TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > موندياليات ..(جابولاني) تمد لسانها لحراس المرمى

موندياليات ..(جابولاني) تمد لسانها لحراس المرمى

نشر في: 15 يونيو, 2010: 06:22 م

صفاء العبد كثيرون حمّلوا الشاوشي حارس مرمى الجزائر مسؤولية خسارة منتخبه أمام سلوفينيا في أولى مبارياته بكأس العالم الحالية لأنه ارتكب ذلك (الخطأ)الساذج عندما سمح للكرة في ان تخرج من بين يديه لتدخل مرماه ..
  وآخرون ذهبوا الى ان الحارس الانكليزي غرين كان هو من تسبب في فقدان منتخبه لنقطتين خلال مباراته مع الولايات المتحدة بسبب الهدف المتأخر الذي سُجل عليه من خطأ مماثل لخطأ الجزائري الشاوشي .ومثلما (ضحك)الكثيرون من (خطأ) الشاوشي وغرين ، كذلك ضحك غيرهم على ما فعله (اغبي) حارس غانا أمام صربيا عندما سمح للكرة في ان تقفز من حضنه بحيث كادت ان تصيب مرماه هي الأخرى لولا انها اتجهت الى الأعلى بدلا من ان تتجه نحو الشباك!   وفي الحقيقة فان ما حدث مع الشاوشي وغرين واغبي يمكن ان يتكرر ، معهم ومع غيرهم أيضاً ، خلال هذا المونديال .. اما السبب فليس في تواضع إمكاناتهم التي يعرف الجميع جيدا أنها فوق كل الشبهات ، وإنما في تلك  (المجنونة)التي يطلق عليها اسم  (جابولاني)!و(جابولاني) ، لمن لا يعرفها ، هي الكرة الخاصة بهذا المونديال .. وبالمناسبة فان (بدعة) الكرات المونديالية هذه ليست جديدة وإنما هي تعود إلى أربعين عاما مضت يوم خرجت علينا شركة  (اديداس) الشهيرة بتلك الكرة التي أطلق عليها اسم  (تيلستار) في مونديال مكسيكو عام 1970 ، لتتوالى بعدها كرات أخرى حملت أسماء مختلفة مثل ( التانغو) في مونديال 1978 و( تانغو اسبانيا) لمونديال 1982 و(ازتيكا) لمونديال 1986 و( اترفيسكو) و(كويسترا) و (تري كولوري) و(فيفرنوفا) و(تيم جيست) تباعا في البطولات التي جاءت بالتعاقب .والغريب في كل ذلك هو أن الكرات هذه باتت في كل مونديال وكأنها ( الشبح) الذي يرعب حراس المرمى على وجه التحديد .. فقبل البطولة وأثنائها يتعالى صراخ هؤلاء (المساكين) وهم يشكون من مواصفات جديدة لكرات لم يعتادوا عليها .أما هذه المرة فان صراخهم كان أعلى من أصوات (الفوفوزيلا)، تلك المزامير التي جعلها الجنوب أفريقيون عنوانا لمونديالهم الكبير هذا .. فهاهو حارس البرازيل خوليو سيزار يصف هذه الكرة بالفظيعة والمخيفة " ، بينما يراها  الحارس الأرجنتيني روميرو وكأنها قد صنعت خصيصا لـ(اضطهاد) الحراس ، ويذهب الحارس الاسباني كاسياس إلى أن (جابولاني)  يمكن إن تتسبب في إضحاك الناس على عمالقة حراس المرمى في العالم لأنها (مروعة وفاسدة) أيضاً ، في وقت يشدد فيه الحارس الايطالي بوفون على ان الأمر أشبه ما يكون بـ( بمؤامرة) محبوكة ضد حراس المرمى وإنها يمكن أن (تدمر) المونديال!وفي الحقيقة فان لكل هؤلاء ، ولغيرهم من الحراس أيضا ، كل الحق في ما يقولونه بهذا الشأن .. فوفقا لدراسة علمية استرالية وجدنا ان نوع النسيج الذي صُنعت منه ( جابولاني) يجعلها أكثر سرعة من سابقاتها بمقدار خمسة في المئة إضافة إلى إنها تحتوي على تجاويف صغيرة لها تأثير كبير على طبيعة تدفق واحتكاك الهواء الذي يلامسها بعد التسديد الأمر الذي يجعل حركتها غير متوقعة لأنها تلف بشكل غير طبيعي بحيث يراها الحارس قادمة باتجاهه ليتصرف وفقا لاتجاهها لكنها تفاجئه بشيء مختلف وكأنها تمد لسانها له! المشكلة الأكبر في ذلك هو ان الكرة هذه وصلت إلى المنتخبات بوقت متأخر لم يكن لتسمح أو توفر للاعبين ، بما فيهم الحارس ، فرصة التعود عليها برغم إننا كنا قد سمعنا مثلا بان مدرب استراليا فيربيك كان قد اضطر إلى إخضاع لاعبيه لتدريبات خاصة في الوقت الحرج سعيا لتجاوز مشكلة (جابولاني)  هذه . تُرى ، هل نلوم الشاوشي وغرين واغبي وربما غيرهم أيضاً بعد كل ذلك .. أو أن على رجال ( فيفا)  ان يضعوا حداً لهذه المعاناة التي تصيب حراس المرمى تحديداً مع بداية كل مونديال ؟ 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram