ترجمة: عدوية الهلاليبين نذور والدته للكنيسة وإقامتها الشعائر الدينية والسير على تعاليم السيد المسيح وتعصب والده للجمهورية وإيمانه بشخص رئيسها تيتو ، يعيش المراهق فيليبور أياما يعيد استذكارها اليوم في رواية تحمل عنوان ( السيد المسيح وتيتو).
وتبدأ ذكريات الكاتب فيليبور كوليك في سن السادسة حيث يصعب الخيار بين أي اله يعبد ..اله والدته ام اله والده ؟..بالنسبة له ،كان قد اختار الها له حين دخل السوق ورأى صورة اللاعب البرازيلي بيليه فاشتراها بما يملك من نقود ليعلقها في حجرته لكنه وجد نفسه من جديد أمام حتمية الاختيار بين الاثنين ..بين ان يؤدي واجباته الدينية ليحصل على الفطائر اللذيذة بالعسل أو ان يعد والده بنيل الوشاح الأحمر بعد ان يحظى بشرف الالتحاق بجنود تيتو ...بطريقة تفكيره الطفولية ، يكتشف فيليبور بأن المرء عندما يأكل جيدا فهو كاثوليكي ،أما إذا لم يكن لديه ما يأكله وظل يغني ويرقص مع ذلك فهو شيوعي !...ويسطر الكاتب فيليبور كوليك المولود في ذلك الجزء من يوغسلافيا الذي يحمل اليوم اسم ( البوسنة ) ذكرياته بجذل كبير مستذكرا علاقته بالرياضيات ثم بالسينما ومتابعته الأفلام مع رفاقه المراهقين دون ان يغفل الإشارة إلى اكتشافه المرأة ثم إدراكه ما كان يقوله والده عنها من ان المراة فخ جميل لا يمكن للمرء الا السقوط فيه ...ولا تختلف فترة طفولة ثم مراهقة الكاتب عن طفولة و مراهقة اغلب الفتيان فهي تحفل بالمتع الطفولية والمشاعر الصبيانية ثم اضطرابات وانفعالات سن المراهقة مرورا باوهام الحب في سن الفتوة ووصولا إلى سن الخدمة العسكرية التي أعادته إلى يوغسلافيا ثم قادته الى كرواتيا ..وتضم الرواية عشرات من الفصول القصيرة التي تعبر عن أصوات حادة ومشاعر متزامنة مرسومة بفكاهة ودعابة تقتضيها الأحداث وتشوبها جدية جميلة ومطلوبة .. ويعمل كوليك هنا على إعادة رسم صورة بلده الأصلي ومسقط رأسه في عصر معين ..وبالتحديد قبل إن تتشظى يوغسلافيا إلى دول متعددة ...وتعد هذه الرواية هي السابعة بين رواياته والثانية المكتوبة مباشرة باللغة الفرنسية ، وهي رغم كونها قصة محمومة ومضطربة الأحداث بسبب كونها تعبر عن ذكريات فتى مراهق الا ان ذلك لم يفقدها قوتها السردية مرورا بتماسك اللغة ...صدرت رواية ( السيد المسيح وتيتو ) للكاتب فيليبور كوليك مؤخرا عن دار غايا الفرنسية للنشر في 129 صفحة لتعيد للقارئ صورة يوغسلافيا القديمة على لسان ابنها المراهق.
بين (المسيح) و(تيتو)..فيليبور كوليك يستعيد ذكرياته اليوغسلافية
نشر في: 15 يونيو, 2010: 04:50 م