جلال حسنفرق كبير بين الفواكه والخضراوات المحلية وبين المستوردة ، ليس بالشكل واللون والحجم ، إنما بالنكهة والطعم التي تكتسبها رائحة المطبخ العراقي ، وتزيدها ربات البيوت شهية للجائعين ، بفن الطبخ والدعاء بالعافية . وفرق كبير بين كل أنواع الحبوب المستوردة، وما تحمله من ماركات عالمية شهيرة ، وبين تمن المشخاب والشامية والعمارة برائحته التي تدفع النفس إلى الشهية والتذوق .
حتى طماطة الزبير وبطيخ الديوانية ورقي العظيم وباذنجان اليوسيفية وخيار الصويرة والباميا ولوبيا الشواطيء النهرية لها ألوان من الطعم اللذيذ وغيرها ما طاب .بعض هذه الخضراوات كانت تفيض عن الحاجة المحلية وتصدر للخارج، وتحديدا الرقي الذي كان ينقل بشاحنات الى دول الخليج مقابل عملة صعبة تدخل البلد. الآن ما نشاهده في أسواقنا المحلية كل الخضراوات والفواكه مستوردة من دول الجوار، من البصل الى الموز، ترى ما الذي حدث لأرض السواد ، هل غطاها الجدب ،أم تقاعس الفلاح ، أم قلت المياه ، أم هناك أسباب أخرى؟وزارة الزراعة اتخذت قبل أيام قرارا يمنع بموجبه استيراد كافة أنواع الخضار والرقي من دول الجوار وحتى إشعار آخر .جاء ذلك على لسان وكيلها الأقدم موضحا أن القرار يأتي لدعم المنتجات المحلية من الخضار وأن الإنتاج المحلي كاف ٍ لسد حاجة السوق . مشيرا في الوقت ذاته الى أن الوزارة لم تمنع استيراد الفواكه .ما يفرح في القرارات الناجحة حين تعالج أي خلل في أي ظاهرة اقتصادية ، أنها تكون قد ألمّت بكافة جوانبه ومعالجاته وأسبابه الموجبة والبديل والسقف الزمني للقرار. إن قرارات وزارة الزراعة كثيرة ، وجلها يأتي في إطار سياسة دعم الإنتاج المحلي وتحسين المستوى المعيشي للفلاحين بما يتناسب مع الجهود والتكاليف المبذولة لإنتاج هذه المحاصيل .ولكن ما صعب فهمه في حديث الوكيل قوله إن وزارته تنهمك حاليا في إرسال تقاريرعن حالة السوق والأسعار وكميات الإنتاج المحلي الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات جديدة بشأن الاستيراد ، ترى متى يمكن الرد على هذه التقارير وفق الروتين المتبع بالمخاطبات في الدوائر الحكومية إذا كانت كل هذه المواد استهلاكية ويومية وتتحدد بالفصول أو الأشهر احيانا ولا يمكن الاستغناء عنها. أليس الأمر مناطا الى الزراعة أولا باعتبارها الجهة المعنية ، وهي التي تبتّ في أي موضوع يخص الزراعة في البلاد ، وكما فعلت نهاية شهر آذار الماضي بمنع استيراد سبعة أنواع من الخضار اعتباراً من الأول من نيسان الماضي، وهي التي أفتت أيضا باعتبار الرقي من الخضراوات وليس من الفواكه . من هنا يمكن القول إن القرارات الناجحة لا يعترض عليها أحد طالما تصبّ في خدمة الجميع والمصلحة العامة. jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : منع استيراد الخضار
نشر في: 14 يونيو, 2010: 07:00 م