بقلم / محمد حمادةكرة القدم علم غير صحيح طبعاً.. فبمقدور اقوى مدرب أن يستعين بكل ما يملك من خبرة ، ويستأنس بكل ما في الـ(لاب توب) من معلومات، ويجمع كل شاردة وواردة عن الفريق الخصم وفي نهاية المطاف يتبين له وللذين عينوه في منصبه أن 1+1 لا تساوي 2 بالضرورة..
فخطأ النبي آدم لا يمكن توقعه أبداًَ وإلا ما كانت الدنيا على ما هي عليه.لقد سئمت انكلترا من الإخفاقات.. فعينت يوماً ما السويدي زفن غوران اريكسون مدرباً أجنبياً لمنتخبها فكانت سابقة.. ومع ذلك لم يتخط الإنكليز الدور ربع النهائي في مونديالي 2002 و2006 ، ثم جاء المحلي ستيف ماكلارين فكانت فضيحة عدم التأهل لبطولة أوروبا 2008 الى أن وقع الخيار على ذي الفك الحديدي الإيطالي فابيو كابيللو الذي لا يضحك حتى للرغيف الساخن ..وبوجود من دون فابيو في سفينة واحدة مع مجموعة من الموهوبين الذين يسيل اللعاب لمجرد التلفظ بأسمائهم أمثال روني وجيرارد ولامبارد وتيري سن الإنكليز اسنانهم على اللقب العالمي، وتنطّح مدربهم ليقول عشية انطلاق مونديال جنوب افريقيا: أي شيء غير الفوز بكأس العالم سيكون إخفاقاً.. ومكافأة لقوله تم تجديد عقد كابيللو قبل أيام قليلة حتى 2012.ثم كانت مباراة الإنكليز الأولى في المونديال ضد الأميركيين. وللأمانة فمعظمنا لا يحب هؤلاء ولا أولئك.. وبلع المشجعون الإنكليز ريقهم عندما شاهدوا ميلنر في مركز لاعب الوسط الأيسر وكينغ في مركز قلب الدفاع من دون أن يكتمل شفاؤهما.. حتى هنا يمكن تحميل كابيللو الخطأ باعتبار أنه تخلى عن الإثنين سريعاً بعد 31 و46 دقيقة، ولكن ما لا يمكن أن يتحمل مسؤوليته هو اختياره روبرت غرين (الأخضر) ليحرس الشباك، ويعرف الجميع أن مركز حارس المرمى يمثل مشكلة بالنسبة إلى المنتخب منذ فترة خلافاً لما كان يحدث في الماضي وخصوصاً ايام جوردون بانكس وبيتر شيلتون وراي كليمنس .. ثم اختار المدرب الأيطالي أفضل السيئين: جرين وجو هارت وديدي جيمس.. وفي ضوء المباريات التجريبية زج بغرين في المباراة الأميركية. وبعدما سجلت انكلترا هدفاً باكراً سدد ديمبسي كرة زاحفة ليس فيها شيء من القوة ففشل غرين في الإمساك بها وكأنه طفل دون سن العاشرة وطغى السواد على وجهه وفؤاده، وقد تمنى طبعاً لو تنشق الأرض وتبلعه.. وجيد جداً أن كابيللو لم يصب بجلطة.تعادلت انكلترا والولايات المتحدة، فاعتبرت النتيجة مفاجأة ، وغرين لا يتحمل وحده المسؤولية لأن روني الشهير سجل هدفه الأخير من ركلة جزاء في مرمى سلوفينيا ودياً خلال ايلول الماضي ثم صام ست مباريات ولأن هيسكي لم يفعل شيئا باستثناء التمريرة الحاسمة الى جيرارد وكذلك هي الحال بالنسبة الى لينون ورايت فيليبس وكراوتش (.....). ولأسباب منظورة وأخرى في علم الغيب ستتكرر المفاجآت وبكم لم يسبق له مثيل.. انتظروا فقط.rn* اليوم الالكتروني السعودي
افكار مونديالية ..(الأخضر) انقلب أسوداً!

نشر في: 14 يونيو, 2010: 05:26 م