TOP

جريدة المدى > عام > في حوار مع الروائي الفرنسي ادوارد بيرو بعد صدور آخر رواياته:الوادي الكبير موجود داخل كل واحد منا

في حوار مع الروائي الفرنسي ادوارد بيرو بعد صدور آخر رواياته:الوادي الكبير موجود داخل كل واحد منا

نشر في: 14 ديسمبر, 2021: 11:27 م

العالم بحاجة الى الهدوء..والسلام

ترجمة:عدوية الهلالي

يحب الروائي الفرنسي ادوارد بيرو المولود في عام 1992 الأدب المغامر باحثا عن الجمال والشعر في كل شيء ..

حصل على الجائزة الاولى لمدينة سومور وتم ترشيح روايته الاولى ( الاسد بلا تكليف) لجائزة جوزيف كيسيل ،اما روايته الثانية ( الوادي الكبير) الصادرة مؤخرا في فرنسا فهي صرخة حب للطبيعة ودعوة للحياة الداخلية وسباق مجنون من أجل الحرية .ففي مكان ما من جبال الألب ، يستمتع الرعاة بأفراحهم الرعوية وسط الطبيعة البكر بين الثلوج التي تبهر العين واخضرار الاشجار والمياه التي تغمر الوديان ، لكن وصول رجل يدعى غراند باتاف من الشمال يعكر صفاء المشهد اذ تصبح القرية صناعية ويتم تغيير الطبيعة ويتنبأ الراعي الصغير ارنو بموت النجوم وانقراض الأغاني ، لذلك سيتعين عليه ان يقاتل ، لوحده ، حتى ضد اصدقائه ومخاوفه الخاصة لأجل انقاذ روح هذا المكان ، مواصلا الاهتمام بالالحان القديمة والتعلق بحبيبته يلينا الجميلة بقوة اكبر ، وقبل كل الأمل بوجود عالم أفضل ..

موقع (ليزيه ) الالكتروني الثقافي اجرى مع الكاتب ادوارد بيرو حوارا حول روايته الاخيرة ( الوادي الكبير) جاء فيه :

* كيف نشأت فكرة هذه الرواية الثانية؟

-خطرت لي فكرة هذه الرواية في إحدى الأمسيات في باريس ، عندما رأيت طبقة كثيفة من الغيوم فوق رأسي. ثم فكرت مرة أخرى في ليلة رائعة قضيتها في جبال الألب قبل بضعة أشهر ؛ وتساءلت كيف يمكننا أن نتحمل قضاء الكثير من الليالي الخالية من النجوم. ومن هذا التأمل ، المرتبط بجمال الطبيعة ، ولد أحد المشاهد الافتتاحية للرواية اذ نجد راعيين يحلمان أحلام اليقظة تحت النجوم ونتساءل عما إذا كان من الممكن أن يأتي يوم تختفي فيه تلك النجوم. ومن هذا التأمل أيضًا جاء مشهد النهاية لكنني لن أفصح عن المزيد...

*كيف بدا لك هذا المكان ، الوادي الكبير؟

- يقع هذا الوادي الكبير (الخيالي) في البداية (على الأقل في ذهني) في المراعي الألبية في جبال الألب ، وقد هاجرسكانه إلى الشرق في إيطاليا وتنتشر فيه غابات الصنوبر ، وسفوح الجبال المغطاة بالسحلب والبازلاء الحلوة ، أنا أعتقد أن الوادي الكبير موجود في كل واحد منا ، وفي داخل كل من يميل بسهولة إلى التخلي عن الجمال كما فعل سكان الوادي ..

* يوجد في كتابك دعوة قوية لإعادة اكتشاف الشعر ، إحساس بالجمال كنا قد فقدناه ؟

-أصبح الجمال مفهومًا ينظر إليه الكثيرون بعيون مندهشة ، متفاجئين من انه لايزال يمكن الحديث عنه. ومع ذلك ، فهي محطة تجعلنا نأمل ، وتجعلنا نقطع الالتزامات التي تستحق العناء ، لنيل بعض الراحة. لقد فهم الجميع بالفعل تجربة العثور على منظر طبيعي رائع جميل ، كما لو أننا فجأة فهمنا انتمائنا للإنسانية والعالم. الجمال ساحر في بساطته وغناه ، فهو يخاطب القلب في الوجود دون أي جهد. لكن الشيء نفسه ينطبق على الشعر.ويجب أن يؤدي هذان المصطلحان ،للأسف، إما بإفراط أو بشكل ساخر، إلى تشكيل علاقتنا مع العالم ومع الآخرين: في علاقاتنا الودية ، في الهندسة المعمارية ، في المثل العليا التي نستعيرها أو في الرسائل التي ننقلها ، يجب أن نحافظ فيها جميعًاعلى العقل وعلى روح الجمال والشعر. يا لها من معركة رهيبة..

* هل يمكنك إخبارنا بما تعنيه "الحياة الداخلية" بالنسبة لك؟

-الحياة الداخلية هي ان تهرب من الحياة الزمنية. انها خيط ممتد بين أفكارنا الماضية وآمالنا في المستقبل ، كما انها راسخة في حاضرنا. هذه الزمانية الثلاثية هي في الواقع شكل من أشكال الاستمرارية ، وإذا كنت أتجرأ على الحديث عن الروح ، فإن ذلك يعني الخلود. وهكذا يمكننا أن نفهم بشكل أفضل الكلمة الشهيرة لجورج بيرنانوس ، الذي رأى في الحضارة الحديثة مؤامرة عالمية ضد أي شكل من أشكال الحياة الداخلية ..حياتنا غالبًا سريعة جدًا ، وعقولنا دائمًا ملوثة جدًا بالضوضاء ..والعالم بحاجة إلى الهدوء والسلام .

* تتحدث عن تحول العالم ، والخوف من الاضطرابات فهل هذا الخوف هو الذي يوجه عملك الأدبي؟

-هشاشة الجمال الذي يقدمه لنا الإنسان والخلق تغذي عملي الكتابي ومع ذلك ، أعتقد أننا نكتب كما نأمل: لهذا السبب يجب أن نتجرأ على الأمل بقوة لأنه قادر على تصحيح أي اضطراب ؛ ومن هذا الأمل ، الصعب أحيانًا ، والإجباري أحيانًا ، أريد أن أستنبط طريقة في الكتابة لا تخلو من الأمل أو الكلمات التي تعبر عن جمال الوجود..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram