دمشق/ وكالاتاكد بعض اللاجئين العراقيين في سوريا ان المساعدات التي تقدم اليهم من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي وبإشراف الهلال الاحمر السوري قليلة ولا تكاد تسد رمق جوعهم.يشار الى ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين
وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الهلال الاحمر السوري قد قامت يوم الثلاثاء الماضي بتوزيع المساعدات الغذائية بين اللاجئين العراقيين الموجودين في سوريا والتي توزع كل شهرين.وكان الالاف من اللاجئين العراقيين قد توافدوا إلى مركز توزيع المساعدات في مدينة (دوما) الواقعة إلى الشرق من العاصمة السورية دمشق، ويبعد عنها نحو 15 كيلو مترا لتسلم موادهم الغذائية التي تشمل سكرا ورزا وحمصا ومعكرونة وزيتا وهي مقدمة من بلدان اجنبية عدة مثل الهند وايطاليا وامريكا وفيتنام.واكد اللاجئ العراقي صالح الحمدان وهو من سكان بغداد ويقيم، حاليا، في منطقة جديدة عرطوز الواقعة في ريف دمشق غربا، ان المساعدات التي"نتسلمها من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قليلة ولا تسد حاجتنا الحقيقية".واضاف الحمدان وهو دبلوماسي سابق، بحسب وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) بدمشق امس ان"الاوضاع الامنية المتدهورة في العراق، دفعت بنا إلى ترك العراق منذ عام 2006، للقدوم إلى سوريا بحثا عن الامان"مبينا ان الاوضاع الاقتصادية للاجئين العراقيين في الخارج"ليست جيدة، الامر الذي يضطرنا إلى الوقوف ساعات طويلة في مركز توزيع المساعدات لتسلم تلك المساعدات الغذائية".ومن جانبها، اشارت اللاجئة العراقية ام عبد الله وهي من سكان بغداد ايضا، وتقيم، حاليا، في جرمانا إلى انه، احيانا، بعض"المواد الغذائية التي نتسلمها رديئة اضافة إلى انها قليلة وتم تقليصها قبل فترة وجيزة"مؤكدة"انه برغم ذلك فهي تكفينا شر الحاجة، خاصة ان عدد افراد اسرتي كبير يتجاوز العشرة أشخاص".ودعت ام عبد الله الحكومة العراقية إلى الاهتمام اكثر بوضع اللاجئ العراقي في الخارج، و"العمل على ارسال الحصة التموينية المخصصة لنا في العراق أسوة بالعوائل العراقية الموجودة هناك".ومن جهته، اوضح اللاجئ العراقي اورسيان من الطائفة المسيحية في العراق ان وضع اللاجئ العراقي في دول اللجوء"سيئ فهو بلا عمل، ونشكل عبئا كبيرا على سوريا التي تضّيفنا كضيوف وليس كلاجئين"مؤكدا ان السلة الغذائية التي نتسلمها من مفوضية اللاجئين غير كافية وهناك مواد لسنا بحاجة اليها"، متسائلا هل اللاجئ العراقي بحاجة"إلى بسكويت اكثر ام بحاجة الى رز وسكر مواد غذائية اخرى؟!".وطالب اورسيان المنظمات الدولية وبرنامج الغذاء العالمي زيادة السلة الغذائية لتشمل اللاجئين كافة"مشيرا إلى ان عددا كبيرا من اللاجئين"لا يستطيع ان يتسلم المساعدات الغذائية، لانه غير مسجل لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومعظمهم بحاجة اليها".والجدير بالذكر ان سوريا تضيّف اكثر من مليون ومائتي الف لاجئ عراقي حسب الاحصائيات الرسمية السورية، غير ان المسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين لا يتجاوز عددهم الـ 260 الف لاجئ، وتطالب سوريا المجتمع الدولي بضرورة تقديم المزيد من الدعم المالي للدول التي تضيف لاجئين عراقيين على اراضيها.ويشار الى ان مفوضية شؤون اللاجئين تقوم بارسال رسائل عبر الهاتف النقال إلى كل العراقيين المسجلين لديها لتحديد يوم معين له لتسلم حصته الغذائية في مركز دوما التابع لها، وتقوم بتأمين سيارة خاصة لنقل مواده الغذائية على نفقتها الخاصة. وقد بدأ نزوح العراقيين غلى سوريا منذ اكثر من سبع سنين لدى نشوب الحرب الاميركية في العراق عام 2003 باعداد كبيرة، الامر الذي شكل عبئا كبيرا على الاقتصاد السوري، وفتحت سوريا ابواب مدارسها ومستشفياتها امام اللاجئين العراقيين، وتقدم لهم الادوية والعلاج مجانا.من جانبه دعا رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار، أول أمس الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين العراقيين المقيمين في سوريا، ولعب دور أكبر لمساعدتهم".ونفى العطار بحسب (شينخوا) وجود"أي تنسيق بين منظمته وبين منظمة الهلال الأحمر العراقية"، مشيرا إلى ان"الحكومة السورية لا تعامل العراقيين كلاجئين ضمن مخيمات أو تجمعات مستقلة، بل تسمح لهم بالاندماج في المجتمع على وفق الطريقة التي يرغبون فيها".وأكد رئيس منظمة الهلال الاحمر السوري ان"تجربة اللجوء العراقي في سوريا، تعد الأولى من نوعها في العالم، حيث يسمح لأكثر من مليون عراقي بممارسة حياتهم من دون وضعهم في تجمعات منفصلة"، لافتا إلى أن حكومة بلاده"لا تميز في تعاملها بين المواطن السوري وبين العراقي اللاجئ".وتقوم منظمة الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بتوزيع المساعدات لنحو مائتي الف لاجئ عراقي يستفيدون من الدعم، من اصل نحو مليون ومائتي لاجئ عراقي في سوريا، وفق التقديرات السورية الرسمية.وأوضح العطار ان هذا الأمر"يشكل عبئا على الحكومة السور
اللاجئون العراقيون فـي سوريا: مساعدات مفوضية اللاجئين لا تكفي
نشر في: 14 يونيو, 2010: 10:46 م