بغداد / ايناس طارقاعتدنا في ايام الامتحانات أن يستنفر البيت بكل افراده استعدادا لهذه الايام ، وتوفير جو هادئ للدراسة ، ولكن مايحدث في هذه الفترة في كلية الفنون الجميلة هو "بالمقلوب"! السفارة التركية التي تجاور الكلية وهي رمز من رموز السيادة التركية على الارض العراقية قررت أن تعكر أجواءه وتعيق المسيرة التعليمية حينما جلبت مولدة ضخمة جدا وقررت أن تكون ( انبعاثاتها وإزعاجاتها )
موجهة من طلاب الكلية!حين تدخل الى اقسام الكلية الفنية التي تعتمد في عملها على الابداع من خلال توفير جو نفسي مريح ، تجد الطلاب تركوا اقلامهم وفرشاتهم وادوات النحت واضعين ايديهم على آذانهم محاولين ابعاد صوت "المولدة " المزعج عن مسامعهم واكمال امتحاناتهم ..لكن يبدو هذا من المستحيل فان لم تسمع صوتها ستشعر باهتزاز الجدران واثاث الكلية وكأنها تعرضت لزلزال .rnآراء الطلاب يقول الطالب ميثم من قسم التصميم المرحلة الثانية :الحالة يصعب تحملها نتيجة انبعاث الدخان والحرارة(من اكزوزات ) المولدة الموجهة إلى بناية الكلية والجدار الملاصق للسفارة يمثل قسم التصميم وطوال فترة الدراسة في القسم يعاني الطلاب عدم سماع كلام الاساتذة .بينما تعلق الطالبة شيماء قائلة: اصبنا بدوار نتيجة صوت المولدة الذي (لايرحم) وكاننا نعيش وسط عالم مزدحم لاتكف الاصوات المزعجة فيه . واكد الدكتور أثير محمد استاذ في قسم التصميم " الاصوات التي تصدر من هذه المولدة تنعكس بشكل سلبي على قاعات الدراسة خصوصا على قسمي التصميم والسمعية والمرئية، والصوت مستمر طوال فترة الدراسة واثناء الامتحانات ايضا، لاسيما أن المولدة تبعد عن القسم بأقل من 10 امتار. واوضح بأنهم قد تكلموا اكثر من مرة مع عمادة الكلية محاولين ايجاد حل لهذه الشكلة ، ولكن يبقى الحال كما هو عليه بعد كل شكوى !معاون العميد يقول الدكتور نصيف جاسم معاون العميد المالي والاداري في الكلية " المشكلة الرئيسية أن المولدة هي من ضمن املاك السفارة التركية، وهذا لايعطينا الحق بالتدخل لرفعها ، لكن على الاقل بعد أن حاولنا التكلم شفهيا مع المسؤولين هناك لإيجاد حل وسط ، كأن يصار إلى وضع كاتم لصوت المولدة ، ولكن لم تأتنا أي اشارة حول هذا الموضوع من قبل السفارة. وأضاف جاسم "السفارة لاترمي علينا فقط الصوت والدخان ولكنها ايضا ترمي بالزجاجات وقناني المشروبات الكحولية الفارغة في داخل بناية الكلية وكأننا مكب لنفاياتهم ! بالاضافة إلى انهم جار سيئ حيث قاموا بغلق (الكراج) الخاص بوقوف سيارات اساتذة وطلاب الكلية بحجة الوضع الامني واستهداف السفارة حيث قطعوا ايضا الشارع القريب منها ، وجعلوا الطلاب والاساتذة يقطعون مسافة كيلو متر يوميا ذهابا وايابا للوصول إلى سياراتهم التي ركنوها في منطقة الكسرة في قسم المسرح التابع للكلية .rnمقرر قسم التصميم يقول اتمنى أن تنقلوا كلامي بأمانة "اصبنا بالدمار النفسي والعصبي ، فالكثير منا قد اصيب بفقدان التوازن نتيجة الصوت العالي في تشغيل وإطفاء المولدة، وكثير من الطلاب فقدوا الوعي بسبب اصواتها المزعجة. ولانعلم متى ستنتهي هذه المشكلة .rnالسفارة التركية بعد اختراق الجدران المحصنة والحراس الامنيين الذين اندهشوا من طلبي بالدخول وانني احمل شكوى ضد السفارة، وحينما عرفوا بأن شكواي تتعلق بقضية المولدة وتأثيرها على الطلاب سمحوا لي بالتحدث مع احد الاشخاص العاملين في السفارة. وذكرت له موضوع الشكوى فأشار لي بالتوجه إلى البناية الرئيسية للسفارة، وهناك اتصلت بالموظفة (بان) متحدثه بأسم السفارة عن طريق "الحاكية" الموجودة قرب البوابة الرئيسية، وبعد الاستفسار مني عن موضوع الشكوى سمحوا لي بالدخول والجلوس، وبعد انتظار دام لنصف ساعة لم يسألني احد عن سبب جلوسي، عادت لي (بان) بخفي حنين من دون اجابة واخبرتني أن الرفض هو الاجابة الرسمية!
مولدة السفارة التركية العملاقة تقتل الإبداع فـي كلية الفنون الجميلة
نشر في: 15 يونيو, 2010: 07:51 م