خليل جليل برغم الانتقادات الواسعة التي لاحقت المنتخب الجزائري في اليومين الماضيين على خلفية خسارته أمام سلوفينيا بهدف دون رد ساهم بها إلى حد كبير الحارس الشاوشي الذي كان المدرب رابح سعدان يلقي على عاتقه مهمة صعبة كاد يجتازها لولا الخطأ الفادح الذي جاء متزامناً مع خطأ آخر
لا يقل فداحة ارتكبه المهاجم البديل غزال بعد ان نال بملىء إرادته البطاقة الحمراء ليحرم منتخب بلاده من تشكيلة متكاملة كان بإمكانها ان تقارع السلوفينيين حتى الدقائق الأخيرة من اللقاء الذي افلت من بين أيدي الجزائريين، لكن يبقى الأمل قائما وان كان تنتظروه مصاعب وعراقيل قد يصطدم بها غداً أمام إنكلترا. وبمراجعة بسيطة لأحداث متوقعة لاحقة لمواجهة انكلترا،نجد انه من الواضح ان الجزائريين باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت ان هذه المواجهة سيدخلونها بخيار الفوز وحده لرفع سقف الآمال طالما ان كل شيء من الممكن ان يكون وارداً في كرة القدم وقد يعيد المنتخب الجزائري ما حققه في مونديال اسبانيا عندما تخطى الماكنة الألمانية وان كان ذلك في لقاء الافتتاح، كما يدرك الجزائريون ان الانكليز سيدخلون المواجهة بتوتر مشاعر الفوز الذي يتحتم عليهم تحقيقه في هذه المباراة ،هذا الشعور الذي سيسيطر عليهم طوال هذه المباراة على أمل القضاء على الأمل السلوفيني الذي سيواجهونه.. ويبقى التساؤل هنا، هل يتمكن المنتخب الجزائري من مسايرة الإنكليز الذين سيرمون بكل ثقلهم في هذه المواجهة ، من الإفادة من توتر خصومهم بخصوص نتيجة غامضة ؟ نعتقد أن ما حصل للمنتخب الجزائري أمام سلوفينيا يكاد يكون ضمن حدود المنطق برغم تطرف المشاعر التي وضعت الجزائريين على مقربة من فوز منتظر وتخطي العقبة الأولى في المونديال ، فالكرة العربية ما زالت إداراتها بحاجة لعمل كبيرة جدا وثورة هائلة لكي تتمكن منتخباتها من الدخول إلى نهائيات كاس العالم بفرص الفوز والنتائج الايجابية، فبلوغ المونديال ما زال حلم هذه المنتخبات وليس حلم المضي في منافساته وتخطي اكبر عدد من حواجزه والوصول الى محطات تشير الى تطور الكرة العربية التي ما تزال عند حدود تقليدية لم تجرؤ على اجتيازها. ويبدو ان سقف الآمال ما زال مرتفعا عند المدرب رابح سعدان ولدى لاعبيه وهذا ما نتمناه ان يكون واحدا من علامات التفوق المعنوي المفترض ان يدخل به المنتخب الجزائري في مواجهة الجمعة الحاسمة في كل شيء ،كما تأمل جماهير الكرة العربية ان يكون ممثلها هذه المرة عند مستوى التحدي فلم يعد هناك ما يمكن ان يقلق عليه الجزائريون ويخافون عليه في مسيرة المونديال بقدر ما هم بحاجة الآن إلى دافع معنوي كبير لقلب كل التوقعات. لكن السؤال الأكثر إثارة للجدل والتوقعات: هل يبقي المنتخب الجزائري الباب مفتوحا أمامه لتعديل المشوار وتحسين الأوضاع في ما تبقى من مهمته وهل تتحول مواجهة المنتخب الأميركي في الجولة الأخيرة من الدور الأول إلى مواجهة روتينية وهامشية للجزائريين أو سيكون لها كلمة الفصل ووقع الحسم ؟ الجواب يأتي بان ما يمكن ان يخرج به المنتخب الجزائري أمام إنكلترا إذا ما كتب له خيار آخر خارج الحسابات فآنذلك يندرج بشكل مؤكد ضمن حدود المنطق الذي تفرضه أفضلية المقارنة والخبرة الكروية أما اذا ما كتب للجزائريين أن يخرجوا أمام الانكليز بشيء غير متوقع أيضاً يفضي بهم إلى محطة لاحقة من مسيرة المونديال فان عنصر المفاجأة بات متوقعا في عالم كرة القدم وقد يضعهم على أعتاب محطة جديدة فاصلة أمام الأمريكان في الثالث والعشرين من الشهر الجاري اذا ما بقيت الآمال قائمة حتى هذا الموعد. rn
وجهة نظر ..الجزائر بين المنطق والمفاجأة
نشر في: 15 يونيو, 2010: 06:23 م