بغداد/ المدى يبدو إن محاولة اقتحام البنك المركزي العراقي تؤكد تقطع السبل أمام تنظيم القاعدة في الحصول على مصادر تمويل. تحليلات الخبراء المختصين بشؤون التنظيمات الإرهابية كانت تتحدث عن مشكلة جدية تعانيها القاعدة في الحصول على الأموال من اجل تنفيذ عملياتها المسلحة،
لكن تفاصيل العملية الأشرس منذ 2003 التي شهدتها بغداد ظهيرة أول أمس تؤكد أمرين: الأول: تحول نوعي في تنفيذ العمليات – إذ كان واضحا إن التفجيرات المتتابعة سهلت، لاحقا، دخول عناصر المجموعة إلى داخل المصرف، وهي طريقة تحاكي جرائم سطو مشهورة عالميا – أما الآخر فان العملية فيها الكثير من المجازفة والمغامرة الأمر الذي يعني، بشكل من الأشكال، إن الرصيد المالي للقاعدة يلفظ أنفاسه الأخيرة.تقول مراكز البحوث إن القاعدة تخلت عن الطريقة الكلاسيكية في التمويل وهي جمع التبرعات ونقلها إلى خلايا وقواعد التنظيم، وجاء هذا التخلي بعد عديد الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الرسمية في دول المنطقة والعالم بملاحقة معاملات القاعدة المالية من الأمم المتحدة واللجان الأميركية الخاصة وشرطة مكافحة الإرهاب في الدول الأوربية، وبعض إدارات المصارف الأمر الذي جعل من الصعب على الإرهابيين القيام بعمليات لوجستية مثل السفر وشراء المواد وتوفير المال لعائلاتهم وتجنيد مزيد من المتطوعين. وتفيد تقارير صحفية أن ميزانية القاعدة قبل هجمات أيلول 2001 بلغت نحو 30 مليون دولار. إلا انها ارتفعت بعد ذلك إلى أضعاف هذا الرقم وتناقصت مجددا ً بسبب الأزمة المالية العالمية وتدهور بعض الأسواق والإجراءات المتخذة من بعض الحكومات لتجفيف مصادر التمويل. و كانت القاعدة قد نجحت في السنين السابقة ومن خلال حسابات مصرفية بأسماء وسطاء في استثمار ما يعادل 300 مليون دولار في دول عديدة. إلا أن هذه المكاسب كانت قد تقلصت في فترات لاحقة بسبب الملاحقات الدولية لهؤلاء الوسطاء وأزمة المال العالمية. و قد عبّر عدد من زعماء القاعدة عن هذه الضائقة المالية، التي يمر بها التنظيم. فقد ظهر مؤخرا ً عدد من التسجيلات بصوت الظواهري والمدعو أبو يحيى الليبي يحثون فيها أنصارهم على الإنفاق لدعم (المجاهدين) بحسب تعبيرهم. وما يؤكد مزاعم نفاد المال في خزينة القاعدة، هو خسارة التنظيم لرجال المال الداعمين له، إذ تلقت القاعدة مؤخرا ضربة قوية بخسارتها مصطفى أبو اليزيد، وهو 'المسؤول المالي الأبرز' في تنظيم 'القاعدة'، حيث نسّق عمليات جمع التبرعات وأشرف على توزيع المال الضروري لاستمرار هذا التنظيم. صحيح أن موت أبو اليزيد سلب تنظيم 'القاعدة' أحد قادته الأساسيين، لكن العقيدة، التي تعزز الإرهاب مازالت تجذب الكثيرين إليها. لذلك يدعو مركز البحوث إلى تكثيف الجهود للحؤول دون ظهور جيل جديد ممن قد يواصلون عمل أبو اليزيد، الذي تفرد بكثرة صلاته بالأثرياء الذين طالما شكلوا عماد شبكة دعم 'القاعدة' المالي.تفاصيل ص2
عملية السطو على البنك المركزي لإنقاذ خزينة القاعدة المفلسة
نشر في: 14 يونيو, 2010: 10:40 م