 دقيقة قلص السويدي سيمونسن الفارق بتسجيله الهدف الثاني، لكن بيليه ضرب في الدقيقة الأخيرة وسجل هدفه الشخصي الثاني والخامس للبرازيل، وقاد هذه المباراة الحكم الفرنسي موريس غويغ بمساعدة الإسباني خوان غاردابازال والألماني البرت دوش. وسبقت المباراة النهائية، مباراة المركزين الثالث والرابع التي أقيمت في 28 حزيران في غوتنبرغ وفازت فيها فرنسا على ألمانيا 6 ـ 3، ونجح جوست فونتين بتسجيل 4 أهداف في هذه المباراة رفعت رصيده على رأس لائحة الهدافين الى 13 هدفا، وهو رقم قياسي لم يتمكن أحد من تحطيمه حتى الان في نهائيات كأس العالم. لكن ما يتذكره محبو كرة القدم في كل أرجاء المعمورة أكثر من أي شيء آخر هو العرض الفني الرائع الذي قدمه بيليه من خلال التلاعب بالكرة بقدمه وبأحاسيس وعواطف المتفرجين بدموعه التي انهمرت من عينيه بعدما قام زملاؤه بحمله على الأكتاف بعد انتزاع الفوز في المباراة النهائية. وزرعت تقاوي هذا النصر قبل ثماني سنوات وفي اللحظة التي فاجأت فيها الأورغواي البرازيل وتغلبت عليها على ملعبها في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1950 فيما سمي بمأساة (ماراكانزو).بطاقة المباراة النهائية المكان : ملعب راسوندا في سولنا الزمان : 29/6/1958 الحكم : الفرنسي موريس غيغ الفريقان : البرازيل × السويد النتيجة : البرازيل 5 × السويد2 مسجلو الاهداف : للبرازيل 9 فافا ، 30 فافا ، 55 بيليه ، 68 زاغالو و 89 بيليه.مسجلا الهدفين : للسويد 4 ليدهولم و 80 سيمونسون.