محمد حمدي
مع انتهاء النسخة العاشرة من مونديال العرب التي ضيّفتها قطر بنجاح ساحق كما هو متوقع، وباعتراف رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جياني انفانتينو الذي أعلن عن تشرّفه باضافة اللغة العربية كلغة خامسة متداولة في الاتحاد تزامناً مع ذكرى اليوم العالمي للغة الضاد،
وبعد يوم واحد من حسم البطولة لصالح الفريق الأفضل منتخب الجزائر الذي أبهرنا بعروض رائعة ارتقت في البطولة الى مصاف الكبار من كل الجوانب، بات الاعتراف لزاماً منذ انتهاء المنافسة (العربية - العربية) بأنّ المنطقة وبطولاتها بعد الذي شاهدناه وسنشاهده بعون الله في مونديال العالم 2022 يجب أن تخضع لنقلة نوعية هائلة لجميع البلدان سيما أن الدوحة أسدلت الستار عن بطولة كأس العرب، بتنظيم ناجح تتحضّر من خلاله لتضييف بطولة كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022".
وجاءت بطولة كأس العرب كفرصة مثالية للارتقاء بجاهزية العمليات التشغيلية والمرافق الخاصة بنهائيات كأس العالم "قطر 2022" التي تنطلق بعد أقلّ من عام في ختام منافسات كأس العرب، وتزيّنت 6 من ملاعب مونديال قطر 2022 لتضييف بطولة كأس العرب بمشاركة 16 منتخباً عربياً من قارتي آسيا وإفريقيا.
وضيفت البطولة ملاعب كأس العالم 2022 "البيت" و"497"، و"الجنوب" و"المدينة التعليمية" و"أحمد بن علي" و"الثمامة".
وجميع هذه المنشآت الرياضية شُيدت تحت إشراف اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي مؤسسة حكومية أسست عام 2011 لتتولّى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لتنظيم مونديال 2022 في قطر.
إن هذه المعلومات التي نكرّرها دائماً صارت بمثابة ناقوس يقضّ مضاجع البلدان العربية التي تفكّر باخراج النسخة المقبلة التي لا تقبل أن تنحدر نزولاً عن النسخة العاشرة، ولا يمكن لها أن تكون بمستواها في جميع الأحوال إلا إذا حدثت معجزة حسب رأي أحّد الإعلاميين من الشقيقة مصر، الذي حاكى واقع بلاده في حال فكرت أن تضيّف البطولة وما هو العمل الذي عليها اتباعه وخرج بنصيحة مفادها أن لا تفكّروا بالمشهد القطري إطلاقاً.
استرجعت جميع هذه الصور، وانا اتابع ما قيل ويقال عن استعداداتنا نحو تضييف خليجي 25 وهل يكتب لنا النجاح في المهمّة بعد أن مُنحنا ستة أشهرافتراضية حاسمة لاكمال متطلّبات ضرورية جداً قيل أن العراق لم يفِ بها حتى الآن على الخلاف والنقيض تماماً ممّا أعلنه رئيس لجنة التفتيش د.حميد الشيباني من أن جميع الظروف والاحوال مواتية لاستضافة البطولة، وقد استبشرنا بالقول للمرّة الخامسة على اعتبار أن مثل هذه الاقاويل صدرت تباعاً من لجنة تفتيش بطولة خليجي 21 وما رافقها من أحداث وصولاً الى خليجي 25 التي بانت ملامح تنحيتنا منها من الآن وبعد الإعلان عن البديل الكويتي الجاهز لتضييفها!
هنا قد يفهم أو ينصح البعض كما رأينا بأن البطولة طالما ذهبت أو أنها في حُكم الذاهبة الى الكويت لاستحالة تنفيذ طلبات لم تنفّذ خلال سنوات سابقة فكيف بنا وقد مُنحنا بضعة أشهر عُجاف لن تكفينا في جميع الظروف والاحوال، وأعتقد جازماً أن المسؤول في المؤسسة الرياضة أمام خيار واحد فقط، هو تقبّل الأمر أياً كان شكله وترك البطولة والانسحاب منها سيزيد الطين والقطيعة والحظر بلّة أخرى لا نقوى على تحمّلها، بل لننظر الى البطولة على أنها حالة مارّة لبطولة عادية جداً بعد الذي شهدناه في كأس العرب ولنفكّر أيضاً بإقامة بطولة خماسية مع فلسطين والأردن ولبنان وسوريا واليمن لِم لا؟ فهذه البلدان تطوّرت أيضاً وليحصل ما يحصل بعدها مع خليجي 25 أو 26 نجحنا أم لم ننجح، فلا جديد في الأمر.