TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : منع استيراد الخضار

كلام ابيض : منع استيراد الخضار

نشر في: 14 يونيو, 2010: 07:00 م

 جلال حسنفرق كبير بين الفواكه والخضراوات المحلية وبين المستوردة ، ليس بالشكل واللون والحجم ، إنما بالنكهة والطعم التي تكتسبها رائحة المطبخ العراقي ، وتزيدها ربات البيوت شهية للجائعين ، بفن الطبخ والدعاء بالعافية .  وفرق كبير بين كل أنواع الحبوب  المستوردة، وما تحمله من ماركات عالمية شهيرة ، وبين تمن المشخاب والشامية والعمارة  برائحته التي تدفع النفس إلى الشهية والتذوق .
حتى طماطة الزبير وبطيخ الديوانية ورقي العظيم وباذنجان اليوسيفية وخيار الصويرة والباميا  ولوبيا الشواطيء النهرية لها ألوان من الطعم اللذيذ وغيرها ما طاب .بعض هذه الخضراوات  كانت تفيض عن  الحاجة المحلية وتصدر للخارج، وتحديدا الرقي الذي كان ينقل بشاحنات الى دول الخليج مقابل عملة صعبة تدخل البلد.  الآن ما نشاهده في أسواقنا المحلية  كل الخضراوات والفواكه مستوردة من دول الجوار، من البصل الى الموز، ترى ما الذي حدث لأرض السواد ، هل غطاها الجدب ،أم تقاعس الفلاح ، أم قلت المياه ، أم هناك أسباب أخرى؟وزارة الزراعة اتخذت قبل أيام قرارا يمنع بموجبه استيراد كافة أنواع الخضار والرقي من دول الجوار وحتى إشعار آخر .جاء ذلك على لسان وكيلها الأقدم موضحا أن القرار يأتي لدعم المنتجات المحلية من الخضار وأن  الإنتاج المحلي كاف ٍ لسد حاجة السوق . مشيرا في الوقت ذاته الى أن الوزارة لم تمنع استيراد الفواكه .ما يفرح في القرارات الناجحة حين تعالج أي خلل في أي ظاهرة اقتصادية  ، أنها تكون قد ألمّت بكافة جوانبه ومعالجاته وأسبابه الموجبة والبديل والسقف الزمني للقرار. إن قرارات وزارة الزراعة كثيرة ، وجلها يأتي في إطار سياسة دعم الإنتاج المحلي وتحسين المستوى المعيشي للفلاحين بما يتناسب مع الجهود والتكاليف المبذولة لإنتاج هذه المحاصيل .ولكن ما صعب فهمه  في حديث الوكيل  قوله إن وزارته تنهمك حاليا في إرسال تقاريرعن حالة السوق والأسعار وكميات الإنتاج المحلي الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات جديدة بشأن الاستيراد ، ترى متى يمكن الرد على هذه التقارير وفق الروتين المتبع بالمخاطبات في الدوائر الحكومية  إذا كانت كل هذه المواد استهلاكية ويومية وتتحدد بالفصول أو الأشهر احيانا ولا يمكن الاستغناء عنها.  أليس الأمر مناطا الى الزراعة أولا  باعتبارها الجهة المعنية ، وهي التي تبتّ في أي موضوع يخص الزراعة في البلاد ، وكما فعلت نهاية شهر آذار الماضي بمنع  استيراد سبعة أنواع من الخضار اعتباراً من الأول من نيسان الماضي،  وهي التي أفتت أيضا باعتبار الرقي من الخضراوات وليس  من الفواكه . من هنا يمكن القول إن القرارات الناجحة لا يعترض عليها أحد طالما تصبّ في خدمة الجميع والمصلحة العامة. jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram